محطتان...محطتان.. - رشيد حسن
صعود اليمين
الدستور - نتائج انتخابات البرلمان الاوروبي، التي شارك فيها «472» مليون اوروبي، من « 28» دولة يضمها الاتحاد الاوروبي.. كانت مفاجئة للاوروبيين انفسهم، وللاحزاب الحاكمة في تلك الدول..
اذ أسفرت هذه الانتخابات عن نتائج خطيرة، وستؤثر تداعياتها على القارة الاوروبية وعلى العالم كله.
ففوز اليمين المتطرف في هذه الانتخابات،كما تجلى في فرنسا وايطاليا والمانيا والنمسا والمجر واليونان.. الخ.. يؤكد جملة حقائق اهمها:
أن الشعوب الاوروبية وخاصة الشباب، لم تعد تثق بالاحزاب التقليدية، فاختاروا التصويت لليمين، للخروج من وضعهم البائس، بعد أن فشلت هذه الدول، او بالاحرى بعد أن فشلت الاحزاب التقليدية، في تحقيق العدالة الاجتماعية، وبعد أن تفاقمت الاوضاع الاقتصادية فازدادت سوءا، في ظل ارتفاع البطالة، فازداد نسبة الفقر، وازداد عدد الفقراء، فيما ازداد الاغنياء غنى.. بفعل الامركة المتوحشة..
ومن ناحية أخرى فصعود اليمين ، يعني بالتأكيد صعود التطرف، والذي تجلى مؤخرا في سفاح نيوزيلندا وفي تزايد عدد الاوروبيين المنضويين تحت راية «داعش» الارهابية... وفي ارتفاع منسوب الكراهية، وعدم الاعتراف بالاخر، واغلاق الحدود امام المهاجرين، ما سيؤدي حتما الى تفريخ المزيد من الارهابيين، والى تكاثر ظاهرة الذئاب المنفردة..!!
ومن هنا..
فصعود هذا اليمين، والذي بدأ رسميا بفوز « ترامب» ومن ثم فوز الصهاينة الفاشيين في الكيان الصهيوني الغاصب، يهدد بخروج عدد من الدول الاوروبية من الاتحاد الاوروبي، كما خرجت بريطانيا..
ما يستدعي تذكيرالجميع بصعود النازية والفاشية في ثلاثينات القرن الماضي في المانيا وايطاليا، ويدق ناقوس الخطر عاليا، ان انهضوا واستفيقوا قبل ان يجرفكم طوفان اليمين الفاشي، ويغرق العالم كله في العنف والارهاب والعنصرية والحروب الدموية من جديد..
صفقة العار
ان الاعلان عن الشق الاقتصادي من مؤامرة «صفعة» القرن، يعني ان عناصر «الصفعة» اكتملت، حيث تم الاعلان سابقا عن الشق السياسي، والمتثل في اعتراف «ترامب» بالقدس العربية المحتلة، عاصمة للكيان الصهيوني الغاصب، وقيام الادارة الاميركية بقطع مساعداتها المالية عن « الاونروا» والبالغة اكثر من «360» مليون دولار، تمهيدا لشطب قضية اللاجئين وحق العودة، واخيرا اعتبار الاستيطان عملا مشروعا « لأن البناء يتم على ارض اسرائيل.. يهودا والسامرة « كما صرح السفير الاميركي المأفون « فريدمان»، وللعلم فان هذا الصهيوني العنصري.. هومستوطن يعيش في مستوطنة « ارائيل».. في الضفة الغربية المحتلة..
تبني وتنفيذ «صفعة» القرن، يعني تصفية القضية الفلسطينية، والحكم على «13» مليون فلسطيني، بالنفي الابدي، او العيش كارقاء وعبيد في امبراطورية الارهابي « نتننياهو»..
وها نحن نشهد وحدة وطنية رائعة، لم نشهد مثلها خلال العقود الماضية، اذ اعلن الجميع من فتح وحماس وكافة الفصائل رفض الصفقة، واعتبروا من يشارك فيها..خائنا وعميلا لاسرائيل واميركا.
باختصار..
نجزم وبكل قناعة ان هذه المؤامرة لن تمر، وان صفقة العار ستسقط تحت اقدام شعب الجبارين، تحت اقدام المرابطين في القدس والاقصى.. وستذهب الى مزبلة التاريخ..
ما دام الشعب الفلسطيني كله.. وبموقف واحد رائع...يرفض هذه الصفعة –المؤامرة، ويعتبر من يشارك في تنفيذها، او التسويق لها، خائنا لله والرسول وللقدس والاقصى، وعميلا مأجورا لاعداء فلسطين..
ولكل ِحادث حديث..