عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    03-Apr-2024

براهمة: الدراما تعكس رؤية الحياة وتنقل تجاربنا الإنسانية

 الغد-أحمد الشوابكة

 يشارك الفنان الأردني جميل براهمة في ثلاثة أعمال فنية متنوعة تعرض في رمضان، هي المسلسل الاجتماعي "الدوار العاشر"، وتعرض أحداثه على شاشة التلفزيون الأردني، والمسلسل البدوي "قضايا من البادية"، وأيضا المسلسل البدوي "حرائر من البادية" الذي يعرض على شاشة التلفزيون الأردني والعديد من المحطات العربية والمنصات الاجتماعية.
 
 
وتحدث براهمة عن دوره في المسلسل الاجتماعي الدرامي "الدوار العاشر"، الذي ألفه الدكتور محمد البطوش وأخرجه محمد لطفي، وشارك فيه مجموعة من نجوم الدراما الأردنية، قائلاً: "أجسد شخصية معلم ميكانيكي  يدعى بلال، وهو أرمل وله بنت درست الصيدلة، وهو إنسان طيب يمر بأحداث كثيرة، رافضاً الغوص في تأدية شخصيته في المسلسل، تاركا للمشاهد متابعة أحداثه المشوقة، متأملاً بأن يلاقي هذا العمل قبولاً لدى المشاهد الأردني والعربي، كونه يتناول قضايا سلبية متعددة مثل؛ تجارة المخدرات وغسيل الأموال وغيرها من الظواهر الدخيلة على مجتمعنا الأردني، واستطاع مخرج العمل بمجهوده أن يقدم مستوى عاليا بصورة بصرية جميلة وبأحدث التقنيات، معتبرا هذا العمل نقطة بداية في الطريق الصحيح لإيجاد دراما أردنية توازي الدراما المصرية والسورية واللبنانية والخليجية.
 
يشارك براهمة بالمسلسلين البدويين "قضايا من البادية" ويتكون من ثلاثين حلقة، ويتناول العديد من القضايا البدوية برؤية واقعية من ناحية القصة والمضمون والشكل الدرامي، وتستند حكاياتها إلى تراث البادية الحقيقي الزاخر بالقصص والحكايات، ويشارك في ثلاث حلقات من المسلسل بأسلوب (متصلة منفصلة)، وهو من إنتاج مؤسسة عصام حجاوي للإنتاج والتوزيع الفني، تأليف الكاتبة نورا الدعجة، وإخراج: سائد بشير هواري وعلاء ربابعة وسامر خضر وحمزة التاجي وأشرف العبادي وهاني العقرباوي، والذي يعرض على قناة الإمارات وبينونة ومنصة ADtv، و"حرائر من البادية" يتكون من ثلاثين حلقة تتحدث عن المجتمع البدوي من خلال القيم الرفيعة مثل "العدالة والشجاعة"، وفي كل حلقة يعرض نزاع بين طرفين يحكم بينهما شيخ القبيلة، ويشارك في ثلاث حلقات من المسلسل بأسلوب (متصلة منفصلة)، وهو من إنتاج مؤسسة عصام حجاوي للإنتاج والتوزيع الفني، وتأليف نورا الدعجة من إخراج المخرجين الأردنيين علاء ربابعة وليث حجاوي، ويعرض على شاشة التلفزيون الأردني، وقناة الظفرة وقناة الريان القطرية وقناة الوسطى ومنصة vu.
ويعتبر براهمة ارتباط الأعمال الدرامية في موسم واحد وهو شهر رمضان، وترك باقي مواسم السنة، من أهم المعضلات التي تعصف بها، لأن ذلك لا يتيح الفرصة لمتابعتها جيداً، موضحاً أن قلة الإنتاج وضعف الأفكار أديا لتراجع القطاع الفني، خلاف الإنتاج الفني في دول عربية، تعطي اهتماما بالغا بحجم الإنتاجات ونوعيتها. وبحسب براهمة، فإن الاعتماد على قطاع الإنتاج الفني الخاص لا يكفي، إذ ينبغي أن يكون هناك دور رئيس لقطاع الإنتاج الفني الحكومي في إنتاج أكثر من عمل درامي في العام لتكون الدراما الأردنية حاضرة في المشهد الدرامي على المحطات العربية في كل عام بالتوافق مع الإنتاج الخاص، حتى نتمكن من المنافسة مع الدراما السورية والمصرية واللبنانية والخليجية.
ويؤكد براهمة، في حديثه لـ"الغد"، أن الدراما التلفزيونية وسيلة من أهم وسائل نقل التجارب الإنسانية وتقديم أفكار ورؤية للحياة كونها من الأشكال المفضلة التي تنجذب إليها الشرائح المختلفة من المجتمع، فلا تنعزل الدراما التلفزيونية کفن عن بقية الفنون من حيث الدور الذي تلعبه في لفت انتباه الجمهور إلى التفاصيل المهمة في الحياة المحيطة بها، إضافة إلى محاولتها تجسيد الواقع بأقرب صوره وتقدم للمشاهد ما هو جديد على الصعيدين الاجتماعي والفكري.
وأشار إلى أن الدراما تعد عاملاً أساسياً في تبني صور متراكمة في أذهان المشاهدين، مما يجعلهم يربطون بين الصورة المقدمة في الدراما وبين الواقع الذي يدور حولهم، لذا يدعو براهمة، وفق رؤيته لواقع الحال، الجهات الرسمية ذات العلاقة، لإيلاء الدراما المحلية اهتماماً واسعاً من خلال النهوض بقطاع الإنتاج، وتخصيص ميزانيات تعيد الألق للدراما الأردنية لأنها تعكس حال المجتمع وتنقل قضاياه ورسائله وهمومه، وهذا يحتاج إلى تكثيف عملية إنتاج الأعمال التي تحمل رسائل مجتمعية مهمة وتؤثر إيجاباً على الجيل وقيمه وفكره وثقافته، وعلى الفنان أن يتقن الأدوار كافة وكيفية إخراج موهبته للمشاهدين. 
ويشير براهمة إلى أن التنوع في أداء الأدوار، سواء كانت كوميدية أو تراجيدية في الدراما التلفزيونية، أمر مهم، يثبت قدرة الفنان على تقديم أنماط مختلفة في العمل الفني، ما يستدعي أهمية أن يتسلح الفنان بالفكر والإبداع وأن يكون واعياً بإشكالية ومشاكل مجتمعه كافة، لافتاً إلى ضرورة إعطاء الفنانين دورا كبيرا لتحقيق التوعية وزرع المبادئ والقيم، وذلك من خلال دعم الأعمال الدرامية باستمرار، والاهتمام بها كونها ثروة وطنية لإفادة المجتمع؛ فالثقافة للفنان قوة كونها أرضاً خصبة في تنوع الفكر.
حول طقوسه في شهر رمضان المبارك، فقد أكد أنه مضى الأيام الأولى من الشهر الفضيل يصور ما تبقى من مشاهد له في مسلسل "الدوار العاشر"، ويحافظ على الطقوس الرمضانية التي تربى عليها، وهي قراءة القرآن الكريم، وقضاء ليالي رمضان مع الأهل والأصدقاء، ويقوم بمتابعة بعض الأعمال الدرامية المعروضة على الشاشات في رمضان ليعرف إلى أي مستوى وصلت الدراما التلفزيونية، ولكنه لا يستطيع متابعة العديد من الأعمال منذ البداية وحتى النهاية.
ويختتم حديثه بأنه استطاع من خلال مسيرته بناء ثقافته وتشكيل أفكاره، ليعكسها بعد ذلك بالأدوار التي يجسدها، وفق رأيه "الفنان هو نتاج ثقافته، والفن ليس أسلوباً للتسلية وإنما يحمل رسالة عظيمة ذات أبعاد إنسانية، وكل فنان باستطاعته أن يضع لنفسه بصمة متفردة، ويؤسس لنجاح بكل عمل فني يشارك به".