عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    26-Jul-2020

السلط تاريخ عريق وأنماط سياحية متعددة

 

السلط - الدستور- ابتسام العطيات - يعود تاريخ محافظة البلقاء لأكثر من ستة الاف سنة قبل الميلاد، وتتميز بموقعها الجغرافي والتنوع الطبوغرافي والمناخي والبيئي وكذلك التنوع في المنتج السياحي.
 
ويحتوي مركز المحافظة «مدينة السلط» على انماط سياحية متعددة مناسبة للأردنيين والمغتربين والوفود الرسمية وللأجانب المقيمين؛ ثقاقية، دينية، تراثية، طبيعية، بيئية وغيرها من الأنماط والمكونات، كما أن وسط المدينة الواقعة في قلب المدينة يحتوي على (657) مبنى تراثيا تحمل في أركانها التاريخ والحضارة والقصص والحكايا والعادات والتقاليد، وكذلك توفر المنتجات السياحية المتميزة كتجربة «عيش حياة أهل مدينة السلط».
 
(متحف السلط التاريخي يُلخّص تاريخ وحضارة المدينة)
 
يقول مدير سياحة البلقاء المهندس أيمن أبو جلمة إن مكونات وسط مدينة السلط تقدم نموذجا متميّزا لمتحف تاريخي معاصر وهو ما يؤدي الى سهولة الوصول وتوفر خدمات الزوار والتسوّق وسط المدينة.
 
ويضيف»الزيارة تبدأ بمتحف المدينة في ساحة العين (متحف السلط التاريخي) الواقع في مبنى تراثي يزيد عمره على مائة وثلاثين عاما، من خلال هذا المتحف يستطيع الزائر التعرف على تاريخ المدينة وعلى جغرافيتها وتضاريسها وميزاتها والطابع التاريخي المعماري الذي يمزج بين الطابع الإسلامي والمسيحي الشرقي والأوروبي، الأثري والتراثي، الماضي البعيد والمعاصر القريب، والتاريخ التعليمي والثقافي والتاريخ المعماري والتاريخ السياسي والاجتماعي وكذلك الشواهد التاريخية الأثرية وبدايات الاستقرار، والعلاقات التجاريّة بين السلط والوطن العربي، والعادات والتقاليد والفن والألعاب الشعبية بالإضافة للعديد من المعلومات الهامة في فترة ازدهار المدينة.
 
وبين ابو جلمة ان هذا المتحف يُلخّص تاريخ وحضارة المدينة من خلال لوائح الشرح وشاشات العرض والمقتنيات المتوفرة، وينطلق الزائر ضمن المسارات السياحيّة (مسار الوئام ومسار الحياة اليومية) ليشاهد هذه المكونات في مواقعها الأصلية وسط المدينة ويشارك سكانها في الأنشطة اليومية التي يصعب وجودها كوحدة واحدة في أي موقع اخر، وخصوصا في دائرة لا يتجاوز قطرها كيلومترا مليئة بالتاريخ والتراث والعادات والتقاليد، والمشاركة في الأنشطة المتنوعة لأهالي المدينة التي تشمل القصص والحكايا التراثية والشعبية وملاحظة العادات والتقاليد السلطيّة، ويستطيع الزائر اداء العبادات في دور العبادة الاسلاميّة أو المسيحيّة.
 
وأيضاً توفر الخدمات؛ مثل بيوت الضيافة بتجربة فريدة من نوعها والنزل السياحي والمطاعم السياحية والشعبية، وتوفر الهدايا التذكارية والحرف اليدوية المصنعة بأيدي الحرفيين من أبناء محافظة البلقاء بمعايير عالية الجودة وبمواد أولية محلية، وجميع احتياجات الزوار، مع سهولة الوصول للمواقع، بالاضافة لوجود المقامات الدينية الإسلاميّة والمسيحيّة في وسط وأطراف المدينة، وتوفر المواقع التاريخية القريبة، وينابيع المياه والأودية، وكذلك وجود المناطق المرتفعة ذات الإطلالات الرائعة على الضفة الغربية وجبال عجلون.
 
(مسارات سياحية متعددة ومتنوعة)
 
وعن المسارات السياحية في مدينة السلط بين ابو جلمة أنها أربعة مسارات متخصصة في وسط مدينة السلط  توفّر نماذج وتجارب سياحيّة متميّزة ويتم تنظيم زيارة المدينة في هذه المسارات حسب رغبات واهتمامات الزائر وهذه المسارات تشمل:
 
مسار الوئام وهو الأول  الذي ينطلق من المتحف ويتحدث عن التعايش الديني والترابط الإجتماعي والتكامل المعماري، ومن ثم زيارة ساحة العين؛ التي سميت بهذا الإسم نسبة لعيون المياه الغزيرة التي كانت مصدرا رئيسياً لسكان المدينة والمكان الذي كان وما زال أهل المدينة يجتمعون فيه لغايات إجتماعية وإقتصاديّة وثقافيّة ودينيّة وترفيهيّة وابرزها الإستمتاع بلعبة المنقلة النبطيّة التي ما زالت متوفرة ومنذ أكثر من أربعمائة عام، وزيارة مسجد السلط الكبير الذي أشار اليه المؤرخون بيركهارت وسيتيزن والذي تعود أصوله الى الفترة المملوكية، وزيارة المجمع الإنجليزي الذي أسس في منتصف القرن التاسع عشر ويحتوي على كنيسة الراعي الصالح والمستشفى الإنجليزي؛ الذي لعب دورا هاما في معالجة ابناء المدينة خلال الحرب العالميّة الأولى وضحايا الزلزال الذي ضرب المنطقة عام 1927م ومدرسة الأحد الأساسية، وزيارة شارع الخياطين والسير في شارع الخضر المؤدي لمقام وكنيسة الخضر «عليه السلام» الذي بني عام (1682) م، والسير ضمن شارع الحمّام حتى الوصول للجامع الصغير وكنيسة دير اللاّتين التي بنيت على الطراز الإيطالي بإرتفاع شاهق وتصاميم روّعة في الجمال، وكذلك العديد من النقاط الجاذبة التي تحتوي على أمثلة حيّة على الترابط الاجتماعي والتعايش الديني والتلاصق المعماري.
 
اما المسار الثاني فهو مسار الحياة اليومية بحسب ابو جلمة  الذي يقول «: اتحد سكان المدينة في نظام اجتماعي واحد تتشابه فيه عاداتهم وتقاليدهم ونمط حياتهم اليومية واتجاهاتهم الإجتماعية والسياسية، وتجمعهم ضوابط اجتماعية تقوم على مجموعة من القيّم والمعايير والأعراف السائدة يتم الشرح عنها خلال هذا المسار.
 
لافتا الى ان هذا  المسار يبدأ بمتحف السلط التاريخي في ساحة العين ويستمر حتى ساحة الميدان من خلال شارع الحمّام «الذي هو سبب التسمية نسبة لوجود حمّام تراثي» والذي يحتوي على التجارب الحيويّة والعريقة بمحلات تجارية على جانبيه تسرد قصة المكان المليء بشتى ملامح الحياة المعاصرة الممتدة من فترات الازدهار وبمعظم تفاصيلها، تستوقف الزائر اثنان وعشرون نقطة خلال المسار ليعيش تجربة أهل المدينة وتختلط برائحة القهوة والهيل لدى العطّارين ومحلات الحلويات التي تُحضّر يدوياً على مدار العام بنكهة السمن البلدي.
 
 ويستطيع الزائر مشاهدة الحرف التراثية الحيّة كحرفة الإسكافي، إلى جانب الحرف القديمة الأخرى كبيع مستلزمات الحيوانات والتبغ والحناء، التي استمرت لغاية الآن، مع سماع أصوات الباعة الذين يهتفون لبيع الخضروات والفواكه والاعشاب البريّة العطريّة منها وذات الاستخدام الطبي لعلاج كثير من الأمراض.
 
أما المسار الثالث فهو  التعليمي: ويتم خلال هذا المسار زيارة المدارس القديمة في المباني التراثية وشرح عن تاريخ ونشأة التعليم في مدينة السلط وأهميتها منذ بروز الحركة التعليميّة وخلال القرن التاسع عشر، وبدء الإهتمام بتأسيس الكتاتيب في المساجد والبيوت، وبعدها المدارس الطائفية للذكور والإناث على حد سواء للبعثات القادمة من أُوروبا ، أما في نهاية القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين  فقد تأسست المدارس الرسميّة بتبرع من أبناء المدينة والذي أكد على وعي الأهالي بأهمية التعليم وأصبحت مدرسة السلط الثانوية التي ما زالت شامخة على جبل الجادور مصدر فخر للمدينة بتخريج العديد من القامات الرفيعة والتي التحق بها الطلاب من كافة أرجاء البلاد.
 
وفي هذا هذا المسار ينطلق الزائر من متحف السلط التاريخي بجولته إلى مدرسة الأحد وهي من ضمن المجمّع الإنجليزي وتعود لعام (1851) م وبعدها الى مدرسة الروم الأرثوذوكس (1850) م الواقعة بجانب مقام وكنيسة الخضر والتي تستقبل الطلاب المسلمين والمسيحيين على حد سواء للدراسة فيها، ثم ينتقل الى مدرسة دير اللاتين (1886) م  بجانب شارع الحمّام وهي من المدارس القديمة في السلط  للطلبة المسلمين والمسيحيين، ثم ينهي الزائر جولته في مدرسة السلط الثانوية للبنين التي تعود لعام (1923) م وهي أول مدرسة للتعليم الثانوي في الأردن بتبرع من الأهالي، وبناؤها تراثي مكوّن من قاعات وغرف كبيرة وتحتوي على ساحات واسعه وبلاط الأرضيات المزخرف، وتحتوي على ارشيف متكامل من الصور للخريجين منذ التأسيس، ومتحف الكتاب المدرسي الذي يحتوي على المراجع والكتب التي كانت تدرس منذ تأسيس التعليم الثانوي. 
 
ويضيف ابو جلمة ان المسار الرابع ضمن المسارت هو التراثي  وهذا المسار متخصص للباحثين والدارسين والمهتمين بتاريخ العمارة في مدينة السلط حيث تم الربط بين أهم المعالم المعماريّة والتاريخيّة للمدينة وإبراز مراحل الامتداد العمراني وسط المدينة وتطور النماذج والطرز المعماريّة التراثيّة التي تشكل مزيج من العمارة الإسلامية والاوروبية وحسب الفترات والتطورات والأحداث التي عاصرتها المدينة منذ منتصف القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين، وكذلك تصاميم المباني والطرق الهندسية المتّبعة في البناء وخصوصا الأسقف والمواد المستخدمة ومراحل تعدد الطوابق، والذي ارتبط تصميمها حسب غايات الاستخدام بنماذج متعددة، وتم استخدام بعض هذه المباني كمتاحف ومعارض ومطاعم وبيوت ضيافة ونزل سياحي بهدف تقديم الخدمات للزوار.
 
وفي هذا المسار يبين ابو جلمة ان الزائر ينطلق من  متحف السلط التاريخي بجولته الى الجامع الكبير والمجمع الإنجليزي والمجمعات السكنيّة في ساحة العين ومن ثم صعود الأدراج للإطلاع على وسط المدينة من منطقة مرتفعة ومشاهدة نماذج من المباني في منطقة الجدعة ومن ثم زيارة مقام وكنيسة الخضر وبعض المباني الهامة، وبعدها زيارة الجامع الصغير ومجمع دير اللاّتين والمحال التجاريّة والعديد من المباني في شارع الحمّام، ثم زيارة مبنى طوقان ( متحف السلط الاثري) وبعض المباني في شارع الميدان وشارع اليرموك.