عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    20-May-2019

تحدي الصواريخ..العودة إلى الليزر - يوسي ملمان
 
بعد نحو عشرين سنة، حسم الامر لدى جهاز الامن: فهو يفكر بجدية باستئناف البحث والتطوير لليزر كوسيلة اضافية لمنظومات الدفاع ضد الصواريخ والمقذوفات الصاروخية. لقد استغرقت عملية اعادة النظر، المفاجئة كما ينبغي أن يقال، بضعة اشهر، ولكنها لاقت التعزيز في اعقاب الايام القتالية الاخيرة مع غزة. في ستين ساعة قتال في بداية الشهر اطلقت «حماس» و»الجهاد الاسلامي» الفلسطيني نحو سبعمائة صاروخ نحو اسرائيل. اربعة اسرائيليين قتلوا، وبضع عشرات اصيبوا، وعشرات المباني تضررت. هذه كانت الضحايا المدنية الاولى منذ حملة الجرف الصامد. وفقط لتلطيف الوقع على الاذن، ففي خمسين يوما من الحرب في 2014 اطلق من غزة نحو 4500 صاروخ وقذيفة هاون، متوسط 90 في اليوم. في يومين ونصف اليوم من ايام المعركة الاخيرة كان المتوسط اليومي ثلاثة اضعاف، نحو 280 في اليوم.
توجد لدى اسرائيل عشر بطاريات قبة حديدية (واحدة في الاحتياط)، ولكل واحدة منها يوجد بين ست وثماني وسائل اطلاق. في كل وسيلة اطلاق نحو 20 فوهة. نجحت منظومة الدفاع الجوي لسلاح الجو ومهندسو شركة الانتاج رفائيل في السنوات الاخيرة في تحسين وتقصير زمن الرد بمعونة تكنولوجيا حديثة. كما أن استخدام الرادار الاستكشافي (من انتاج التا) تطور. فرادار واحد يمكنه ان يخدم عدة بطاريات، الامر الذي يسمح بنشر وسائل اطلاق قليلة وليس فقط بطاريات كاملة ومعيارية. تحد آخر للقبة الحديدية هو مواجهة صليات الصواريخ.
ان المشكلة الكبرى هي ثمن التشغيل. فكل صاروخ اعتراضي (تمير) يكلف نحو 70 الف دولار. اما ثمن صاروخ قسام فهو بضع مئات الدولارات وثمن «جراد» نحو 1500 دولار. 
لا يعتزم سلاح الجو طلب زيادة ميزانية على ايام المعارك. ولكنه يتوقع ان يعوض في أن يتمكن من استكمال مخزون صواريخ تمير، التي ابقي عددها في السر. ونقل انتاجها منذ بضع سنوات الى الولايات المتحدة، مقابل مشاركة بمبلغ نحو 900 مليون دولار (وفقا لقرار الكونغرس وادارة اوباما) في تمويل بناء القبب الحديدية.
كما أن شريحتي الدفاع الاخريين ليستا كاملتين. مقلاع داوود (العصا السحرية)، التي تطورها رفائيل وريتاون الاميركية تستهدف اعتراض صواريخ اثقل، حتى 200 كيلومتر. رفائيل، وزارة الدفاع والجيش الاسرائيلي اعلنوا قبل نحو سنة عن دخول بطارية اولى للنشاط العملياتي (ولكنها لا تزال في مراحل التجربة. وقد شغلت مرة واحدة على الاقل امام صاروخي ارض ارض اطلقا في تموز 2018 من سورية من قبل مبعوثي ايران، وفشلت في اعتراضهما. احد صواريخ الاعتراض دمر ذاتيا اما الثاني فسقط في سورية. وثمن كل صاروخ اعتراض هو نحو مليون دولار).
منظومة الدفاع الاخرى والاقدم هي «حيتس 2» التي تم تطويرها في التسعينيات في الصناعة الجوية بمساعدة البنتاغون وتستهدف اعتراض صواريخ سكاد. ثمن كل صاروخ اعتراض هو نحو 3 ملايين دولار. وكان استخدم في الماضي ضد صاروخ من سورية. وقد تقرر قبل بضع سنوات في وزارة الدفاع، في الجيش الاسرائيلي وفي البنتاغون تطوير صيغة حديثة لها «حيتس 3» وفي السنوات الماضي اجريت تجارب على صاروخ «حيتس 3»، فشلت بعض منها. 
في كل الأحوال، تبين ان الجيش الإسرائيلي وسلاح الجو فهما الآن بانه مع كل شرائح الدفاع (هناك محاولة لتطوير منظومة لاعتراض قذائف الهاون لمدى قصير من بضعة كيلو مترات) مطلوب منظومة أخرى: الليزر.
اقترح خبراء في إسرائيل منذ قبل نحو 20 سنة شراء منظومات ليزر لاعتراض الصواريخ من الولايات المتحدة. في البداية وافق جهاز الامن لفحص «نوتيلوس»، ولكن بضغط الصناعات الأمنية والجيش تراجع. ونبع القرار من عدم الوضوح بشأن قدرة «نوتيلوس» وادائه (بما في ذلك صيغته الحديثة، سكايغارد)، ولكن أساسا عقب رغبة الصناعات الأمنية لاسناد من وزارة الدفاع لانتاج منظومة دفاع «ازرق ابيض». وتسبب القرار للامتناع عن الشراء او التطوير الذاتي لليزر بخلاف شديد بين المؤيدين والمعارضين، الذين جاء معظمهم من خارج جهاز الامن، وان كانت في الجيش أيضا أصوات اعتقدت بانه مرغوب فيه مواصلة فحص تطوير الليزر بالتوازي مع القبة الحديدية. ان الفضيلة الكبرى للمنظومة القائمة على أساس الليزر هو أن كلفة كل شعاع يطلق لاعتراض صواريخ العدو هي نحو الف دولار فقط.
والآن، بتأخير زائد، في الجيش وفي سلاح الجو (الذي ينبغي المرة تلو الأخرى التذكير بانهم عارضوا انتاج القبة الحديدية أيضا) يغيرون القرص ويفحصون الحاجة الى تطوير وإنتاج منظومات ليزر. ومع ذلك، من الأفضل ان يكون الامر متأخرا على الا يكون أبدا.
 
عن «معاريف»