عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    06-Nov-2020

الاحتلال لا يهمه من يجلس في البيت الأبيض

 الغد-هآرتس

 
جدعون ليفي
 
الاحتلال لا يهمه من سينتخب في نهاية الأمر رئيسا للولايات المتحدة، دونالد ترامب أو جو بايدن، كلاهما نفس الشيء. الاحتلال ثانية فاز أمس فوزاً كبيراً، حتى قبل أن تغلق صناديق الاقتراع. هذا وضع غير معقول حتى بين رجلين متناقضين جدا مثل ترامب وبايدن يسود هنالك اتفاق راسخ، يقف فوق كل اختلاف في الآراء: استمرار التأييد الأميركي للاحتلال الإسرائيلي. يبدو أنه لا يوجد موضوع آخر يتفق عليه الاثنان بهذا القدر. لهذا ليس مهماً من منهما سينتخب.
صحيح ان ترامب هو صديق المستوطنين ويعترف باحتلال الجولان ولكن بايدن لن يفعل شيئا يؤدي إلى إخلائهم أو على الأقل إلى تجميد مشروعهم. صحيح أن ترامب يحتقر الضعفاء. حقوق الإنسان هي آخر المواضيع التي تهمه، القانون الدولي لم يطرح في يوم من الأيام على مكتبه، وعن آلام الفلسطينيين من المشكوك فيه أن يكون قد سمع، ولهذا فإنه عكس خصمه. بايدن يعرف أمراً أو اثنين عن حقوق الإنسان وعن الضعفاء المضطهدين والمقموعين، العبودية يتردد صداها لديه، وربما أيضاً أن معاناة الشعب الفلسطيني تمس قلبه بتأثير رئيسه باراك أوباما، الذي قارنها بالعبودية السوداء. لدى بايدن أيضاً سيختفي الفريدمانيون والكوشناريون وسيأتي بدلاً منهم فريدمانيون أكثر اعتدالاً وجدية، ومع ذلك فإن بايدن لن يفعل شيئاً من أجل إنقاذ الفسطينيين والعدالة، ولكي يطبق القانون الدولي وأن يدخل يده إلى النار، باستثناء دفع ضريبة كلامية جوفاء، هكذا فعل أيضاً الرئيس الأكبر منه أوباما.
بايدن سيقود مجموعة مختلفة من المحيطين به، أقل ازدراءً للفلسطينيين وأكثر اعترافاً بوجودهم. وعندما سيطلق خطته للسلام -خطة القرن، بعد مائة خطة سلام أميركية لم يتم تطبيقها- سيشارك في الاحتفال ليس فقط حاخامات ارثودوكسيين وقساوسة أفنجلستيين مثلما لدى ترامب، بل أيضاً فلسطينيون. ولكن ما سيتبعه لن يكون مختفاً جداً. فرص لإلتقاط الصور ، مبعوث خاص، وفي أحسن الأحوال ربما يكون هنالك مؤتمر. رؤساء ورياح ولكن لن يهطل المطر. الفلسطينيون سيواصلون نزف دمائهم على جانب الطريق، الإسرائيلية تجثم على رقابهم وتخنقهم، والأصفاد تقيد أيديهم في حين أن عُمان سيتم ضمها أيضاً لـ”عملية السلام”.
وليس هنالك موضوع موحد ويوجد عليه كما يبدو اتفاق دولي واسع جداً، ما بين جميع الكتل الدولية وما بين جميع القارات – مثل معارضة الاحتلال وعدم الاعتراف به- وبالتحديد حوله ، ليس هنالك فرق بين رئيس وآخر في الولايات المتحدة. حتى الآن لم يأتِ رئيس فكّر بأن يضع له حداً، ربما حتى لم يولد بعد مثل هذا الرئيس.
لا تكفي كل الادعاءات المنطقية من أجل تفسير هذه الظاهرة، كل خرائط المصالح، الداخلية الأميركية والدولية، غير مقنعة بما فيه الكفاية لأن تشرح انه في موضوع واضح جداً وحاسم تماماً – وهو انعدام شرعية الاحتلال وغياب أحقيته، والسير الحثيث باتجاه تشكيل دولة أبرتهايد ومعاناة الشعب الفلسطيني، والذي يكون الملايين من أبنائه هم الوحيدون على الكرة الأرضية ليسوا مواطنين لأي دولة – في هذا الموضوع ليس هنالك أي فرق بين إدارة وأخرى، عشر رؤساء و53 عاما: والاحتلال في أوج قوته، واحتمالية إنهائه هي أقل من أي وقت مضى، فليكن بايدن أو ترامب.
الدولة العظمى التي نمول، وتسلح وتؤيد وتحمي بؤبؤ عينها إسرائيل، وتغطي على جرائمها ولا تنوي استغلال قوتها من أجل محاولة التأثير عليها والعمل على إلغاء الاحتلال. وهي أيضاً لم تنوِ في يوم من الأيام فعل ذلك. ليس هذا لأن أميركا ملزمة بفعل ذلك، إسرائيل هي التي تتحمل بالأساس الذنب والمسؤولية، ولكن عندما تواصل دولة عظمى تأييدها بصور أوتوماتيكية وبدون أي اشتراطات للدولة المسؤولة عن ذلك، إدارة بعد أخرى، ولم يهب رئيس واحد يسأل لماذا وإلى متى – عندها أيضاً تكون ملطخة ومذنبة في ذلك.
اليمين الإسرائيلي يمكنه أن يزيل القلق من قلبه: عن طاولة من سيدخل في كانون الثاني إلى الغرفة البيضاوية سيختفي موضوع مصيري واحد.