لندن ـ «القدس العربي»: نشرت صحيفة «إل فويو» الإيطالية اليومية أول طبعة لها على الإطلاق تشمل محتوى أنشأه الذكاء الاصطناعي، وذلك في عددها الصادر يوم الثلاثاء الماضي، وهي تجربة قالت الصحيفة إنه من المقرر أن تستمر لمدة شهر.
وعلى عكس الطبعة التقليدية التي تتألف من عشر صفحات، فإن الطبعة التي أنتجها الذكاء الاصطناعي، والتي تحمل اسم «إل فويو إيه آي» هي طبعة أصغر تتكون من أربع صفحات.
وقالت وكالة «أسوشيتد برس» للأنباء إن العدد الأول من الصحيفة المكونة بواسطة الذكاء الاصطناعي تم توزيعه مجاناً بجانب الطبعة التقليدية، التي تباع بسعر (1.96 دولار) في أكشاك بيع الصحف، كما توجد نسخة من الصحيفة متاحة أيضاً على الإنترنت.
وتهدف الصحيفة إلى أن تولّد برامج الذكاء الاصطناعي العناوين الرئيسية وتصيغ الملخصات وتختار الاقتباسات الرئيسية.
وقالت الصحيفة: «نحن الصحافيون سوف نسأل الأسئلة فقط»، مضيفةً أن الصحافيين سوف يراجعون جميع الإجابات. وقالت إن الهدف هو «تحويل الذكاء الاصطناعي من حالة غازية، تمثل النظرية، إلى حالة صلبة، حيث تصبح عملية وقابلة للاستخدام». وفي نهاية هذه التجربة، يعتزم فريق التحرير مشاركة تأثير تجربة «إل فويو» للذكاء الاصطناعي على طريقة عملهم.
وتأتي هذه التجربة في الوقت الذي تُكافح فيه المؤسسات الإخبارية حول العالم لإيجاد طريقة لاستخدام الذكاء الاصطناعي، حيث في وقت سابق من الشهر الحالي، أفادت صحيفة «الغارديان» البريطانية أن شبكة «بي بي سي» ستستخدم الذكاء الاصطناعي لتزويد الجمهور بمحتوى أكثر تخصيصاً.
وتستخدم «نيويورك تايمز» نماذج التعلم الآلي «لغربلة كميات هائلة من البيانات، من أجل إعداد تقارير استقصائية»، كما اختارت وسائل إعلام عدة توقيع اتفاقيات ترخيص لمحتواها مع شركات الذكاء الاصطناعي، أبرزها اتفاق مجموعة نيوز كورب، المالكة لـ«وول ستريت جورنال» و«نيويورك بوست» مع «أوبن إيه آي»، وكذلك «ذي أتلانتيك» و«فوكس ميديا».
وفي المقابل، يواجه الذكاء الاصطناعي دعاوى قضائية من مؤسسات إعلامية بارزة، حيث تقدمت صحف «نيويورك تايمز» و«وول ستريت جورنال» و«نيويورك بوست» بشكاوى قضائية ضد شركة الذكاء الاصطناعي «بربليكسيتي» بتهمة انتهاك حقوق الملكية الفكرية. وقبل ذلك رفعت «نيويورك تايمز» و«نيويورك ديلي نيوز» و«شيكاغو تريبيون» و«دنفر بوست» و«ميركوري نيوز» و«سانت بول بيونير برس» و«أورلاندو سينتنل» و«أورينج كونتي رجيستر» و«ساوث فلوريدا سان سينتنل» دعاوى قضائية مماثلة ضد شركتي «أوبن إيه آي» و«مايكروسوفت» بسبب تطبيقات الذكاء الاصطناعي المملوكة لهم.