عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    07-Mar-2021

من أوراق المئوية: من مفاهيم الحكم لدى الملك المؤسس*محمد يونس العبادي

 الراي

تنقل إلينا صحيفة الكرمل في عددها رقم 775 حديثا للملك عبدالله الأول ابن الحسين، يعبر عن جانب من فكره، ويقدم فيه رؤية لمفاهيم الهوية العربية، وما طرأ عليها من متغيرات.
 
أهمية هذا الحديث كونه يضع مفاهيم عدة بميزان التاريخ، ويبسطها في لحظات صعبة من زماننا العربي في النصف الأول من القرن الماضي، بالاضافة إلى ذكر الصحيفة رؤية لمفاهيم العمل الصحفي.
 
تقول «الكرمل» إن الملك المؤسس (الأمير آنذاك) أعرب عن ثقته بالصحافة والصحافيين بلهجة عربية فصيحة ولسان طَلِق كأنه مخلوق للخطابة، ناقلة عنه قوله: «إنّ الصحف إما أن تجلب النعمة أو النقمة على الشعب فمسؤولية الصحافي وواجبه عظيمان»، مضيفة: وبعد أن بحث في ذلك بحثاً إجمالياً قلنا ونحن نتفرّس في طلته البهية ونتلقى درره الشهية إنّ آمالنا يا سمو الأمير منوطة بكم وما أشبه الليلة بالبارحة فالأمة اليوم من حيث التفرقة هي كما كانت في عهد جدكم الكريم الذي جمع كلمتها ووضع لها أسس العمل لنيل مجدها فبنى خلفاؤه وأسلافكم عليه ووصلوا إلى ما وصلوا إليه في عهد دولتي الأمويين والعباسيين من السؤدد والمجد والعلم والمدنية واليوم ينتظر العالم العربي أن تنسجوا على ذلك المنوال لتعيدوا للأمة تاريخها المجيد.
 
وتشير الصحيفة إلى تعليق الملك المؤسس بالقول: حقاً ما تقولون ولكن الأمة في عهد النبي الكريم (صلى الله عليه وسلم) وعهد الخلفاء الراشدين كانت أمتن أخلاقاً مما هي عليه اليوم ولم تكن دول ذلك الزمن في درجة دول اليوم من الرقي والاستعداد. لا أقول هذا لأضعف العزائم بل بالعكس لأبين بأنّ الموقف يتطلب أخلاقاً ومجهودات على نسبة التفاضل بين أمس واليوم.
 
كما تستعرض الصحيفة، ومن خلال المقابلة، رؤيته الداعية إلى العناية بتربية الأخلاق ومعرفة التاريخ اللذين بدونهما لا يمكن لأمة أن تنهض.
 
وبينت الصحيفة أن الملك المؤسس رأى أن النهضة العربية السابقة كان للعرب النصارى اليد الطولى فيها فضلاً عن أنهم كانوا من أكبر أنصار النبي العربي (صلى الله عليه وسلم) وزد على ذلك فلهم أيادٍ بيضاء على النهضة العربية العصرية وخصوصاً نهضة اللغة التي هي أساس النهضة الاجتماعية ولذلك فهم عرب على رغم المكابرين وشركاء إخوانهم المسلمين في السراء والضراء والمجد والذلة، في دلالة المصير المشترك.
 
ويضيف بالقول: إن العرب لا يمكن أن يكون لهم كيان اجتماعي ما لم يتفق مسلموهم ومسيحيوهم ويتعاونوا على خدمة شؤونهم العامة وينال كل فريق منهم قسطه العادل من الحقوق لأنّ الحق على قدر الواجب.
 
وتلفت الصحيفة إلى قراءات الملك المؤسس التاريخية وصلتها بالحاضر العربي آنذاك، بقوله: إنه بعد أن درس سيرة النبي الطيبة وتاريخ الخلفاء الراشدين ودول العرب المختلفة وأحوالهم في عهد الأتراك حتى قبل الحرب يوم كانت الحكومة العثمانية تنقل الأشراف إلى الأستانة وتقلدهم وظائف القيام بالدعوات الخيرية للسلاطين شعر من ذلك الحين بضرورة إحداث انقلاب وتحرير العرب وقد كانت نفسه مطمئنة إلى حال العرب الروحية في كل مدة الحرب وما أعتقد أنهم سينقسمون على بعضهم بعد الهدنة ويرضون بالتفرقة بل كان يعتقد أنهم يبقون متضامنين إلى أن ينالوا استقلالهم ويؤمنوه ومن بعد ذلك يتفقون فيما بينهم على إنالة كل مقاطعة ما يوافق استعدادها وأحوالها الروحية من الحقوق والاستقلال الداخلي.
 
وعن الملكية والإمارة وألقابها: أمقت شيء عنده ألقاب الملوكية والإمارة فالأمة حصلت على ملك في الحجاز وهذا يكفي من حيث الاسم والتقليد وهو يرغب أن يكون الأمر في الأمة للزعامة وأن تقلد شؤونها إلى الزعيم الكفؤ وإذا تعب أسندت الزعامة إلى غيره إلى أن تبلغ الأمة غايتها الرئيسية وتعرف معنى الجامعة وتدرك قيمة الوحدة ومن ثم تبتدئ تنظر كل مقاطعة في حاجاتها الخصوصية مع مراعاة المصلحة العمومية، اقتباس.
 
هذه المقابلة الصحفية مع الملك المؤسس تشرح جانبا من الفكر لملوك بني هاشم، وهي مفاهيم ما زالت موصولة التحقيق حتى اليوم، بما تحمله من الدعوة إلى وحدة الأمة، وهي مفاهيم مؤمنة بقيم تأسست عليها دولتنا من مفاهيم الحكم العربي الرشيد.