عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    22-Feb-2021

بايدن يخاطب الأوروبيين في مؤتمر ميونخ*علي ابو حبلة

 الدستور

في أول خطاب دولي كبير في السياسة الخارجية منذ تسلمه منصبه، تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن بـ»عودة التحالف بين ضفتي الأطلسي». وعرضت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل على بايدن التعاون الوثيق في مواجهة الصين وروسيا. وتعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن بـ»عودة التحالف بين ضفتي الأطلسي» في خطاب سعى إلى إعادة ترسيخ موقع الولايات المتحدة في قيادة الغرب ضد ما وصفه بالهجوم العالمي على الديمقراطية.
 
وترافق الخطاب الذي ألقاه أمام مؤتمر ميونيخ السنوي للأمن، المنعقد عبر الإنترنت بسبب جائحة كوفيد-19، مع ترحيب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بالعودة إلى «التعددية» بعد سنوات المواجهة التي اتسم بها عهد سلف بايدن دونالد ترامب.
 
ويشير العارفون بكواليس مثل هذه المؤتمرات الأمنية الدولية إلى أنه من غير المؤكد أن يتوصل المجتمعون بعد مناقشاتهم وحواراتهم المضنية إلى نتائج عملية ملموسة، فواقع الحال يشير إلى أنه على الرغم من اتفاق الجميع على خفض النزاعات و الصراعات في مناطق التوتر، وكذلك مكافحة الإرهاب وملاحقة الجهاديين، لكن الاختلافات في الاستراتيجيات هي السبب الرئيس الذي قد يبقي الأمور على ما هي عليه.
 
ويبدو أن مسألة العلاقة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ضمن حلف شمال الأطلسي (ناتو)، التي تراجعت في عهد ترامب ستكون حاضرة بقوة في مناقشات المؤتمر، لمواجهة استراتيجيات روسيا والصين في نقاط التماس بين المعسكرين الغربي والشرقي. وقالت ناتالي توتشي، مدير مركز آي.أي.آي البحثي في إيطاليا الشهر الماضي، إن «العلاقة الحالية على جانبي الأطلسي كارثية حقا، ولا أعرف وصفا آخر أطلقه عليها».
 
ولا تعدّ الاضطرابات، التي تشهدها العلاقات الأميركية الأوروبية أمرا جديدا، حيث استضافت المؤتمرات السابقة نقاشات واسعة حول غزو العراق، الذي شنته إدارة جورج بوش الابن مطلع 2003، لكن، تتجاوز مستويات التوتر الحالية، تلك المسجّلة في السنوات الأربع الماضية، إذ تنبع عن مجموعة واسعة من القضايا.
 
وانسحب ترامب، من جانب واحد، من الاتفاقيات الدولية التي يدعمها الاتحاد الأوروبي، مثل اتفاق باريس للمناخ والاتفاق النووي الذي أبرمته إيران والقوى العالمية، كما انسحب من منظمة الصحة العالمية، في خضم جائحة كورونا، وآثار الشكوك بشأن حلف شمال الأطلسي (ناتو). كما فاجأ الرئيس الأميركي السابق الاتحاد الأوروبي بانسحابه من معاهدات الحد من التسلح مع روسيا، وأيضا بخطواته الأحادية في منطقة الشرق الأوسط، مثل سحب القوات الأميركية من سوريا، ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس.
 
لكن بايدن أظهر نفسه على أنه أكثر مراعاة وتقديرا للحساسيات الأوروبية، فقد كان رئيسا سابقا للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي، ونائبا للرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما على مدار ولايتين، ويملك خبرة تمتد عقودا في مجال السياسة الخارجية.
 
وفي خطوات حظيت بترحيب أوروبي، تعهد بايدن بالتزامات جديدة من جانب الولايات المتحدة إزاء حلف الناتو والعودة إلى نهج التعددية والرغبة في إعادة فتح باب المفاوضات مع إيران، والانخراط مجددا مع الفلسطينيين، بالإضافة إلى العودة إلى اتفاق باريس بشأن المناخ. ولكن المحللين في أوروبا لا يتوقعون مع ذلك أن تسير كل الأمور على ما يرام.
 
هناك ثلاث قوى بارزة هي الولايات المتحدة وروسيا والصين تخوض منافسة في الشرق الأوسط. ولقد أدّت التداعيات الناتجة عن الانتفاضات العربية وتراجع النظام العالمي، الذي نشأ في مرحلة ما بعد الحرب الباردة، وتزايد المنافسة العالمية بين القوى العظمى، إلى تأجيج هذه المنافسة الإقليمية مجددا.
 
ويتزامن انعقاد المؤتمر في ظل توتر غير مسبوق بين الشرق والغرب على خلفية العديد من القضايا التي طغى عليها تمدد التنظيمات الإرهابية، مثل داعش في أفريقيا، ومن يدور في فلكها من الجماعات التكفيرية الأخرى في سوريا وليبيا واليمن والعراق وأفغانستان وباكستان والقرن الأفريقي ودول الساحل والصحراء.
 
و تهيمن قضايا المنطقة العربية وعلى رأسها الوضع في سوريا وليبيا على فعاليات المؤتمر، ويشارك في المؤتمر قادة دول ورؤساء حكومات ومسئولون رفيعو المستوى من كل أنحاء العالم في مقدمتهم الرئيس الأميركي جو بايدن، لكن اللافت أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن عن عدم مشاركته في القمة، ما يزيد الغموض حول نجاحها.