عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    12-Mar-2020

الوحدة الآن - يوفال كارني

 

يديعوت أحرنوت
 
ثمة لحظات في الحياة يخلي فيها احساس النفور مكانه للقلق الحقيقي. فبعد ثلاث حملات انتخابية متعبة ومضنية مع خطاب مقسم، متطرف وخطير – حانت هذه اللحظة. هذا لم يعد نفورا، بل قلق حقيقي: علينا، على الدولة، على الخطاب السياسي، على الساحة السياسية، على ثقة الجمهور.
ينبغي ان تقال الحقيقة: الخطاب في اسرائيل اصبح مقرفا وباعثا على الاكتئاب. احد لم يفعل محاولة لوقفه في التدهور إلى مطارح خطيرة. فإطلالة طفيفة على الشبكات الاجتماعية تثبت عمق الهوة التي نهبط اليها والافظع من كل شيء: كل واحد يتمسك بتزمت بعدالة طريقه، بحقيقته.
لقد أصبحت السياسة الاسرائيلية في السنة الاخيرة سياسة تطرف. وعليه فإن المسلم به لا يحصل: اقامة حكومة وحدة. حزبان كبيران، مستقران وبلا فوارق ايديولوجية مهمة، يمكنهما أن يشكلا حكومة وحدة ويعنيا حقا بالحياة نفسها. هذه خطوة منطقية وجديرة على نحو خاص في هذا الوقت. هذا هو الزمن لأن توضع الوعود جانبا بل وحتى المبادئ والرواسب الشخصية في صالح الدولة. وعليه، فإن واجب الواقع هو اقامة حكومة وحدة.
يتطلع بيني غانتس لإقامة حكومة وحدة ولكن بدون نتنياهو. هذا لن ينجح. نتنياهو يحاول منذ ثلاث مرات الوصول إلى 61 مقعدا وتغيير اساسات النظام. هذا لا ينجح. ثلاث مرات حتى الآن تبين لنا بانه لا يوجد حسم سياسي. لا بين الكتل ولا بين الزعماء. تعادل بائس. وعليه فليست واضحة السرعة التي يعمل فيها غانتس على اقامة حكومة أقلية مؤقتة (وليس بسبب تأييد القائمة المشتركة، الشرعية في نظري). ليس واضحا لماذا لا يبدي رئيس الوزراء مسؤولية كي يعمل على اقامة حكومة وحدة. كل واحد ينتظر فشل الخصم. اذا اقام غانتس او نتنياهو هنا حكومة أقلية أو حكومة ضيقة، فان نصف الشعب لن يرى فيها حكومة.
اسرائيل في حالة طوارئ. هذا ليس شعارا اضطراريا أو متآكلا. هذا حقيقي. حكومة الوحدة ليست خطوة شعبية لدى سياسيين، بل هي الحل الذي يريد الشعب أن يراه. يوجد لهذا فصلان واضحان: خصمان سياسيان يتحدان تحت حكومة واحدة، وبالاساس تمنع حملة انتخابات للمرة الرابعة.
توجد اسرائيل في فترة حساسة. نحن نتصدى لتحدي الكورونا. الوباء سيؤثر ليس فقط على جهازنا الصحي بل واساسا على الاقتصاد وعلى مستقبل الدولة. ولم نتحدث بعد عن التحديات الامنية، من الجنوب ومن الشمال. يمكن أن نحلم بحكومة مثالية كل واحد منا كان يريد أن يراها. يوجد في هذا شيء ما رومانسي ولكننا في زمن الاصلاح. نافذة الفرص آخذة في الانغلاق. هذا هو الوقت للتعاون، لتوحيد القوى. حان الوقت لاشفاء الجراح. يا نتنياهو وغانتس – الوحدة الآن.