عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    22-Oct-2024

معاداة الفلسطينيين*محمود خطاطبة

 الغد

إذا كانت العصابات الصهيونية، ومن بعدها دولة الاحتلال الإسرائيلي، قد اختلقت أكاذيب ما أنزل الله بها من سلطان، واتهمت زورًا وبهتانًا شعوب العالم أجمع بالعداء لهم، تحت ما يُسمى مُصطلح «العداء للسامية»، فإن ما يتعرض له الفلسطينيون من قتل وتدمير مُمنهج، هو حقيقي ويُطبق على أرض الواقع، وبشهادة الكثير ممن لديهم ذرة من الإنسانية.
 
 
وإذا كانت أقلام الصهاينة، ومن اصطف بصفهم، اختطت أساطير وخُرافات، لإثبات ما يُطلق عليه «العداء للسامية»، ومن ثم بُغية تحقيق أهداف شيطانية، وبالتالي إقامة دولة لعلوج مُغتصبين، على أراض عربية (فلسطين)، فإن العالم يُشاهد بأم عينيه ما يُفعل بالفلسطينيين وأرضهم، جهارًا نهارًا.
 
أولئك الصهاينة أتقنوا دور الضحية، والمسكنة، وبأنهم مذلولون، ويوهمون العالم كُله بذلك، حتى وصلوا إلى درجة لم يكتفوا معها بأن يُعرفوا مُصطلح «معاداة السامية» بأنه أي شكل من أشكال «الكُره لليهود» فقط، بل أضافوا إليها بُعدًا سياسيًا، إذ باتوا يدعون بأن هُناك أحزابًا سياسية تكن لهم «العداء»، وينسجون تقارير وأخبارا وقصصا، لا تمت إلى الحقيقة بصلة.
وإذا كانت «المحرقة» أو ما يُسمى بـ»الهولوكوست» كذبة نسجها الصهاينة أنفسهم، ومن قبلهم الغرب الذين لا يُريدون لهذه الشرذمة البقاء في بلادهم، من أجل تبرير هجرة اليهود إلى فلسطين المُحتلة، فإن ما يُعاني منه أبناء قطاع غزة حقيقة واقعة، ويُشاهدها العالم أجمع، وعلى رأسهم أولئك الذين تباكوا، وذرفوا دموع التماسيح، على إدعاءات، لا تتضمن دليلًا قويًا، من قبيل «العداء» أو «الكره» لبني صهيون.
وإذا كانت دول العالم، التي تدعي التحضر، قد صدقت خُرافات تُكتب حول ما تعرض له اليهود من مذابح في بلدان العالم المُتقدم، فإن الفلسطينيين يُحرقون، ويُقتلون بدم بارد، علانية وفي وضح النهار، وبتأييد ودعم وأسلحة ودبابات ومدافع وطائرات العالم الذي يدعي أنه ديمقراطي، والمُدافع الأول والأخير عن حقوق الإنسان والبشرية جمعاء.
وبما أن هُناك قوانين دولية، أوجدها الغرب، وعلى رأسهم الشيطان الأكبر (واشنطن)، تمنع أو تُجرم ما يُسمى بـ»مُعاداة السامية»، لا بل وتُعاقب عليها، مع أنها كذب وافتراء، فإن الحق والعدل والإنصاف هو سن قانون يُجرم مُعاداة الفلسطينية، خصوصًا أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يُسرف بشكل غير إنساني بمنع إمدادات الغذاء والماء عن الفلسطينيين، بهدف تجويعهم وتعطيشهم.. ونستطيع القول بأن سلاح «التجويع» ورقة رابحة بيد الصهانية الحاقدين، استخدموه منذ بداية عدوانهم الهمجي على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول 2023.
نعم، عندما يمنع القتلة المجرمون إدخال المُساعدات الإنسانية، ويُصدرون أوامرهم باعتبار المدنيين أهدافًا عسكرية لآلة بطشهم، وعندما يوجد أكثر من مليون شخص من سكان غزة يواجهون سوء تغذية، أو بمعنى أدق «مجاعة»، وعندما يُجبر المدنيون على الاختيار بين النزوح أو الجوع، فإن ذلك مُدعاة لخلق قانون يُجرم مُعاداة الفلسطينية.
وعندما تُصبح الضروريات الأساسية للفلسطينيين غير مُتوفرة، وعندما يتم قطع الأدوية ومنعها من الوصول إلى المرضى، وعندما لا يوجد علاج، وعندما تُدمر المُستشفيات والمراكز الصحية، فإن ذلك يؤكد وجود مُعاداة حقيقية وواقعية للفلسطينيين.. حتى شجر الزيتون تعرض للقطع أو التخريب، فعشرات الآلاف من الدونمات المزروعة بالزيتون ظلت دون حصاد العام الماضي.
حاقد وغير إنساني، وعلى عينيه غشاوة، كُل من يشك بأن الفلسطينيين يتعرضون لإبادة جماعية، فحتى الأماكن التي تُسمى «آمنة» تُقصف بصواريخ وقذائف بشكل وحشي، لدرجة أن الكثير من الأحياء السكنية تحولت بأكملها إلى أنقاض.
وضع كارثي، وحصار خانق، وتجويع، وجيش الاحتلال الإسرائيلي ما يزال يواصل حملة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، من خلال تدمير المنازل ومراكز الإيواء فوق رؤوس ساكنيها، وحرق أحياء سكنية كاملة.. إسرائيل تحرق الأطفال والنساء والرجال.. أليس ذلك كُله بحاجة إلى قانون دولي يُحرم مُعاداة الفلسطينية.