عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    02-Jun-2020

حافظوا على الرأي.. ليوم كريهة وسداد رأي - مجيد عصفور

 

الراي - في مثل هذا اليوم قبل تسعة وأربعين عاماً انطلقت صحيفة الرأي مهرة اردنية حرة تحمل صوت الأردن الى الداخل والخارج مؤكدة الثقة بأن الأردن وطن لا ساحة اقتتال او موقف باصاتٍ عام.

قالت الرأي للعالم اجمع بالكلمة القوية بأن الأردن غير قابل للكسر ولا للقسمة مهما تكالبت المؤامرات وكثر المتآمرون، تلك مرحلة كانت محنة انتصر فيها الوطن كما انتصر في كل المحن ما سبق منها وما لحق، فقدر الأردن مواجهة الصعاب وطحن الصخور بسواعد رجاله الذين لا يعرفون رخاوة اشباه الرجال المسجلين ذكوراً في شهادات الميلاد وقيود مطهري الأولاد فقط.
الرأي أسسها رجل كان بحجم الوطن يحمل همه وهم أبناء القرى البعيدة قبل المدن التي تحظى برعاية دائمة من قبل ساكنيها الذين يهتمون بمحيطهم ليظل نظيفاً نقياً لا غبار تؤذي عيون أولادهم ولا حفر تزعجهم داخل سيارتهم فهم في سراءَ لا يعرفون الضراء، اما الفقراء فسنتهم فصل واحد يتكرر أربع مراتٍ اسمه الضراء.
كان الشهيد وصفي يريد الرأي كتاباً يتعلم منه الأردنيون كل يوم معالم الطريق لبناء الوطن الحديث الساعي لتحرير الانسان من الجهل اولاً ومن التضليل ثانياً ومن التخاذل والتردد ثالثاً، وبعد ذلك جملة اهدافٍ تصل الى الاعداد لمعركة المصير ضد العدو الصهيوني الذي كان وصفي أكثر الناس معرفة بخطر مخططاته.
بعد استشهاد وصفي تيتمت الرأي بالمعنى الحرفي لليتم تماماً مثل اليتيم الذي لا تطول رعايته بعد وفاة والده فيصبح عبئاً لا بد من التخلص من نفقاته، وهذا ما حدث حيث تقاذفت الرأي اجتهادات قصيري النظر الذين احتاروا في امرها فتارة جعلوها شركة وأخرى مشاركة وثالثة لا هذه ولا تلك ما أضعف روحها المعنوية.
صارت الصحيفة بسبب تدخلات من لا يعنيهم الامر قضية ربح وخسارة وكآن الكلمة بضاعة تباع بالكيلو والرطل ان لم تغط كلفة انتاجها تغلق كما يغلق صاحب الدكان دكانه ليوقف الخسارة.
لم يفكر الطارئون على مهنة الصحافة والجاهلون لقيمة صحافة تدافع عن البلد وصحيفة هي بمثابة كتيبة من كتائب الوطن تتقدم الصفوف لتذود عن الحمى في الشدائد، ولا يعرف المصابون بعقدة ادعاء الفهم في كل شيء والقياس على النماذج الساقطة من الصحافة التي اغلقت أبوابها في غير مكان من العالم العربي ان تلك الصحف لم تكن وطنية تحمل رسالة بل كانت صحفاً باللغة العربية بعضها يصدر في الغرب ويتمول من دول عربية لمهاجمة دول أخرى دون تحمل كلفة المجابهة والمواجهة، او للترويج لأفكار لا تستطيع المجاهرة بها في الصحف التي تصدر داخل حدودها، والبعض الاخر صحف تصدر في دول عربية وتتمول من دول أخرى غنية لنفس الأهداف والغايات، وفي الحالتين حدث التوقف عندما توقف ارسال المال اما للملل او لانعدام التأثير، ولم ينظر هؤلاء الى الصحف التي ما زالت تصدر في اوطانها وهي التي يطلق عليها اسم الصحافة (القومية) وتتكفل بنفقات إصدارها الدول مثل تكفلها بنفقات الإذاعة والتلفزيون الرسميين لأنها من الثوابت التي لا تخضع لمبدأ الربح والخسارة.
أود ان أقول لحملة ماكينات الجمع والطرح اننا عندما كنا نرسل عدداً او عددين او ثلاثة اعدادٍ من الصحيفة بحد اقصى لأقصى قرية بعيدة على خارطة الوطن لم نكن ننظر الى تلك البقعة كسوق ننتظر منه اعلاناً او مردوداً مادياً لأننا كنا ننظر الى ما هو اهم من المال الا وهو ربط المواطن بوطنه وأخيه المواطن مهما تباعدت المسافات فلا احد مهمشاً او منسياً فنحن أصحاب رسالة وهم أصحاب ميزان وقبان.
اكتب اليوم عن الرأي التي نشرت وتنشر الوعي بين الناس وتبشر بالأردن وطناً لكل مواطنيه، لم تفتر همتها او ترتجف أقلام صحافييها من كانوا ومن ظلوا بقلمٍ دامع فيوم العيد لم يعد سعيداً كما يوم الميلاد البهيج. ستنتصر الرأي على ازماتها وستظل منبراً ومنارةً شاء من شاء وابى من ابى.