«إسرائيل» إذ تُعلِن حرباً على «الأسلحة الاستراتيجية».. في سوريا*محمد خروب
الراي
بعد دقائق معدودات من دخول دمشق في العهد الجديد، يوم الثامن من كانون الأول الجاري, بدأ جيش الفاشية الصهيونية «بعد تنسيق» مع إدارة رئيس الإبادة الصهيوني, ساكن البيت الأبيض الأميركي, (وفق ما أكدته حكومة العنصريين في تل أبيب). زاعمة أن احتلالها للمنطقة العازلة وتوغّلها في الأراضي السورية واحتلال جبل الشيخ, سيكون «مُؤقتاً وقصير المدة». بدأ العدو بعدها حرباً مَفتوحة على سوريا «الجديدة», مهَّد لها بـ«إلغاء» اتفاقية فصل القوات في الجولان المُحتل, ثم توغّل في الأراضي السورية وبما يتجاوز عمق الأربعة كيلو مترات. وصولاً إلى «جبل الشيخ» حيث بات يُطُل بل يتحكّم بمدى اوسع على الأراضي السورية في القلمون, كذلك الأراضي اللبنانية المُحاذية. ما يمنحه سيطرة ذات بعد استراتيجي على تلك المنطقة الحيوية.
ثم بادرَ في الساعات التالية إلى شن غارات جوية عنيفة ومتواصلة, على دمشق ومراكزها الحيوية وخصوصاً العسكرية, وبما زاد على مئة وخمسين غارة في يوم الثامن من الشهر الجاري, لم تسلم منها مطارات عسكرية وقواعد ومراكز أبحاث ومخازن أسلحة ودفاعات جوية متطورة, وموانئ وسفن في ميناءي اللاذقية وطرطوس. غارات ما تزل متواصلة حتى الآن, وسط إعلان صريح يفيض غطرسة وعدوانية, من مُجرم الحرب/نتنياهو أنه «عاقد العزم» على تدمير سلاح الجو السورّي, فضلاً عن قوات النُخبة العسكرية, وبما يضمن تقليص عديد الجيش السوري, وربما يدعو لاحقاً إلى «حله» على النحو الذي فعله الغزاة الأميركيون في العراق, وقيام مُجرم الحرب/بريمر بـ«حلّ» الجيش العراقي.
وإذ ترافق ذلك كله مع تصريحات لنتنياهو أول أمس/الاثنين, أعلنَ فيها أن إسرائيل «ستُكثف» ضرباتها الجوية, على مخازن «الأسلحة المتطورة» في سوريا. مُلوحاً بـ«إتخاذ جميع الإجراءات اللازمة للحفاظ على أمننا», فيما يتعلق بالوضع الجديد في سوريا. ومُشدداً على أن إسرائيل «تستخدِم كل ما لديها, من أدوات لضمان أمنها, بعد تغيّر القيادة السورية». فإن مسارعة وزير الحرب اليميني المُتطرف/ يسرائيل كاتس, كما الذي يفوقه في تطرفه وفاشيته, وزير الخارجية/جدعون ساعر إلى تأكيد بل المُزايدة على ما أعلنه نتنياهو نفسه بقول/كاتس: إن الجيش الإسرائيلي «سيُدمر الأسلحة الاستراتيجية الثقيلة في أرجاء سوريا، بما يشمل صواريخ أرض ـ جو وأنظمة الدفاع الجوي, وصواريخ أرض ـ أرض وصواريخ كروز والصواريخ بعيدة المدى». أما «ساعر» فقال: إن إسرائيل ليس لديها مصلحة في التدخل في شؤون سوريا الداخلية، إذ «لا يهمها سوى الدفاع عن مواطنيها». مُضيفاً: «لهذا السبب نُهاجِم أنظمة الأسلحة الاستراتيجية, مثل الأسلحة الكيميائية المُتبقية, أو الصواريخ والقذائف بعيدة المدى, حتى لا تقع في أيدي المتطرفين».
جوقة نازيين وقتلَة ليس ثمَّة ما يردعهم, وسط صمت «إقرأ تواطؤ» تلوذ به دول الاتحاد الأوروبي, ومعظم دول العالم، التي تُثرثر وتًعِظ كثيراً بلا نتيجة تُذكر, كما حال مجلس إدارة العالم, الموصوف مجموعة (G7). ناهيك عن الضخ «الإعلامي» الذي لا يتوقّف عن نقل الأخبار العاجلة, فيما هو يغض الطرف على نحو يثير الريبة والشكوك, عن حال الحرب المفتوحة التي أعلنها الفاشيون الصهاينة. والرامية من بين أمور أخرى, إلى «نزع سلاح» سوريا, والإبقاء عليها ساحة للفوضى والاقتتال والتمزًق, على مثال ليبيا والصومال, وما كان العراق عليه مباشرة بعد الاحتلال الأنجلوساكسوني في نيسان العام 2003.ٍ
ما تناقلته وسائل إعلام عن مصدر سوري «عسكري» يكشف أن لدى العدو «بنك أهداف» جاهزاً ومُعدٌاً مُسبقاً, كان المُستعمِرون الصهاينة, على أهبة الاستعداد لتنفيذه, حتى «لو لم» يسقط النظام السابق, خاصة بعد إعلان رئيس أركان جيش العدو/هاليفي, قبل سقوط دمشق, أن «سوريا باتت جبهة حرب رابعة», بعد غزة والضفة الغربية ولبنان.
إذ أن طائرات العدو ـ وفقاً للمصدر الذي لم يُكشَف عنه ـ ضربت في مطار المزة العسكري، بطاريات دفاع جوي روسية الصنع من طراز/بوك (Buk)، وفي فيديو آخر تظهَر منظومة/بانيستر (Pantsir) روسية للدفاع الجوي تم استهدافها أيضاً. ناهيك أن بعض المواقع المستهدفة «سرّي»، خصوصاً مواقع الصواريخ، ولم يُعرَف بوجودها إلا حين تمَ ضربها. أما عن دوافع استباحة إسرائيل لسوريا بهذا الشكل المكثف، قال المصدر: إن «إسرائيل تزعم بأنها تستهِدف الأسلحة لضمان عدم وقوعها, في يد جهة يمكن أن تهدد إسرائيل، وتقصد فصائل المعارضة»، كما أنها تستهدف أي أسلحة تُقيد حرية النشاط الجوي الإسرائيلي فوق سوريا.
وخلصَ المصدر إلى أن إسرائيل تعمل على «ثلاثة مستويات» في سوريا، أولها: عمليات القصف المكثف لمواقع ومخازن الجيش ومستودعاته. وثانيها» إنشاء منظقة عازلة حول الجولان المُحتل, واحتلال المزيد من الأراضي السورية، وثالثها: دعم الكُرد لإقامة دويلة لهم. أما هدفها «الكبير» والأبرز فهو: ضمان إسرائيل عدم قيام سوريا مرّة أخرى, كـ«كيان واحد وقوي». ختم المصدر.