الدستور
رضخت حكومة المستعمرة لاتفاق الصفقة، وخطواتها التدريجية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة مع المقاومة الفلسطينية، واستمرار اجراءات تبادل الاسرى، وهذا يعود لأكثر من سبب:
أولاً مظاهرات الاحتجاج الإسرائيلية المكونة من ثلاث شرائح، المطالبة باستمرار وقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى، وأول شريحة احتجاجية هم عائلات الأسرى الإسرائيليين الذين لم يُطلق سراحهم بعد، ويطالبون بمواصلة تنفيذ خطوات الاتفاق حتى لا يفقدوا أولادهم، وثاني شريحة هم عائلات الجنود والضباط الذين قُتلوا في معركة الاجتياح الإسرائيلي إلى قطاع غزة، ولم يجدوا أن جيش الاحتلال قد حقق نتائج سياسية يمكن المباهاة بها، مقابل فقدان أولادهم القتلى على يد المقاتلين الفلسطينيين، والشريحة الثالثة هم عائلات الجنود والضباط الذين ما زالوا قيد التجنيد الاحتياطي منذ تشرين أول اكتوبر 2023، أي منذ أكثر من سنة، وهو إجراء غير مسبوق لدى جيش المستعمرة، حيث كانت خلال الأحداث والحروب السابقة، لا تتجاوز فترة التجنيد في الاحتياط أكثر من ثلاثة أشهر، وها هي تقترب من فترة السنة والنصف.
الشرائح الثلاثة تحظى بالتعاطف من قبل المجتمع الإسرائيلي، وشكلت عاملاً ضاغطاً على حكومة نتنياهو بمواصلة المطالبة بوقف إطلاق النار.
ثانياً من قبل الجيش والأجهزة الأمنية الثلاثة الشاباك والموساد وامان، الذين يرون أنهم حققوا أقصى ما يمكن تحقيقه من قتل واغتيال ودمار لأهالي قطاع غزة ومؤسساتهم،
ولم يعد ما يمكن تحقيقه، أو وجود أهداف هامة قابلة للتنفيذ، كما ان عمليات الاجتياح والتوزع لقوات الجيش الإسرائيلي بين المدن والاحياء المدمرة ستمكن المقاومة الفلسطينية من قنص جنود الاحتلال ، وصيد آلياتهم والنيل منهم، خاصة مع توفر الكم الهائل من الدمار، الذي يعطي عناصر المقاومة الفردية، سهولة التحرك والهروب والاختفاء بين كتل الأنقاض المبعثرة، وصعوبة متابعتها والتصدي لها من قبل جيش الاحتلال.
وتعزيزا لخيار وقف إطلاق النار، أعلنت حركة حماس موافقتها والتزامها بصفقة التهدئة، وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، كما هو متفق عليه، مما زاد من حجم الضغوط على حكومة الائتلاف اليمينية الدينية المتطرفة كي تنصاع إلى الالتزام ما أمكن لها ذلك مع مضمون وإجراءات صفقة غزة، بوقف إطلاق النار.
وحول التفاصيل يتبين دخول 801 شاحنة الى القطاع منها 231 شاحنة إلى شمال غزة، وتأكيداً على الالتزامات المتبادلة، تم الاتفاق على إدخال الاحتياجات المعيشية الضرورية من: الكرفانات، الاسمنت، المعدات الثقيلة، ألواح الطاقة الشمسية، الادوات الكهربائية، وكافة انواع الخضروات والفواكه واللحوم والمواشي الحية.
وبحسب نصوص اتفاق وقف النار فمن المفترض إدخال 600 شاحنة مساعدات يوميًا، مما يعني أن سلطات الاحتلال أدخلت أكثر من مئتي شاحنة زيادة لتعويض النقص عن الأيام الماضية، مما يدل على أن المستعمرة ترغب في وقف إطلاق النار واستمرار خطوات التبادل.