عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    15-Oct-2019

الصحافي المخطوف بإيران "يعترف".. صورة تنبش أحداثا أليمة
 العربية.نت- صالح حميد - عرض التلفزيون الإيراني الحكومي، مساء الاثنين، ما وصفها بـ"اعترافات" الصحافي روح الله زم، وذلك بعد ساعات من اختطافه من قبل الحرس الثوري الذي أعلن في بيان أن جهاز استخباراته استطاع "استدراجه واعتقاله في عملية مخابراتية معقدة".
 
وذكرت صورته هذه التي بثت على الملأ، بعشرات الاعترافات القسرية السابقة لمعارضين ونشطاء والصحافيين، والتي أدت إلى إدراج "هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية" في قائمة العقوبات الأميركية والأوروبية لحقوق الإنسان، ظهر زم وهو يتحدث عن " أخطاء ارتكبها ضد النظام والشعب الإيراني" ويقدم "اعتذارا للنظام"، في مشهد بات مألوفا للجمهور الإيراني.
 
وفي شريط الفيديو الذي تبلغ مدته 90 ثانية والذي بث في نشرة أخبار المساء في طهران، قال روح الله زم إنه "نادم" على أنشطته الإعلامية في المنفى في السنوات الأخيرة.
 
وفي بداية الشريط ظهر زم وهو معصوب العينين، جالساً في سيارة مجهولة الهوية تتحرك باتجاه مكان غير معروف، ثم ظهر مباشرة في غرفة فيها شعار الحرس الثوري والعلم الإيراني، مردداً عدة مرات بأنه نادم. كما قدم اعتذاره لنظام الجمهورية الإسلامية.
 
موضوع يهمك?يتهم العديد من الصوماليين قطر بأن لها أيادي "خفية" تستثمر وتتلاعب بالأزمات الأخيرة الحاصلة في بلادهم، ومن ضمنهم مسؤول... رسالة لأمير قطر: أبعد أموالك ومروجي الإرهاب عن الصومال الخليج العربي
تكهنات ونظرية المؤامرة
وكان الحرس الثوري الإيراني قد ادعى في بيانه أنه قام بخداع الصحافي المعارض الإيراني المقيم في فرنسا، و"استدراجه" إلى البلاد ثم اعتقاله.
 
هذا بينما لوح موقع صحيفة "جوان" التابعة للحرس الثوري الإيراني بشكل غير مباشر في تغريدة إلى أن زم ربما تم اعتقاله في دولة مجاورة.
 
استدراج وخطف
وتكهن بعض الناشطين الإيرانيين في الخارج أن يكون زم قد تم استدراجه إلى إحدى الدول المجاورة ورجحوا جمهورية أذربيجان أو إقليم كردستان العراق، كما طرح البعض نظرية المؤامرة التي تفيد باحتمال وجود صفقة بين باريس وطهران تم بموجبها تسليم زم مقابل إطلاق سراح محتجزين فرنسيين في إيران.
 
كما طُرحت أيضا فرضية اختطاف زم من خلال إنزاله من طائرة كانت متجهة إلى أستراليا التي كان ينوي السفر إليها للعيش بدعم من أحد ممولي موقع " آمد نيوز"، وفا نيكفر، الذي أكد أن زم كان يحضر للسفر إلى أستراليا.
 
وشبه البعض هذه الفرضية بقضية اعتقال عبدالمالك ريغي، زعيم جماعة "جند الله" الذي أعلنت السلطات الإيرانية عام 2010 عن إلقاء القبض عليه خارج البلاد ثم نقله إلى داخل إيران عندما كان في رحلة إلى قرغيزستان.
 
في المقابل، شكك البعض ممن يعارضون أنشطة زم، أصلا برواية اعتقاله واتهمه بأنه عنصر من عناصر النظام ادعى الانشقاق، لكنه عاد الآن إلى أحضان النظام بعد انتهاء مهمته.
 
واستشهدت هذه المجموعة من المشككين بقضية عميل المخابرات الإيرانية محمد رضا مدحي، الذي توغل عام 2010 في صفوف المعارضة في الخارج وحضر نشاطاتها، ثم ظهر لاحقا على التلفزيون الإيراني ليروي كيف أنه استطاع خداع المعارضين وكسب معلومات منهم.
 
يذكر أن موقع " آمد نيوز" لعب دورا كبيرا في اندلاع تغطية الاحتجاجات الشعبية خلال الأعوام الماضية، وكذلك تسريب الأخبار من داخل أجهزة النظام حول ملفات الفساد، ولذا من الطبيعي أن يحاول النظام بكل الطرق اعتقاله وإنهاء نشاطاته.
 
وكان زم، الصحافي والناشط الإصلاحي الإيراني القريب من الحركة الخضراء، يقيم في فرنسا منذ خروجه من إيران عقب إطلاق سراحه بعد أشهر من الاعتقال بسبب مشاركته في الانتفاضة الخضراء عام 2009.
 
نشر الخوف
وخلال حديثه، قال زم إنه كان "مخطئًا تمامًا" في الوثوق بفرنسا كملاذ آمن له، مضيفًا أن الثقة بالحكومات الأجنبية "أمر خاطئ تماما".
 
ورأى ناشطون أن الاستخبارات أرادت من خلال هذه الكلمات التي أجبر زم على قولها أمرين، أولهما التأكيد أن الناشطين ليسوا بمأمن من استخبارات الحرس الثوري الإيراني أينما كانوا، وثانيا أن دولا مثل فرنسا وغيرها لا تحمي اللاجئين السياسيين ما سينشر الخوف بين المنفيين الإيرانيين الذين يعيشون في الدول الغربية.
 
وكان روح الله، وهو نجل رجل الدين محمد علي زم، أحد كبار مسؤولي النظام الإيراني الذي ترأس عدة مؤسسات ثقافية تابعة للنظام، قد نشر في وقت سابق رسائل نصية وصلته تضمنت تهديدات وتحذيرات بتصفيته من قبل أجهزة الاستخبارات الإيرانية في حال استمراره بفضح ملفات الفساد وحملات القمع والملاحقة ضد الناشطين والصحافيين والمنتقدين.
 
موقف والده
ونقلت وسائل إعلام ايرانية عن والده أنه لم يعلم ما حدث لابنه وشاهد خبر اعتقاله من الشريط الإخباري للتلفزيون الإيراني.
 
وكان والد زم قد نشر خطابًا عبر وسائل الإعلام الإيرانية في يوليو 2017 قال فيه إنه لن يدعم ابنه بسبب تقارير موقع " آمد نيوز" لأنها "تجاوزت الخطوط الحمراء" في إشارة إلى الأخبار والتقارير التي كانت تنال من المرشد الأعلى علي خامنئي.
 
وخاطب محمد علي زم ابنه قائلا إن "الخط الأحمر لدينا هو المرشد الأعلى، وأنت تجاوزت الخط الأحمر".
 
يذكر أن روح الله زم من مؤسسة " الفنون الثورية" التابعة للنظام والتي كان يعمل بها مع والده بعد احتجاجات الانتخابات الرئاسية الإيرانية عام 2009 وسجن في سجن "إيفين" سيئ السمعة في طهران لبعض الوقت، إلا أنه بعد أشهر خرج من البلاد وطلب اللجوء في فرنسا.
 
قناة " آمد نيوز" عبر تلغرام
وقام زم عام 2015 بتأسيس موقع "آمد نيوز " ثم أصبحت قناته عبر تطبيق " تلغرام" الأكثر شعبية في إيران خاصة قبيل وأثناء وبعد الاحتجاجات الشعبية عامي 2017 و2018، حيث بلغ متابعوها أكثر من مليون ونصف المليون شخص معظمهم داخل إيران.
 
لكن شركة تلغرام قامت بإغلاقها بعد شكوى تقدم بها وزير الاتصالات الإيراني محمد جواد أذري جهرومي، اتهم زم خلالها بـ"نشر الكراهية وتدريب الناس على صنع قنابل "كوكتيل مولوتوف" والتمرد المسلح والفتنة".
 
وبناء على ذلك، أعلن الرئيس التنفيذي لشركة تلغرام، بافيل دوروف، في بيان أن القناة تم حذفها لأنها تجاهلت قواعد مكافحة العنف.
 
ومع ذلك، تمكن زم من استعادة جزء من جمهوره من خلال إطلاق قنوات جديدة تحت أسماء جديدة وبلغ عدد متابعيه حوالي مليون ونصف مرة أخرى.
 
في السنوات الأخيرة، اعتقلت أجهزة المخابرات بالجمهورية الإسلامية عدة أشخاص بزعم تعاونهم مع زم. كما تم احتجاز أخيه وأخته لبعض الوقت ولكن تم إطلاق سراحهما لاحقًا.
 
ووصف التلفزيون الحكومي الإيراني في تقريره عن اعتقال زم بـ"الخائن للثورة والنظام"، وهدد بأن "هذه نهاية كل من يعمل ضد النظام".
 
عملية خطف مشابهة
يذكر أن أجهزة الأمن الإيرانية قامت بخطف أبو الحسن مجتهد زادة، عضو منظمة "مجاهدي خلق" الإيرانية، في إسطنبول التركية عام 1988 وقد تورط بها السفير الإيراني في تركيا آنذاك، منوتشهر متكي الذي أصبح وزيرا للخارجية في حكومة أحمدي نجاد لاحقا.
 
مسلسل الخطف
لكن قضية خطف واعتقال روح الله زم، سلطت الضوء من جديد على مسلسل عمليات الخطف والاغتيالات التي قام بها النظام الإيراني ضد الناشطين والمعارضين في الخارج.
 
وكان الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات في ديسمبر 2018 ضد قسم الشؤون الداخلية بوزارة الاستخبارات الإيرانية على خلفية قيامها بتنفيذ اغتيالات لمعارضين إيرانيين في هولندا ومحاولات تفجير واغتيال أخرى في فرنسا والدنمارك ضد مجموعات المعارضة.
 
واستهدفت تلك العقوبات معاون وزير والاستخبارات الإيرانية سعيد هاشمي مقدم، بالإضافة إلى أسد الله أسدي، المعتقل في بلجيكا والذي كان يعمل بغطاء دبلوماسي بسفارة إيران في النمسا وهو مدبر الهجوم الفاشل على مؤتمر مجاهدي خلق.
 
وكانت أجهزة الأمن الأوروبية قد أحبطت هجوما بالقنابل على تجمع كبير لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة في باريس. كما أعلنت الدنمارك في أكتوبر/تشرين الأول، أنها أوقفت مؤامرة لاغتيال ناشطين أهوازيين على أراضيها.
 
اغتيال المعارضين
يذكر أن أشهر الاغتيالات التي نفذتها وزارة الاستخبارات الإيرانية في الخارج في حقبة التسعينات، شملت: عملية اغتيال في باريس ضد شابور بختيار آخر رئيس وزراء لإيران في عهد الشاه، وكذلك ضد الزعيمين الكرديين الإيرانيين الدكتور عبدالرحمن قاسملو في النمسا، والدكتور صادق شرفكندي واثنين من رفاقه في برلين بألمانيا.
 
أما في 15 ديسمبر 2015 فاغتالت عصابة مكلفة من قبل إيران، المعارض الإيراني المقرب من منظمة "مجاهدي خلق"، محمد رضا صمدي كُلاهي، في بلدة ألميرة الهولندية.
 
وفي نوفمبر 2017 تم اغتيال القيادي الأهوازي أحمد مولى النيسي، مؤسس حركة "النضال العربي لتحرير الأحواز"، أمام منزله في مدينة لاهاي الهولندية واتهمت الحكومة الهولندية إيران بتوظيف عصابات إجرامية لتنفيذ العملية كطريقة لإخفاء تورط الدولة في الجريمة.
 
وقبل ذلك في أبريل 2017، اغتيل مدير مجموعة قنوات "جم" الإعلامية الناطقة بالفارسية، سعيد كريميان، في مدينة اسطنبول التركية بإطلاق النار من مسلحين ملثمين حيث اتهمت المعارضة الإيرانية أجهزة المخابرات الإيرانية بالوقوف وراء حادثة اغتيال الإعلامي المعارض الذي كان مطلوبا للنظام بتهم "نشر الفساد وتشويه صورة النظام".
 
اغتيالات للمعارضين في الداخل
ولم تقتصر الاغتيالات على الخارج، بل تُتهم وزارة الاستخبارات الإيرانية بأنها المسؤولة عن "الاغتيالات المسلسلة" التي وقعت في نهاية التسعينيات في عهد الرئيس خاتمي حيث تم تصفية عشرات الكتّاب والسياسيين في الداخل، وراح ضحيتها محمد مختاري وجعفر بويندة وداريوش فروهر وزوجته بروانه اسكندري وبيروز دواني.
 
من اليسار- داريوش فروهر وزوجته بروانه اسكندري ومحمد مختاري وجعفر بويندة -من ضاحايا الاغتيالات المسلسلة
وكانت الاغتيالات تتم وفق فتاوى من رجال الدين المتشددين مصباح يزدي وجنتي وآخرين، حيث سَرّبت قائمة تقضي بفتاوى لاغتيال 197 مثقفا وكاتبا.