عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    17-Nov-2020

ورحل روبرت فيسك*د. زيد حمزة

 الراي

فيسك مراسل الاندبندنت لأكثر من أربعين عاماً وقد اقام معظمها في بيروت وغطى خلالها الاجتياحات الكبيرة الخمس التي شنتها اسرائيل على جيرانها العرب ونال جائزة افضل صحفي بريطاني سبع مرات عن تقاريره التي تميزت بالمهنية وسط إعلام غربي منحاز وبالشجاعة في كشف ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من قمع واضطهاد فأغضب بذلك اسرائيل، كما غطى الحرب في سوريا ولبنان بما فيها صبرا وشاتيلا والحرب الإيرانية العراقية والغزو السوفييتي لافغانستان والحرب الأهلية الجزائرية وغزو صدام حسين للكويت وحروب البوسنة وكوسوفو والغزو الأميركي للعراق واحتلاله،والثورات العربية ٢٠١١، ويفسر البعض انحيازه للمعتدى عليهم بتأثير أول مهمة صحفية غطى بها الحرب بين المطالبين باستقلال شمال ايرلندا والقوات البريطانية (١٩٧٢-١٩٧٥) فقد واصل دراساته العليا في دبلن وحصل على الدكتوراه من كلية ترينيتي عام١٩٨٣.
 
لقد أقرت الويكيبيديا في نعيه ان آراءه الصحفية كانت دائماً بالغة القوة والتأثير كما كان شديد الانتقاد لسياسة الولايات المتحدة المنحازة لإسرائيل وتبعاً لذلك ظل معرّضاً لهجمات اللوبي الاسرائيلي.. وفي تعليقٍ ساخرٍ له مؤخراً على مانُمي لمايك بومبيو وزير خارجية ترامب من أنه لا يحترم القوانين كتب: بالطبع فهو متعوّد على ذلك منذ كان مديراً للمخابرات المركزية الأميركية التي تستأجر سجوناً سريةً من حكومات صديقة لتعذيب معتقليها لأنه ممنوع في بلاده بالقانون!
 
اثناء العدوان الأميركي على العراق عام ٢٠٠٣ كتبتُ عنه في $: هذا الصحفي الشجاع الأمين، البريطاني الجنسية الذي يكتب في الاندبندنت ويراسلها من أخطر مواقع المواجهة في الشرق الأوسط او سواه، من غزة او رام الله وأحياناً بين سكان المخيمات مع الصحفية الإسرائيلية البطلة عميرة هاس التي تكتب في صحيفة هآرتس، والآن من بغداد في الخامس من نيسان الجاري ومن بين أنقاض المتحف الوطني العراقي او داخل السنة اللهب والدخان المنبعث من حريق المكتبة الوطنية وهو يقلّب بيدين تهتزان غضباً بقايا صفحات لمخطوطات لا تقدر بثمن، يصلني صوته صارخاً في وجوه جنود المارينز يدعوهم للنجدة والإطفاء والإنقاذ فيظلوا قابعين في دباباتهم متفرجين بلا أدنى مبالاة على واحدة من جرائم العصر التي ترتكب في ظل اول احتلال في"القرن الأميركي الجديد"!
 
إنه روبرت فيسك الذي يعمل بمهنية عز نظيرها وفي سبيل ذلك يتحمل الاذى حتى في بعض الأحيان ممن يريد ان يخدم قضيتهم.
 
وبعد.. في الاول من الشهر الجاري توفي روبرت فيسك في منزله بدبلن عن ٧٤عاماً
 
وهو يعتبر أحد أبرز الصحفيين العالميين المتفهمين لعدالة القضية الفلسطينية فمثلاً عن صفقة القرن كتب ذات يوم: انها تقول للفلسطينيين وداعاً لحق العودة وداعاً للقدس عاصمةً لفلسطين وداعاً للأونروا، وبالمقابل توافق على احتلال اسرائيل الدائم للضفة الغربية وضمها الكامل للمستوطنات التي أقامتها فيها منتهكةً القانون الدولي!..
 
سلام على روحه فقد احبه اللبنانيون كما احترمه الفلسطينيون..