عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    30-Jul-2020

موديرنا وغامالي تتنافسان لإنقاذنا - بسام ابو النصر

 

الدستور- الدول لا تصنع مجدا الا بشركاتها العملاقة وابنائها الموهوبين، لم تساهم المادة الاولية في بعض الدول كالذهب والفضة والنفط ولا حتى المياه العذبة والانهار الوارفة في صناعة مجد ولكن استطاعت دول بفضل العقول ان ترتقي، فقصص النجاح في المانيا واليابان وسنغافورة وتركيا والسويد وبطبيعة الحال في الولايات المتحدة والاتحاد الروسي جعلت من هذه الدول دولا عملاقة بامكانيات اقتصادية واجتماعية وسياسية وعلمية.
 
شركة موديرنا الامريكية وهي متخصصة في المستحضرات الصيدلانية تعمل على تطوير لقاح ضد فايروس كوفيد 19، وقد بدأوا في المرحلة الثالثة بإجراء تجارب على 30 الف شخص في مختلف الولايات الامريكية، ومركز غامالي لبحوث الاوبئة والأحياء الدقيقة الروسي الذي أنهى المرحلة الثانية من التجارب السريرية على الفايروس ذاته وعلى وشك اجراء مسح شامل لمناطق واسعة في روسيا، والمؤسستين تعملان ليل نهار وبتنافس شديد فهما يعملان على « من سيقدم اللقاح اولا لبلديهما وللبشرية وتقديم دخل اقتصادي يعود بالنفع عليهما وعلى بلديهما. 
 
مودرنا أعلنت في الساعات الماضية على أن لقاحا سيكون متاحا في الأسواق في شهر نوفمبر القادم لانقاذ مئات الالاف من الارواح، ومركز غومالي الروسي أعلن عن وجود لقاح سيكون متاحا خلال الأشهر القادمة لتخليص البشرية من هذا الوباء.
 
لقد تنافست الولايات المتحدة وروسيا اثناء الحرب الباردة في القرن الماضي على سباق تسلح لتدمير البشرية وشاهدنا معارك وثورات داخلية أعتمدت على سلاح يتم تجربته في دول نامية ولكن استطاعت بعض الشركات أن تعمل على التنافس في ذات الدولتين على سباق ايجابي لانقاذ البشرية من بعض الاوبئة والامراض وستستفيد البشرية من بعض السباقات التي سترتقي بهذه الدول في عصر مختلف في انقاذ الانسانية التي تضررت من بعض السلوكيات في بعض الدول والتي صدرت هذا الوباء واوبئة اخرى، سواء قامت بصناعة هذا الفيروس او خرج منها بشكل خارج عن ارادتها، ولكن تصدت بعض الشركات والمراكز في صناعة المجد والذي يساهم في تكريس القوة لديها وهناك مراكز في دول أخرى للقيام بذات الشيء ما يجعلها في نظر المراكز الصحية الدولية ومنظمة الصحة الدولية أن تكون مراكز تساهم في انقاذ البشرية من جائحة كورونا. 
 
إن الحلول الترقيعية في بعض الدول من خلال استراتيجيات ساهمت في التراجع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي في مقاومة الوباء لم تعمل على أيجاد حلول جذرية وبقيت الطريقة التي تتبعها هذه المراكز العلمية هي الاساس، فحلولها هي الحلول التي ستساهم في التخلص من الوباء وستستفيد الدول التي تدعم البحوث والتجارب التي تجريها هذه المراكز المتخصصة اقتصاديا وصحيا عائد بالدرجة الاولى على الانظمة الصحية وستدعم مستويات الأمان الاجتماعي والصحي لديها. 
 
إذن التدابير التي تتبعها هذه الدول بدعم من النخب التي قامت على ايجادها بسبب مستوى التعليم لديها في كافة المجالات جعلتها واثقة انها ستقوم بما يكفل لها الارتقاء باقتصادها وما يوفر عمالة لابنائها جعلها في نظر الاخرين مساحات امنة لتصدير الامن للاخرين. 
 
ونحن في الاردن كما في بعض الدول الاخرى ننتظر أن تعمل هذه الدول الكبرى على مساعدتنا على تحسين الوضع الوبائي لدينا والعمل مستقبلا على تحسين المستوى التعليمي ما يمكننا من مجابهة الاخطار وبشكل فردي. 
 
ننظر بعين الثقة ان تتكاثف جهود الدول على محاربة الاخطار المحدقة من طرق جديدة للحروب تكون ادواته الفيروسات البيولوجية والفيروسات الالكترونية التي يشأ مطلقوها من أهداف اقتصادية وايديولوجية. يجب علينا ان نعمل على أن نكون بمنأى عنها متسلحين بالعلم والقيم والفضيلة.