عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    03-Jun-2019

السعودية تسرد القصص «البيوغرافية» في منصات التواصل وتكشف أسرار الوجهاء

 

الدمام -الشرق الاوسط-  إيمان الخطاف - لا تقتصر «البيوغرافيا» على كونها عنوانا لحياة كاملة مصوغة بأسلوب قصصي، فهذا الفن المعني بكتابة السير الذاتية أصبح مجالا خصبا لصناعة المحتوى كذلك، إذ تعيد شابة سعودية إحياء قصص الوجهاء والأمراء والملوك عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي (سناب شات وإنستغرام)، من خلال سرد أسرار حياة هذه الشخصيات بطريقة أشبه بـ«الحكواتي» الذي يجذب الناس لقصصه الممتعة الممزوجة بالطرافة أحيانا والألم في أحيان أخرى.
هذا الخط انتهجته المدونة عبير الماضي، التي تعد من مشاهير الشبكات الاجتماعية في السعودية، وحصدت إعجاب ألوف المتابعين من خلال عرض السير الذاتية بأسلوب مصور شائق، لتأخذ خطا بعيدا عن بقية مشاهير «سناب شات» الذين تخصصوا في الترويج للنزعة الاستهلاكية وملاحقة جديد الأسواق والمقاهي، عن ذلك تقول عبير: «أردت أن أصنع محتوى ثريا وهادفا، وهذا ما يعنيني بالدرجة الأولى».
الماضي التي بدأت قبل سنتين من خلال قصة لعقد من «هاري وينستون» امتلكته الملكة المصرية الراحلة نازلي ثم اشترته حفيدتها لاحقا، تقول: «لم أتوقع أن أرى ردة الفعل الكبيرة التي حصلت عليها هذه القصة، حيث انتشرت بشكل هائل، مما حفزني على الاستمرار في هذا المجال». موضحة أنها قدمت أكثر من 200 قصة لكثير من الشخصيات من وجهاء وأمراء وملوك وسيدات مجتمع.
وعن مصادرها في توثيق أسرار حياة هذه الشخصيات تقول: «أعتمد على الكتب والبحث في الإنترنت وأحيانا آخذ المعلومة من الشخصية نفسها أو من معارفها ومن عاش معها». مفيدة بأن شغفها بقراءة الروايات وكتب السير الذاتية كان البوابة الأولى لدخولها في هذا العالم. وتكشف الماضي أن بعض الشخصيات النخبوية صارت تعرض عليها مبالغ كبيرة نظير التحدث عنها للعامة ونشر سيرتها الذاتية، قائلة: «تأتيني كثير من العروض، من الشخصية نفسها أو من أهلها أحيانا».
تجمع قصص الماضي خليطا عجيبا من الشخصيات الراحلة والمعاصرة، من دوقة ألبا كايتانا فيتز، وإمام الحرم المكي عبد الرحمن السديس، والأميرة الراحلة ديانا، والفنانة المعتزلة عزيزة جلال، وزوجة الرئيس الأميركي ميلانيا ترمب، وغيرهم. إذ تؤكد أنها كثيرا ما تحرص على إيجاد معلومات جديدة عن مثل هذه الشخصيات العامة.
تقول الماضي: «لا يهمني نجاح وشهرة الشخصية بقدر كوني أبحث دائما عن جانب مخفي في حياة هذه الشخصية يلامس قلوب الناس، أو يكون هناك حدث غيّر مجرى حياتها، بحيث تجد الناس فائدة وإلهاما وأملا من وراء القصة». وتضيف: «في آخر كل قصة أضع الشاهد كفكرة عميقة بين السطور، وأذكر المتلقي بأنه ليس دائما الخير هو المنتصر، هذه الفكرة النمطية خاطئة أحيانا».
وتأتي تجربة عبير الماضي المتركزة على تطبيق «سناب شات» لتخالف النظرة السائدة في كون هذا التطبيق مختصا بتصوير اليوميات والمناسبات والأحداث فقط، بعيدا عن النواحي الفكرية والثقافية والمعرفية، في ظل وجود أكثر من 9 ملايين مستخدم نشط لتطبيق «سناب شات» في السعودية، بحسب ما تكشف الإحصائيات، يشكلون نحو 80 في المائة من مجمل مستخدمي الإنترنت في البلاد.
وعالميا، يصل مجموع المستخدمين النشيطين شهريا في «سناب شات» إلى نحو 188 مليون، نحو 78 في المائة منهم بين عمر 18 إلى 24 عاما، و70 في المائة من مستخدمي التطبيق هم من الإناث، مقابل 30 في المائة من الذكور. ويبدو ذلك لافتا محليا من خلال كثرة السعوديات المشهورات عبر هذا التطبيق مقارنة بنظرائهن من السعوديين، سواء من أمثال عبير الماضي أو غيرها من اللاتي يحاولن تقديم محتوى سنابي قيّم، يغرد خارج السرب.