عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    07-Nov-2019

تداخلات قصصية بحثية في كتاب “صديق المدخن”

 

تغريد السعايدة
 
عمان- الغد- بطريقة سرد الحكايات والقصص والروايات التي تحاكي واقعنا اليومي، تسرد الكاتبة الأردنية الدكتورة إيمان محمد نعيم ياسين، قصتها مع زوجها الذي أدمن التدخين لمدة تزيد على خمسة وعشرين عاماً، لتكون الكتف الذي سانده حتى يتخلص منه نهائياً، لتحول هذه التفاصيل إلى مادة مقروءة معززة بالأرقام والإحصائيات والدراسات التي تساعد على الحد من التدخين.
وفي مقدمة كتابها، تقول ياسين “قالوا في القدم كتابي صديقي والصديق وقت الضيق وهذا بالضبط ما أردناه من هذا الكتاب أن يكون صديقاً لطيفاً حانياً يقف بجانب صاحبه في وقت ضيقه، فإن فكرة هذا الكتاب أتت من تجربة شخصية عائلية، فقد كان زوجي مدخناً وكان قد مقت التدخين وكرهه رغم تعلقه به، فقمت أنا مقام الكتاب وكنت صديقته ورفيقته في عملية التخلص من هذه العادة السيئة، صديقة حانية تجره خارج دائرة الأمان بلطف وبدون ألم”.
ومن خلال عرض للكتاب الذي صدر عن دار “المأمون للنشر والتوزيع”، تبين ياسين أنها اعتمدت في طريقة تأليفها الكتاب على إجراء بحوث متعددة حول طريقة تغيير العادات والتخلص من التدخين تحديداً، واستخدمت بعضاً من تمارين البرمجة اللغوية العصبية وشيئاً من علم إدارة المشاريع الذي استفادت منه خصال التخطيط والتفصيل والتحليل.
بالإضافة إلى ذلك، فقد عمدت ياسين إلى العودة والاستفادة من العديد من تجارب مختلفة وكتب تناولت الحديث عن طرق التخلص من التدخين، عدا عن قيامها بتجربة الإقلاع عن التدخين على مجموعة من طلابها الجامعيين من خلال دورة خصصتها لذلك، وتوصلت فيها إلى نتائج إيجابية واضحة، بالإضافة إلى تجربتها مع زوجها، والتي دونتها في كتابها.
الكتاب يضم تسعة فصول، في أولها تناولت ياسين الحديث عن الفكرة التي انطلقت منها في تأليف قصتها، والتي سردت فيها تفاصيل مختلفة وحديث نفس لزوجها الذي يتحدث عن مدى سعادته وهو يتنفس الهواء الطلق النظيف بعد سنوات من ترك التدخين، وكيف كانت البداية في التصميم على أن يكون هناك نقطة تحول للإقلاع عن التدخين.
والفصل الثاني يتحدث عن “استيطان الأرض”، والذي تبين فيه ياسين أن “الاحتلال استيطان والحب استيطان والكره استيطان”؛ حيث تحدثت فيه عن إحدى التجارب التي تخاطب العقل، وطريقة ترك أحدهم التدخين مخاطباً القراء “كما استوطنت السيجارة عقلي لا زالت تستوطن عقول الكثير من الشباب والشابات ممن يتمنون أن يشابهوا شخصيات أبطال الأفلام، متجهين للعلامات السطحية الخارجية بدلا من الداخلية المصاحبة لها ليتمثلوا بها”.
الفصل الثالث، تحدث عن “السلاح”؛ حيث عنونت ياسين إحدى الصفحات بقول كولن ولسن “الخيال ينبغي أن لا يُستخدم للهرب من الواقع وإنما لصنعه”، وكما في الفصل السابق، تضمن هذا الفصل أيضاً قصة فيها سرد متتابع وجذاب، يشد انتباه القارئ لإكمال القراءة، والتعرف على القصة التي تتناول أيضاً تجربة في مجال ترك التدخين.
مختلف الفصول ضمت تمارين تتعلق بعناوين الفصول، تساعد الفرد على إعطاء نفسه فسحة من التفكير والتخطيط من أجل التدرب على ترك التدخين، عدا عن مجموعة مختلفة من قوانين البرمجة العصبية؛ إذ دمجت ياسين مصطلحات أقرب ما تكون عسكرية حربية في مواجهة التدخين والتخلص منه، كما في فصول “الاستخبارات الخارجية، واستخبارات أمن الدولة، والاستخبارات العسكرية، والتخطيط، وتغيير العادات”.
الفصول الأخيرة؛ الثامن والتاسع والعاشر، تحدثت فيها المؤلفة عن “كسب موافقة جميع المساهمين”، ومن ثم التفكير في مرحلة ما قبل الإقلاع عن التدخين أو العادات السيئة، وهو بعنوان “ماذا لو أخفقت”، وتقول فيه ياسين “لا تسمح لنفسك أن تجرب ولو نفخة واحدة لأن العديد ممن أقلعوا كان سبب انهيار إقلاعهم هو نفخة واحدة في نقطة ضعف لم يعرفها مسبقاً”.
والفصل الأخير “التنفيذ” الذي يحدد ساعة الصفر للإقلاع عن التدخين، ورد فيه “اتبع الطريق الذي رسمته لنفسك في الصفحات السابقة واستمتع”، ومن ثم يتم إدراج تمرين أخير يؤكد فيه القارئ أنه وصل إلى مرحلة النجاة والتخلص من سموم التدخين وأصبح شخصا “غير مدخن”.