عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    06-Jan-2021

الحوار بين الأديان ولقاء الثقافات*الأب محمد جورج شرايحه

 الراي

كل ما وصلت إلي دعوة للمشاركة في مؤتمر أو ندوة أو ورقة بحثية، بخصوص الحوار بين الاديان او لقاء الثقافات المختلفة حول العالم كلما ابتهجت روحي، حيث ان الموضوع ما زال يشغل بال الكثير من زعماء العالم وقوى التغيير والتأثير من كافة الأديان والثقافات وخاصة الديانات الإبراهيمية الموحدة اليهودية والمسيحية والإسلامية.
 
قال قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان في معرض حديثه عن زيارته الأولى لدولة الإمارات العربية المتحدة العام المنصرم «الإيمان يجمع ولا يفرق، ويقربنا حتى في الاختلاف، ويبعدنا عن العداء والجفاء».
 
أما مؤتمرات الحوار بين الأديان، بشكلها المعروف حاليا، بين المسيحية واليهودية والإسلامية، فيعود تاريخ انطلاقها لبداية عام 1932، حينها وجهت فرنسا ممثلين عنها لمناقشة علماء الأزهر.
 
ومنذ ذلك التاريخ وحتى عام 2011 عقد نحو 15 مؤتمرا، دعا أغلبها الى التعايش السلمي والتآخي بين أصحاب الديانات المختلفة، وما زالت المؤتمرات والوثائق تجمع والتي لم تكن وثيقة الإخوة الإنسانية الموقعة بين قداسة البابا فرنسيس وفضيلة الأمام الاكبر الدكتور أحمد الطيب آخرها في دولة الإمارات العربية المتحدة.
 
الحوار في الإرث الديني المشترك وليس في الاختلاف هو من يثري الحوار الحقيقي، ويؤسس قاعدة متينة لرص البنيان في هذا المضمار، قبول الآخر المختلف في حد ذاته غنى وتنوع معرفي وتنمية للإدراك الحضاري للمرء.
 
ليس في الأمر نفاق أو مجاملات عندما نقول أن ما يجمع أكثر من ما يفرق، وإن القاعدة الرئيسية التي يبني المؤمن الموحد لله إيمانه عليه هي في أركان وصميم عبادته التي لا تكتمل إلا بالآخر المختلف..
 
أخص خبرتي في الحوار الإسلامي المسيحي وانطلق من اسمي الذي صار لي جواز مرور إلى قلب كل مسلم حول العالم أعطاني والدي رحمه الله «بهجت الشرايحة» العلماني الفكر فرصة كي أعبر من خلالها عن قربي من كل مسلم أتعرف عليه، تعبيرا عن المحبة التي تجمع ولا تفرق والتي هي صلب المسيحية.
 
وأختم بالتهاني القلبية المفعمة بالحب والسلام بمناسبة حلول العام الميلادي الجديد وانتهز الفرصة لأتقدم من مقام حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ومن ولي عهده الأمين سمو الأمير الحسين وكل الأسرة الاردنية الواحدة في وحدتها الوطنية، إسلام ومسيحية، في خدمة أجندة الأردن وإرثه الحضاري والتاريخي المقدس.. اللهم آمين.