عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    31-Dec-2018

«شعر محمود درويش تحولات الرؤية..» كتاب جديد للسعافين
الدستور - نضال برقان -
صدر عن دار الشروق للنشر والتوزيع، في عمان ورام الله، كتاب بعنوان «شعر محمود درويش تحولات الرؤية... تحولات اللغة»،  للدكتور ابراهيم السعافين.
في مقدمة الكتاب يقول السعافين إنه تناول شعر درويش منذ ديوانه الاول «عصافير بلا أجنحة»، الذي استبعده درويش من الاعمال الكاملة، الى دوانه الاخير الذي نشر بعد وفاته «لا اريد لهذي القصيدة ان تنتهي»، حيث وقفت عند تحولات اللغة: المجاز والصورة والأسلوب والمعجم والتركيب والتناص بصوره المختلفة ومستويات اللغة والإيقاع والمؤثرات الشعبية والفلكلور والتراث والأساطير والقصص الديني والتاريخي والسيري، وراصدا تحولات الرؤية على ضوء التجربة الشخصية والإنسانية والوجودية.
ويرى المؤلف ان درويش لم يقف عند اليومي والسطحي والعابر، دون ان يربطه بالجوهري والإنساني والكوني والعميق، فاستطاع ان يصل عند الناس الى مناطق غائرة في الفكر والوجدان، ولعل تجربة درويش قبل خروجه من فلسطين صقلت تجربته على صعيد الفكر والإبداع، واحس بأثر الهجرة خارج الوطن، وتفهم اصرار ذوية على العودة الى البيت بأي ثمن، واكتوى بنار اللجوء داخل الوطن، حين دمر الغزاة قريته «البروة»، وراح هو وأهله يحتالون بكل وسيلة لرؤية قريتهم وأرضهم في المناسبات وهذا ما اشعل في فكره ووجدانه نار الهوية التي لم تنطفيء حتى اخر لحظة في حياته.
ونوه السعافين الى أن درويش بنى وعيه لحقيقة الصراع بين الفلسطينيين والصهاينة من خلال تجربة حقيقية امتدت طوال حياته، تقوم على  استحالة العيش المشترك، بين العرب واليهود في فلسطين، ما دامت اسرائيل تقوم في مسوغ وجودها على اساس من النظرية الصهيونية العنصرية التي ترفض وجودا عربيا ينتمي الى فلسطين وتتذرع في حقها في الوجود وحق كل يهودي في العالم من كل البلاد والاعراق، وبكل الروايات التوارتية والاسطورية.
ويبين السعافين انه في هذه الدراسة وقف عند تحولات الدلالة في شعر درويش بالدخول في عالمه النصي، وهو عالم شديد الغنى، والتركيب والتعقيد والتحول، واذا كانت الرؤية تتحول وفق شروط اجتماعية وسياسية ووجودية، ووفق تحولات التجربة الشخصية، وتحولات المنظور الجمعي من القضية الفلسطينية، فإننا يجب ان نحذر من رصد التحولات رصدا آليا، وكأنما الشاعر مرتبط ربطا آليا بتحولات الزمان والمكان.
وحاول المؤلف ان يتناول اعمال درويش عملا عملا حسب الترتيب الزمني لصدروها، وتعمد ألا يقف عند الظواهر المضمونية والفنية في مجموع اعماله حتى يضع القارئ بدقة في سياق تجربة درويش الشعرية. ثم يبين الملامح الاساسية في اللغة :معجما وتركيبا وصورا وتقنيات مختلفة كالمفارقة والسخرية والتكرار والتناص والاتكاء على ما سبق من هذه التقنيات في دواوين او قصائد سابقة.
وقال السعافين إنه درس تحولات تجربة درويش الفنية، وكيف تتنامي الافكار والدلالات وتتناسل وتنضج وتتعمق في المجموعات التالية، على نحو موقفه من الحب والموت والوطن، وفي العلاقة الملتبسة مع حبيبة من الجانب الاخر التي تتطور بإشكال مختلفة، وتطور دلالة الطارئ والاصيل التي وصلت الذروة في قصيدة «عابرون في كلام عابر» ثم عادت الى الظهور في قصائد تالية وفق شروط تقنية مختلفة.
جاء الكتاب في اثنين وعشرين فصلا يتناول عنوان كل فصل السمات البارزة في هذه المجموعات الشعرية دون اغفال العناصر المشتركة في بعضها او كلها، مثلا «عصافير بلا اجنحة»، قضية بأجنحة غضة، «اوراق الزيتون»، طائر البحث عن الهوية، «عاشق من فلسطين»، ملامح الملحمة والأغنية الشعبية، «اخر الليل»، تحولات اللغة والدلالة، «العصافير تموت في الجيليل»، «وحبيبتي تنهض من نومها»، «احبك او لا أحبك» صمت التأمل وثورة الهجاء، «محاولة رقم 7»، «تلك صورتها وهذا الانتحار العاشق»، هوية  ام هويات.
وكذلك «اعراس صورة البطل الشعبي»، «مديح الظل العالي»، استعارة الهجاء والمديح، «حصار لمدائح البحر»، ضيق الواقع واتساع الرؤيا، «هي اغنية هي اغنية»، جدل الزمان والمكان، «ورد اقل» الهوية الضائعة والموقف من المكان، «اراى ما اريد» قراءة الواقع واستشراف المستقبل ، «احد عشر كوكبا»، اتساع الرؤيا واتساع الارض، «لماذا تركت الحصان وحيدا»، نضج التجربة الودودية، «سرير الغريبة»، تجلي الذات وتتماهي مع الموضوع، «جدارية»، نحو لغة تفتح باب التأويل واسعا، «ديوان- حالة حصار»، حلم عبر سطوة الواقع، «لا تعتذر عما فعلت»، الذات وتحولات الزمان والمكان، «كزهر اللوز»، جوهر العلاقة بين الشعر والنثر، «لا اريد لهذي القصيدة»، سؤال الوجود والعدم، بالاضافة الى  المراجع والمصادر.