عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    06-Nov-2025

يحيى السعود ... الظاهرة !!*محمد داودية

 الدستور

سيظل حاضرًا بيننا، النائب الظاهرة المحامي يحيى السعود، الذي ارتحل عنا قبل 5 سنوات.
صار العصامي الكادح المكافح يحيى السعود، علمًا من أعلام مجلس النواب والأردن وفلسطين، بعدما شق طريقًا صاعدًا طويلًا في الصخر الوعر الصلد، فعرفه الأردن نائبًا ذا صولات ومواقف وبصمات لا تمحى في الحياة النيابية الأردنية.
لقد عم الحزن على يحيى، أحد أبرز دعاة ورعاة الوحدة الوطنية، بلادنا من بابها إلى محرابها، تعبيرًا عن محبته، وهو الذي تميّز بمناقب الوفاء والنخوة والنجدة والوضوح الشديد في مواقفه السياسية، خاصة حين حمل لواء الدفاع عن الحق الفلسطيني بكل ما أوتي من عزم وقوة.
خسر الفقراء والمعوزون والمهمشون، يحيى السعود نصيرهم البارز الذي حمل همومهم وقضاياهم، فبادلوه تلك النصرة، بانتخابه 3 مرات لمجلس النواب، حيث لمع اسمه، وبرق سعده، وصعد نجمه.
فطر قلوبنا رحيل يحيى المبكر الدامي. لكنه القضاء الذي إذا حمّ، لا نملك أمامه إلا التسليم، والرضى، والدعاء له ولمن رحل معه في الحادث الفاجع الأليم، شقيقه عمر، ان يرحمهما الله ويغفر لهما.
كان أبناء الأردن وفلسطين، يشاطرون أبناء محافظة الطفيلة وأبناء عمومتي عشيرة السعود كرام الناس، تقبل العزاء، وإطلاق الدعاء، قبل تقديم واجباته !!.
نشأ يحيى، واستقام، في حي الطفايلة بعمان، حي العصاميين الكادحين المجدين، حي التقى والطهر والشرف. تشرّب يحيى مناقب هذا الحي المجيد، الذي طبّق صيته الطيب الآفاق، وصار له في قطاع غزة مريدون يلهجون بذكره وذكر الأردن، لِما قدمه الحي من مبادرات خير وغوث ونجدة. عرفت يحيى في ستاد عمان الدولي عندما كنت وزيرا للشباب عام 1996، فكان يعصب رأسه بشبرة النادي الفيصلي حينًا، وبشبرة نادي الوحدات حينًا آخر. وعرفته وأحببته عندما كان رئيسًا للنادي الذي يحمل اسم الشهيد العزيز على قلوبنا، ذي الجناحين جعفر الطيار، رسول رسولنا الأمين إلى النجاشي، الذي يعطر أرض مؤتة والأردن.
يحيى السعود، ظاهرة، لون خاص، مسار متفرد، نكهة طفيلية أردنية تحمل لذعة وشعطة ولسعة لم نعهدها في غيره !! يرحمه الله ويحسن إليه.