عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    30-Aug-2020

هيفاء كمال: الموسيقا لغة عالمية توقظ الأحاسيس وتشفي القلوب

 

أحمد الشوابكة
 
مادبا -الغد - برزت موهبة الفنانة الأردنية هيفاء كمال في عالم الغناء والموسيقى، منذ نعومة أظفارها، لتروي الروح وتطرب الجمهور المتلقي لأغانيها بصوتها الأصيل، لتثري بذلك المشهد الغنائي الموسيقي الأردني بأسلوب موسيقي يمزج بين إيقاعاته المتعددة.
وتشير هيفاء كمال إلى أهمية الموسيقى والغناء باعتبارهما لغة عالمية قادرة على إيقاظ الأحاسيس، فهي شفاء للعقول ودواء للقلوب.
واكتشفت هيفاء كمال حبها بشغف للغناء والموسيقى، في مقتبل العمر، وساعدها على ذلك والدها الفنان كمال خليل الذي كان أحد مؤسسي فرقة “بلدنا” للغناء الملتزم، مبينة “بدأ والدي يسمعني الغناء والموسيقى في مقتبل العمر، ومنذ ذلك الحين لم يتوقف عن تشجيعي على المضي قدماً في المجال”.
وتقول “أنا كفنانة أردنية أمثل جيل الشباب، أتمنى أن تشرف لجنة موسيقية خاصة في نقابة الفنانين، تضم موسيقيين من مختلف الاختصاصات الموسيقية والإنتاجية، للنظر في أسس دعم كل فنان موسيقي أردني”.
وترى هيفاء كمال الحاصلة على بكالوريوس في تخصص الرياضيات وآخر في الموسيقى، أن العام 2000 يعد نقطة مضيئة للإنتاج الفني الموسيقي العربي، وبخاصة الأردني، لما يشهده من تطور ملحوظ على الساحة الفنية، وذلك مع ظهور “الموسيقى العربية البديلة والمستقلة”، التي استقطبت اهتمام الجيل الشاب تحديداً لما تحويه من تنوع وبساطة في الطرح الموسيقي والكتابي على حد سواء، وبعيداً عن الانحدار الحاد والابتذال الصارف الذي طرأ في مجال الإنتاج الموسيقي العربي في تلك الفترة.
وتضيف “احتاج الجيل الجديد إلى هذا النوع من الموسيقى لاحتوائه على مزيج من الآلات والجمل الموسيقية الغربية من جهة، والكلمات والآلات الموسيقية الشرقية من جهة أخرى، إضافةً إلى الحرية الكبيرة التي قدمها هذا الطرح الموسيقي الجديد للفنانين المبدعين، وخاصةً من الفئة “غير الأكاديمية”، لتصبح الموسيقى العربية للجميع وليست حكراً فقط على القوالب الموسيقية الشرقية البحتة، أو شركات إنتاج الفن التجاري المستهلك أو ما يسمى بـ”main stream””.
وتقول لـ”الغد” إن بدايتها الموسيقية المستقلة في العام 2006، وبعد أعوام من المشاركة في العديد من الفرق الموسيقية الأردنية، إضافة إلى الغناء مع الأوركسترا الوطنية، وتكلل ذلك بإصدار أول ألبوم غنائي موسيقي حمل عنوان “دنيا” العام 2014، ومن إنتاجها كاملاً بشكل مستقل، معللة بالقول “لأتمكن من إصدار عمل يعبر عني بشكل صادق، ونابع تماماً عن الشخصية الموسيقية التي اخترتها، والاهتمام بالتفاصيل الدقيقة كافة للإنتاج بعيداً عن الذائقة والشكل الموسيقي التي يجبر عليها الفنان من قبل جهات الإنتاج”.
لكنها اصطدمت وغيرها من الزملاء الفنانين والموسيقيين الأردنيين في هذه الفترة، بعدم الاكتراث والإهمال في عرض الأعمال ضمن وسائل الإعلام المحلية المختلفة، فبحسبها “أصبح على عاتقنا (إضافةً إلى الإنتاج)، أن نقوم بتسويق أعمالنا بأنفسنا، وبذل مجهود مُضاعف في طَرق الأبواب لتحصيل الدعم المعنوي على الأقل لتقدير هذه الأعمال”.
وتؤكد أن أشكال الدعم في تلك الفترة جاءت على شكل خبر مقتضب في عدد من الصحف المحلية، التي تعتمد أسلوب “القص واللصق” في كتابة الأخبار، وخاصةً في ما يتعلق بالفنان المحلي، بعيداً عن التحليل الفني، والنقد البناء أو الطرح المُختلف في التغطية، وهذا أحد أهم التحديات التي نواجهها في الأردن، من الافتقار للنقاد الفنيين المتخصصين في مجال واسع من الأعمال الموسيقية والفنية، والموجود على أرض الواقع هو عدد قليل، وتحكمهم ذائقة موسيقية محدودة، ليتم إصدار الأحكام على الأعمال الموسيقية الجديدة نوعياً حسب ذائقة هذا العدد المحدود من النقاد.
وأصدرت أعمالا فنية منفردة، وبشكل مستمر على مدار العام، لتخفيف الجهد والضغط والتكاليف الكبيرة لإصدار ألبوم متكامل، وبدأتها بأغنية “يا ريت أشوفك” العام 2017 ، وأغنيتي “مالَك” و”زمان” في العام 2018، ولم يكن هنالك دعم إعلامي مناسب محلياً، بل بالعكس الإعلام العربي والجمهور في “مصر، سورية، لبنان والخليج” أسهم بالتفاعل بشكل كبير مع الأعمال الجديدة وتغطيتها بشكل احترافي وعرضها على المنصات المختلفة في وسائل التواصل الاجتماعي، وفق قولها.
وأضافت: “أدركت حقيقة أن الفنان المحلي مطلوب منه الخروج من مجتمعه، ونيل ما يستحق من التقدير والنجومية خارج وطنه، حتى يتم الالتفات له محلياً، وهذا يشمل تجارب فنية أخرى وخاصةً من فئة الإخراج والتمثيل؛ حيث شهد الأردن نزوحاً لعدد من فنانيه أمثال “إياد نصار”، “صبا مبارك”، “منذر رياحنة” والمرحوم ياسر المصري، الذين تألقوا في الأعمال الدرامية والسينيمائية المصرية، السورية والخليجية في تلك الفترة، وليبدأ الإعلام المحلي عندها فقط بتغطية أعمالهم وأخبارهم في وسائله المختلفة”.
وأكدت عضو نقابة الفنانين هيفاء كمال “أن الفنان الأردني لا يحتاج إلى المجاملات محلياً، فبين اللقاءات الإذاعية والتلفزيونية التي تفتقر إلى أساسيات الإعداد والتقديم، وبين الخوف من التنمر الخطير الذي يواجهه من جمهور صفحات الإعلام المحلي على وسائل التواصل الاجتماعي، يصاب الفنان بالإحباط، يَمُر العُمر، ويصبح الحلم أقرب إلى السراب”.
وطالبت وسائل الإعلام المحلية والحكومة ونقابة الفنانين الأردنيين بأن تشتغل على دعم قطاع الفنون بشكل عام ودعم الإنتاج الموسيقي بشكل خاص، وترويج إعلامي لائق للفنان الأردني، مشيرة إلى عدد من اللقاءات الإعلامية والمقابلات التلفزيونية، ومنها مقابلة خاصة مع الإعلامي العربي زاهي وهبي في حلقة خاصة من برنامج بيت القصيد في بيروت؛ حيث وجدت الحرفية العالية في الإعداد والتقديم، البحث بشكل مفصل في أعمالي الموسيقية، إضافة إلى تصوير ريبورتاج خاص، ومقابلات مع شخصيات مؤثرة في مسيرتي الفنية، كان شعور آخر من التقدير واحترام للرسالة التي أحملها على عاتقي.
وانتقدت الشللية التي تسود المشهد الفني وضعف البحث والإعداد، حسب ما ذكرته في مقابلتها الإذاعية على أثير إذاعة البي بي سي البريطانية، لتغطية إصدار ألبومها الثاني (#THE EDM Project ) في أواخر العام 2018؛ حيث قام فريق الإعداد بالتواصل معي ومع فريق الإنتاج الموسيقي، ولمدة أسبوعين قبل المقابلة الإذاعية، لتخرج بالشكل اللائق، كما تم عرض مجموعة من أغاني الألبوم في اللقاء نفسه، في حين لم تقم أي وسيلة إعلام أو إذاعة محلية بعرض أي من أغاني الألبوم الذي تضمن إعادة توزيع عدد من أغاني التراث المحلي والعربي بأسلوب المزيج بين الموسيقى الالكترونية الحديثة والموسيقى الشرقية؛ حيث تم تنفيذه في دول عدة مثل: الولايات المتحدة الأميركية، الهند، أرمينيا، إسبانيا والأردن.