عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    27-Aug-2024

المفتاح للتهدئة الإقليمية.. صفقة شاملة

 الغد-هآرتس

بقلم: نوعا لنداو  26/8/2024
 
 بالنسبة لمعظم المواطنين في إسرائيل الذين استيقظوا بعد أن تم إحباط الهجوم الصاروخي لحزب الله من الشمال، كان صباح أمس متوترا قليلا، في ظل تأهب حذر لقيادة الجبهة الداخلية في أرجاء البلاد، لكن المناخ العام كان مناخ إنجاز عسكري. حسب المستوى الأمني والمستوى السياسي فإن الجيش الإسرائيلي منع في الفجر ضرر مئات الصواريخ والمسيرات بمساعدة المعلومات الاستخبارية. الجيش أيضا قام بإحباط إطلاق عدد من الصواريخ الدقيقة التي وجهت نحو مركز البلاد، بما في ذلك نحو قواعد رئيسية في غليلوت. في الجيش نشروا بأنه في هذا الهجوم الوقائي تمت إصابة آلاف منصات الإطلاق في لبنان.
 
 
جزء من التقارير حول هذه العملية كان مشوبا كالعادة باحتفال وطني زائد ومبالغ فيه. "حزب الله يتراجع"، أعلن بانفعال موقع أخبار رائد باللغة العبرية. مواقع أخرى بالغت في وصف بطولة العملية الوقائية، في حين أنه في الحقيقة حزب الله ما يزال يهدد بالضبط كما كان في السابق شمال الدولة الفارغ من السكان. سكان غوش دان في الحقيقة تصرفوا على الأغلب كالعادة وعادوا بسرعة إلى روتين الحياة. ولكن بالنسبة لرؤساء المجالس المحلية في الشمال الذين أرسلوا رسائل غاضبة للحكومة ("عملية سلامة تل أبيب"، كما أطلقوا على العملية). هذه الحقيقة أكدت بشكل أكبر إلى أي درجة الدولة لا تنجح في إزالة التهديد المتواصل لمنطقتهم وحتى أنها لم تجعل وبحق حزب الله "يتراجع".
في الصورة الكبيرة فإن منع الهجوم المحدد من الشمال هو في نهاية الأمر إنجاز عسكري تكتيكي، لكنه محدود جدا بالنسبة لإسرائيل التي تستمر في الغرق في الوحل الإستراتيجي. حتى الآن يبدو أنه سيكون بالإمكان النجاة من هذا الوحل فقط بمساعدة صفقة دبلوماسية شاملة لإعادة المخطوفين ووقف الحرب في القطاع. لذلك، المحادثات في القاهرة، التي من الجيد أنه ذهبت إليها بعثات المفاوضات كما هو مخطط له رغم التصعيد، ما زالت المفتاح للهدوء الإقليمي.
لكن في كل ما يتعلق بالحدود في الشمال فإن المحادثات حول صفقة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، هذا فقط هو مجرد بداية الحل. بعد ذلك سنكون بحاجة إلى تسوية دبلوماسية، بالأفعال أو بالصمت، أيضا مع حزب الله. مثلما كتب تسفي برئيل في "هآرتس" في الفترة الأخيرة، أيضا بعد التوقيع على الصفقة في القطاع فإنهم في حزب الله لا ينوون نزع سلاحهم على الفور أو الانسحاب إلى ما وراء نهر الليطاني. إسرائيل ما تزال تحتاج عملية، فعلية ورمزية، تمكن من إعادة المواطنين إلى منطقة الشمال المهددة. على ذلك تعمل الولايات المتحدة وفرنسا في موازاة محور القاهرة بواسطة المبعوثين الخاصين.
 دبلوماسيون في الاتحاد الأوروبي قالوا مؤخرا بأنه رغم أنه في خطاب إسرائيل الجهود لتحقيق حل للتصعيد في الشمال يثير اهتماما ونقاشا سياسيا أقل بكثير من صفقة التبادل، إلا أنها بالتأكيد تشغل المجتمع الدولي بدرجة كبيرة وراء الكواليس. الدول التي تنشغل في ذلك تحاول فهم إلى أي درجة يمكن دفع حزب الله ومن سيكون الضامن لذلك وكيف. هذه النقاشات تتعلق بالطبع بمسألة الوضع السياسي والاقتصادي لحكومة لبنان والجيش اللبناني ومكانة قوة اليونفيل الضعيفة.
 في المناخ السياسي الحالي في إسرائيل لا أحد يتجرأ على التطرق إلى التفاهمات التي سيتم التوصل إليها مع لبنان، ويسمون ذلك إذا تحققت مثل هذه التفاهمات باسم "اتفاق" أو "صفقة" وأيضا ليس "تسوية". بالحد الأعلى سيسمون ذلك "تفاهمات"، وهذا أمر مشكوك فيه. إسرائيل برئاسة نتنياهو ستخفي بقدر الإمكان تدخلها في هذه المسألة ولن تكشف أولوياتها فيما يتعلق بالتسوية في الشمال. بدلا من ذلك هي ستقول بأن "الهدوء مقابل الهدوء" ليس أكثر من ذلك. بالضبط مثلما خلال سنوات كذبت حكومة نتنياهو حول المفاوضات مع حماس على وقف لإطلاق النار، التي كانت في القطاع بعد كل جولة قتالية.
 السياسيون وكتاب الأعمدة في الوسط – يمين دائما يرغبون في القول بأن القوة العسكرية هي التي تخضع بدون مقابل الطرف الثاني. هذا في حين أنه لا توجد أي جولة قتال إقليمية لم تنته بشكل ما بتفاهمات دبلوماسية بوساطة دولية. وسواء اعترفت حكومة نتنياهو بذلك أم لا. هذا سيكون الحل الوحيد أيضا للتصعيد الحالي. والسؤال هو كم من الوقت وأي ثمن سيدفعه كل طرف حتى ذلك الحين.