عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    08-May-2019

أم زيـــــد : لا نعرف الا «العدس» والخبز تكفل به محسن لمدة 7 أشهر

 

البادية الشمالية –الدستور - محمد الفاعوري  - لا اعرف من اين أبدأ بالقصة هل ابدأها من الظروف المعيشية والاقتصادية التي يعيشونها ام من عجز رب الاسرة عن اعالة اسرته بسبب كبر سنه ومرضه ام من تقصير الجهات الرسمية المعنية والجمعيات الخيرية وتنكرها لهم، فهي اسرة جمعت الفقر والحرمان والحزن والكآبة والكرامة وعزة النفس والتعفف في ان واحد.
اسرة تعيش حياة البؤس بين جدران تئن بصوت عال حزنا على ساكنيها؛ فهو يشبه كل شيء الا ان يكون سكنا لادمي،  يفتقد كل مقومات الحياة لكنه مليء بتفاصيل الحرمان والفقر والالم ، تملؤه الرطوبة والعفن، بلا مياه ولا كهرباء، نوافذه دون زجاج، تركيبته من قطع الكرتون والقماش البالي والنايلون والحديد واثاثهم لا يتعدى بضع فرشات واغطية اكل عليها الدهر وشرب، وابواب خشب مهترئة غير صالحة وبعضها استعاضوا عنها بالحرامات والباب الرئيس عبارة عن لوح زينكو قسم الى نصفين يشكل تهديدا وخطرا على سلامة الاطفال وغيرهم، ومطبخ يفتقد لكل شيء الا العدس وطنجرة لطبخه؛ فهم لايعرفون الا العدس طعاما يتناولونه.
 ام الاطفال وعلى استحياء تقول « للدستور» اثناء زيارتها لهم في محل اقامتهم في اسكان صبحا للفقراء بالبادية الشمالية الشرقية « اطبخلهم عدس وهذا الي نعرفوا وموجود عندنا « لاغرابة في ذلك فقد تجاهل اطفالها بعض الحلوى والبسكويت عند اعطائها لهم ووضعوها جانبا مستغربين منها وتركوها؛ مايؤكد انهم يفتقدون للهفة الاطفال وتسارعهم نحو مايهدى اليهم ليتعرفوا عليه ويتذوقوه، اما خبزهم فقد تكفل به احد المحسنين لمدة 7 اشهر تنتهي في نهاية شهر تموز المقبل على نفقته الخاصة.
عندما تنظر الى ملابس الاطفال واحذيتهم يخيل اليك انهم يعيشون منعزلين في كوكب غير كوكب الارض لم يلتحقوا بالمدارس لان رب الاسرة الذي يتقاضى معونة وطنية شهرية تبلغ (50) دينار فقط غير قادر على توفير اقل مستلزماتهم باستثناء شهد 8سنوات حالفها الحظ للدراسة وبقية الاشقاء يسعون في الارض صباح كل يوم في جمع الخردة وبيعها لعلهم يعودون بشيء يعينهم في حياتهم .
تحدثت ام زيد « للدستور» لان الاب كان نائما بسبب اوجاعه وتناوله للدواء وقالت « نراجع صندوق المعونة مشان يضيفوا الاولاد على راتب المعونة لكن صندوق المعونة يرفض اضافتهم بحجة ان الاولاد خارج المدرسة ويقولوا لما  يدخولوا المدرسة نضيفهم « وهم على هذه الحال ويعيشون ب(50) دينار حتى الان   .
جميع تفاصيل حياتهم مؤلمة وحزينة يضاف لها ان افراد الاسرة وبسبب الوضع البيئي للسكن والاثاث غير الصحي يعانون من ازمات صدرية وتحسس قصبات وقد فجعت العائلة بفقد احد ابناءها 11 عاما لاصابته بتشنج في عضلات القلب انتهت بوفاته .
رب الاسرة عاجز عن العمل بسبب المرض وكبر السن والام انهكها العمل في المزارع وهنا وهناك حتى باتت ضعيفة البنية والصحة ويقيم لدى الاسرة عم الاطفال شقيق رب الاسرة احمد 56 عاما ويعاني من داء الصرع فهم يحيطونه بالرعاية والاهتمام ويوفرون له المأوى .
استحق على الاسرة مبلغ (300) دينار اثمان كهرباء ومثله اثمان مياه  فضلا على انهم يشترون مياه الشرب من القطاع الخاص بمبلغ 7 دنانير بسبب ضعف وصول المياه اليهم حال ضخها .
الجمعيات الخيرية تجد الاسرة غير مؤهلة للحصول على المساعدة فهم يضعونهم على قائمة الانتظار وجوابهم لهم الذي يتردد على السنتهم دائما حتى حفظه اطفالها « لسه مااجانا اشي والله لكن ان شاء الله خير محسوب حسابكم « فهم ينتظرون حسبتهم من الجمعيات منذ اكثر من 10 سنوات وتكية ام علي حجبت عنهم طرد الغذاء بسبب عدم رد الام على الهاتف عند اتصالهم بها لانها لاتجيد استخدام هاتف النقال . يعمل الابن الاكبر في المزارع بفترات متقطعة حسب ظروف العمل فهي غير متوفرة دائما وجميع محاولاته للالتحاق بوظيفة لدى القطاع الخاص وحتى غيرها لم تفلح ويطمح ان يلتحق بحرس الحدود وقد سجل لديهم ومازال ينتظر حتى الان .
« الدستور» تضع قصة هذه الاسرة العفيفة امام الجهات الرسمية والجمعيات الخيرية وفاعلي الخير وقد استعلمت من الجهات المعنية للتثبت من مقدار المعونة واية مداخيل اخرى لها وتأكد لها صحة المعلومات وحقيقتها .