عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    11-Dec-2019

شعار الاحتفال ... «أهمية الجبال في تشكيل مستقبل الشباب الريفي»
 
عمان -الدستور-  آية قمق - يصادف اليوم العالمي للجبال حسب ما حددته الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 11 كانون الأول.
ومنذ عام 2003، يحتفل العالم بهذا اليوم كل عام للتوعية حيال أهمية الجبال في الحياة، وتسليط الضوء على فرص ومعوقات التنمية الجبلية، فضلاً عن تشكيل تحالفات من شأنها أن تأتي بتغييرات إيجابية تصب في صالح شعوب الجبال والبيئات المحيطة بالجبال حول العالم، وشجعت المجتمع الدولي على أن ينظم في ذلك اليوم مناسبات على جميع المستويات لإبراز أهمية التنمية المستدامة للجبال.
يركز موضوع هذه السنة 2019 على» أهمية الجبال في تشكيل مستقبل الشباب الريفي «
يسلط اليوم العالمي للجبال الضوء على الظروف الصعبة التي يواجهها الشباب الريفي الذين يعيشون في الجبال. وتؤدي الهجرة إلى هجر الزراعة وتدهور الأراضي وفقدان التقاليد الثقافية القديمة. يضمن التعليم والتدريب والوصول إلى الأسواق وفرص العمل المتنوعة والخدمات العامة الجيدة مستقبلًا أكثر إشراقًا للشباب في الجبال.
وسيتولى الشباب في هذه العام الصدارة للمطالبة بإدراج الجبال والشعوب الجبلية في صميم جداول أعمال التنمية الوطنية والدولية، وتلقي الاهتمام المناسب والاستثمارات والأبحاث المخصصة.
بمناسبة اليوم العالمي للجبال صرح الدكتور محمد الفرجات أستاذ علم المياه والأرض والبيئة في جامعة الحسين بن طلال لصحيفة الدستور : «  بأن الجبال تشكل 22% من مساحة اليابسة على سطح كوكب الأرض، وتعد شكلا من أشكال سطح الأرض من ناحية جيومورفيولوجية.
وبين  الفرجات بأن هنالك أنواعا للجبال من ناحية جيولوجية وتركيبة، وتشمل جبال الطي، جبال الحت والتعرية، الجبال البركانية، جبال الصدع، والجبال الناتجة عن الحركات الأرضية التكتونية.
وذكر بأن الصخور في المناطق الجبلية تتنوع بين النارية والرسوبية والمتحولة، مشيرا بأن الأمر الجميل بالموضوع هو أن الجبال تكشف العمود الجيولوجي لعدة أعمار وأنواع من الصخور والطبقات والتكاوين الجيولوجية؛ ما يجعلها مقصداً سياحياً بامتياز.
وقال الفرجات بأن الجبال تشكل الموئل للعديد من الكائنات الحية والمفترسات والطيور والنباتات بأشكالها المختلفة، كما ونجد الكثير من الشبكات والسلاسل الغذائية في البيئات الجبلية؛ ما يجعل حوالي 25 ٪ من التنوع الحيوي على اليابسة موجوداً بالجبال.
وأكد أستاذ علم المياه والأرض والبيئة في جامعة الحسين بن طلال على أن الغابات الجبلية تعد موئلاً للكثير من الكائنات الحية المرئية بالعين المجردة والدقيقة، فيما توفر الجبال ما مقدراه 60 - 80 % من المياه العذبة على سطح الكوكب، وما نسبته 20 ٪ من المحاصيل الغذائية الزراعية.
وبالنسبة للسياحة، فقد وضح الفرجات بأن الجبال تزخر بالكثير من الممارسات السياحية، كسياحة المسارات والمسير، وسياحة التسلق، وسياحة المبيت والتخييم، وغيرها، فيما تشكل بمجملها 15 - 20 ٪ من أنواع السياحة المختلفة.
وشدد البروفيسور الفرجات على أهمية الجبال للاستشفاء الطبيعي والنفسي والروحي، نسبة لهدوئها وبعدها عن الضوضاء، ونقاء وجودة الهواء فيها، كما وتشكل في الليل مناطق كاشفة للمجرة والأبراج السماوية والنجوم؛ ما يحفز على السياحة الفلكية فيها.
وبين بأنه يسكن الجبال ما مقدراه مليار نسمة من سكان العالم، بلغاتهم وعاداتهم ومعتقداتهم وممارساتهم اليومية المختلفة؛ ما يعكس تراثاً حضارياً ماديا وغير مادي ممتدا من آلاف السنين الى يومنا هذا، وهو بحد ذاته منتج سياحي فريد من نوعه.
وأضاف الفرجات بأن الجبال مهددة بالتغير المناخي مثل الجفاف والتصحر، وبالكوارث الطبيعية مثل الإنهيارات والإنزلاقات الأرضية، والفيضان في مجاري المياه في الأودية الواقعة بين الجبال، وتعاني الغابات فيها بشكل عام من الحرائق والتحطيب والرعي الجائر والمد السكاني واستعمال الأراضي الخاطئ؛ ما يهدد استدامة هذه الموائل الطبيعية، وسكانها ومستقبلهم.
ويأتي اليوم العالمي للجبال نسبة للفرجات لتركيز الضوء على أهميتها ومستقبل سكانها وتمكينهم، إضافة إلى أهميتها كعنصر بيئي مهم في الدورات الطبيعية للمياه والأكسجين وأشكال الحياة المختلفة.
مشيراً إلى أنه تعد الأرياف من أشكال الحياة السكانية الهامة بالمناطق الجبلية في العالم، ويواجه شبابها خاصة هذه الأيام قلة فرص العمل؛ ما يدعوهم إلى الهجرة إلى المدن والعواصم حيث يمكنهم ايجاد فرص العمل هناك والاستقرار الوظيفي؛ ما يهدد مستقبل النمو السكاني في المناطق الجبلية، وعلى مدى العقود القادمة سيهدد ذلك صلاحية الأراضي الجبلية للزراعة ومستقبل هذه الموائل التي وجدت بالعلاقة ما بين الانسان والطبيعة.
وقال الفرجات بأن المناطق الجبلية في الأردن تشمل مناطق كجبال الشراه، وجبال عجلون، ويوجد فيها مناطق ريفية تزخر بخيرات الطبيعة الجبلية، ويوجد فيها الكثير من ينابيع المياه والبساتين، وتعد مقصداً سياحياً محلياً وعالميا كذلك.