عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    12-Oct-2019

بعمق(30) كم - محمد سلامة
 
الدستور- إعلان تركيا أن عملياتها العسكرية شرق الفرات المسماة نبع السلام وبعمق (30) كم داخل الأراضي السورية يعني فعليا أنها تسيطر على كامل مناطق الأكراد بالنيران وبعمق (60) كم أو أكثر بما يؤشر على نهاية مشروع الأكراد الانفصالي، وتشرح ذلك بالآتي:--
بداية وحسب التسريبات الإعلامية التركية والتحليلات الغربية فإن نحو(35)ألف كم2  واكثر تقع تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وهذه المساحة تشكل مناطق شرق الفرات حتى الحدود العراقية،  وتركيا بعد استكمال عملياتها العسكرية الثلاث المعلنة فإنها ستفرض سيطرة مباشرة على نحو (13)الف كم2 مما يعني  أنها ستفرض سيطرة بالنيران على ما تبقى من مناطق أخرى الأكراد ، وهناك معلومات عن استعدادات للجيش السوري لاستكمال تقدمه نحو شرق الفرات،  وبغطاء روسي ودعم إيراني واستكمال الإجهاز على ما تبقى من (قسد) أمنيا،  (اي تصفية قوات سوريا الديمقراطية على غرار ما حدث مع داعش).
الخلاف التركي الإيراني يتمحور حول نقطة واحدة تتمثل فيما بعد تصفية (قسد) حيث تطالب طهران بضمانات تركية للانسحاب وإخلاء المنطقة للجيش السوري وتدعم ذلك روسيا التي تشاركها الرأى ذاته،  فيما تحاول أنقرة الحصول على ضمانات مماثلة للمقاتلين السوريين معها بعد إعادتها توطين اللاجئين في مناطق سيطرتها وتأمين مرحلة انتقاليةا،  ووفق التسريبات الغربية فإن إبلاغ دمشق بالعملية العسكرية واهدافها  وتخلي أنقرة عن إزاحة الرئيس يشار الأسد دفع بنائب ووزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى إعلانه رفض محاورة الأكراد كونهم خانوا بلادهم وعملاء لامريكيا محملا إياهم مسؤولية توفير ذريعة الأتراك للقيام بالعملية العسكرية.
تركيا شرعت باتصالات عبر روسيا مع النظام في دمشق  لمحاولة استمالته سياسيا ومنعه من المباشرة بحملة عسكرية مماثلة في إدلب وريفها،  فكل التقديرات تؤكد أنه طالما سمح لتركيا بتصفية (قسد) فإن حلفاءه في موسكو وطهران سيوفران الغطاء اللازم  له (اي النظام السوري)  للقيام  بعملية مماثلة في مناطق الشمال وحتى الحدود التركية.
أنقرة اليوم تتحمل تبعات عملياتها شرق الفرات وتصفية (قسد) وسيطرتها الفعلية بعمق (30) كم يعني إتاحة المجال  لها لسيطرة بالنيران لمسافة مماثلة وتزيد ، وهذا يدفعنا إلى القول إن نهايات اللعبة الإقليمية والدولية في الشرق الاوسط لا تزال مستمرة لغايات الاتفاق على تقاسم النفوذ والهيمنة دون أن يكون للضعفاء اي دور يذكر.