عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    06-Mar-2019

مقهی ”کوکب الشرق“ وجیرانه یقاومون الاندثار في بغداد القدیمة
 
بغداد–الغد-  بعدما كان ملاذاً لعشاق الموسیقى، بات مقھى أم كلثوم المسمى تیمنا بكوكب الشرق، یقاوم الاندثار، حالھ في ذلك حال المسارح وأماكن ثقافیة أخرى في شارع الرشید التاریخي فيالعاصمة العراقیة.
لا یرتاد المقھى الیوم إلا كبار السن من الرجال، الذین یأتون لشرب الشاي أو لعب طاولة الزھر، تحت صور آخر ملوك العراق، فیصل، الذي أطیح بھ في العام 1958.
ویقول أحد ھؤلاء ویدعى طارق جمیلة (70 عاما) ”علاقتي بالمقھى بدأت منذ العام 1971.
بعد العام 2003 غاب عنھ الاھتمام ولم یجد رواد الأمس“.
ویضیف أن العدید من الشبان، كانوا في السابق یمضون ”ساعات طویلة“ على وقع أغاني أم كلثوم من ”ھو صحیح الھوى غلاب“ إلى ”یا ظالمني“ وغیرھا.
ومن جھتھ، یتذكر أبو حیدر، العسكري المتقاعد ”أن الحضور إلى ھنا، كان جزءا من تقلیدنا الحیاتي، وبعد تلك السنوات لم یعد أمامنا سوى ھذا المقھى نلجأ إلیھ لنستعید الذكریات“.
حین كان المقھى في أوجھ، كان صعبا جدا تلبیة طلب الزبون بشكل سریع نظرا لكثرة الرواد.
والتغییر الوحید الذي أدخل على المقھى، حلول مسجل جدید محل القدیم الذي یعمل بأسطوانات
یستغرق دورانھا أكثر من ساعة. ولم یعد الأمر یتطلب سوى عامل یختار المحتوى، بدلا من سماع ھتافات الزبائن المطالبین بھذه الأغنیة أو تلك.
یقول أبو حیدر ”تعاقب على إدارة المقھى عدد من الأشخاص بدءا من مؤسسھا عبد المعین الموصلي، وللأسف البعض لم یبد اھتماما بھا“.
إلى جانبھ، یلفت سعید القیسي (65 عاما) إلى أن ”المقھى یقاوم الاختفاء ولم یفكر أحد بتأھیلھ
والاھتمام بواحد من رموز بغداد التراثیة والمكانیة“.
وأضاف القیسي، وھو أحد رواد المقھى منذ أكثر من أربعین عاما ”أن ھذا المكان ارتبط بالذائقة الفنیة الغنائیة، كانت تحفة غائرة في وجدان الشباب؛ حیث یمتزج التراث والتاریخ والصوت الشجي“.
لم یتخل القیسي عن المقھى رغم قدمھ ”لاستعادة الذكریات مع الرفاق لیس إلا“، بحسب قولھ.
على مقربة من مكان مقھى أم كلثوم، ما یزال ھناك مبنى قدیم یعرف بـ“خان المدلل“؛ حیث غنت كوكب الشرق في العام 1932 أثناء زیارتھا إلى بغداد. وتحول ھذا المكان في ما بعد إلى محال لبیع التحف والعادیات.
یقول باسم الشمري، أحد أصحاب ھذه المحال ”ھذا المكان شید في العام 1906 وكان مخصصا لتجار بیع التبغ وعرف في ما بعد بخان المدلل“.
ویجاور مقھى أم كلثوم، مقھى آخر، سمي بالأسطورة، ربما سعیا للتناغم مع صیت المقھى الأم.
یذكر الستیني أبو درید أنھ ”في محاولة لإنقاذ تاریخ المقھى، افتتح مقھى الأسطورة للتجدید؛ إذ إن القدیم غادره من كان یدیره ویشرف علیھ“.
ویتحسر رواد مقھى أم كلثوم على ما آل إلیھ، ینفخ أبو حیدر دخان سجائره، الواحدة تلو الأخرى، على إیقاع أغنیة ”أروح لمین“، وكأن المكان یشكو قدمھ وتھالكھ.-(أ ف ب)