عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    25-Mar-2020

الاتحاد الأوروبي على محك فيروس كورونا - علي ابو حبلة

 

الدستور- تطرقنا لموضوع كورونا في مقال سابق وبينا  فيه «  أن العالم قبل كورونا لن يكون كما بعد كورونا « وهذا بالطبع يشمل الاتحاد الأوروبي وتأثيرات كورنا عليه  ، فالمرئي من تطورات انتشار فيروس كورونا في دول الاتحاد الأوروبي ، أن أوروبا سوف تشهد مزيداً من التوجهات اليمينية والسياسات «الوطنية»، وسيكون السؤال الأكثر جوهرية لدى المواطنين: لماذا أحتاج إلى الاتحاد الأوروبي؟ يعيش الاتحاد الأوروبي اليوم مرحلة غير مسبوقة في تاريخه الحديث. لأول مرة منذ تأسيسه واعتماد مبدأ حرية الحركة وعبور الأشخاص والبضائع، وبسبب أزمة كورونا، تقفل الدول الأوروبية حدودها أمام مواطني دول أوروبا الآخرين.
 
كانت معاهدة ماستريخت نتيجة لمحطات طويلة وبطيئة من التكامل الأوروبي والعمل المشترك، بدأت في 18 أبريل/نيسان 1951، عندما اتفقت 6 دول (فرنسا وألمانيا وبلجيكا ولوكسمبورغ وهولندا وإيطاليا) على تشكيل المجموعة الأوروبية للفحم والصلب، التي شكّلت نواة المجموعة الاقتصادية الأوروبية (وقّعت الاتفاقية في آذار/مارس 1957)، ثم الاتحاد الأوروبي في ما بعد. وقد فتحت معاهدة ماستريخت الباب أمام التكامل السياسي والاقتصادي بين البلدان الأوروبية، وتوصلت إلى ممارسة سياسة خارجية ودفاعية مشتركة، إضافةً إلى توحيد العملة النقدية. وعلى الرغم من تباين السياسة الخارجية الأوروبية في العديد من المحطات التاريخية، فإن الاتحاد بقي متماسكاً سياسياً وعسكرياً، لكن أزمات كبرى ضربته، وهذا يقودنا الى  الاضطراب العالمي بسبب أزمة كورونا والتساؤل عن مدى تأثر الأنظمة السياسية والاقتصاديات وكذلك أنظمة الصحة والرعاية الاجتماعية.
 
و السؤال المهم ..  حول الاتحاد الأوروبي ...  و كورونا .. اختبار للوحدة الاوروبية في هذا الصدد قال الكاتب ستيفن إرلانجر في مقال له بصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن «الفيروس يختبر التماسك والتحالفات الأوروبية ويعد اختباراً قاسياً للديمقراطية في أوروبا، ومع الانتشار السريع له، تتعثر بروكسل وتبتعد الدول، والولايات المتحدة تقيم حواجز ضد الحلفاء.» وأضاف «بينما توسلت إيطاليا للحصول على المساعدة، بدا أن الاتحاد الأوروبي يتأخر ويتعثر، حيث تجاهلت الدول الأعضاء دعوات التضامن، واختارت الولايات المتحدة محاولة عزل نفسها عن أوروبا بالكامل، باتخاذها قرار حظر السفر بدلاً من القيام بدور تعاوني». وتابع الكاتب «بدلاً من ذلك، ترك الأمر للصينيين الذين أرسلوا على الفور خبراء طبيين في إيطاليا ووعدوا بتقديم 2 مليون قناع وجه، و 20000 بدلة واقية و 1000 جهاز تنفس».
 
من جانبه، قال بول آدمسون، مؤسس مجلة «Encompass»، إن ما يجري اختبار رئيسي للاتحاد الأوروبي، حيث يتراكم الفيروس على رأس الأزمات القائمة بشأن الهجرة وسيادة القانون. وأضاف «القيم الأوروبية والتضامن والالتصاق تبدو مثل العبارات المجوفة، ولم نصل إلى ارتفاع حاد في الفيروس حتى الآن».
 
من الواضح للغاية قلة التعاون بين الدول الأعضاء ومدى بطء الحكومات في دعم الاقتصاد، والاتحاد الأوروبي اختار الانتظار والترقب ، واعتبر المحلل الفرنسي فرانسوا هايسبورج، أن ما يجري يتطلب إجراءات أسرع من جانب الدول لحبس الناس، لأنه كلما طال التأخير، زادت العواقب سوءاً، فالوباء يحمل نفس منطق الحرب، وفي الحرب فإن النتائج هي المهمة. حسب نيويورك تايمز.
 
كشفت الأزمة التي يمر بها العالم بانتشار فيروس كوفيد-19 المعروف بـ»كورونا»، هشاشة العلاقة بين دول الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي قد ينبئ بتخوفات على مستقبل الاتحاد ووحدته، بعدما أماط الفيروس اللثام عن تفاصيل تلك العلاقة.
 
واعتبرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسورلا فون دير لاين بأن القادة الأوروبيين قللوا في البداية من حجم خطر فيروس كورونا، وسط تساؤلات عن تداعيات أزمة كورونا على مصير التضامن الأوروبي. وتعتبر هذه التصريحات بمثابة إقرار بأن المسؤولين الأوروبيين تأخروا في أخد هذا الخطر على محمل الجد، وأن الآليات الأوروبية والاتفاقيات غير كافية أو أنها لم تتمكن من التحديات التي فرضتها أزمة تفشي الفيروس، فكل دولة اتخذت إجراءات خاصة بها دون التشاور مع الدول الأخرى، بما يمس باتفاقيات أوروبية مثل إعادة فرض حدود الشنغن، حسب وكالة فرانس24.