عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    18-May-2019

ریاح الحرب تهب في الخلیج - بقلم: تسفي برئیل
ھآرتس
نائب قائد قوات التحالف في العراق وسوریة، الجنرال البریطاني، كریس جیكا، قال إنھ لیس ھناك
تھدید متزاید من جانب القوات المدعومة من قبل إیران، لكن قیادة المنطقة الوسطى الأمیركیة ناقضت اقوالھ وقالت إنھ یوجد لدیھا معلومات ثابتة عن نیة مھاجمة أھداف أمیركیة. من یقول الحقیقة؟ من یعرف ما الذي یحدث، التوتر یزداد، الأجواء في الخلیج ملبدة ببخار نفط قابل للانفجار
والتوقعات تتزاید. ھل ستكون ھناك حرب؟ ھل ستكون ھناك مفاوضات؟ النظام الإیراني ھل سیحطم؟ ھل سیتراجع أو أن إیران ذاھبة في مواجھة مبادر الیھا لأنھا سئمت من العقوبات؟.
إیران اتخذت قرارھا الاستراتیجي عندما أعلنت أنھا تنوي تقلیل درجة التزامھا بالاتفاق النووي، وھذه خطوة تفسیرھا الآن ھو زیادة مخزون المیاه الثقیلة ومخزون الیورانیوم المخصب إلى مستوى منخفض.
لا یوجد لذلك أي تأثیر حقیقي على المشروع النووي طالما أن إیران لا تقوم بتخصیب الیورانیوم إلى مستوى مرتفع. وتطرد مراقبي الوكالة الدولیة للطاقة النوویة وتعید تشغیل منشآت حیویة اغلقتھا كجزء من الاتفاق، ھي لیست ھناك.
بالنسبة لھا، الاتفاق ما زال ساریا، لكن التغییر في موقفھا المعلن الذي یقول إنھا ستطبق الاتفاق
بالكامل رغم انسحاب الولایات المتحدة منھ، ھو إعلان نوایا جدید. لیس خرقا یستدعي عملا عسكریا ضدھا، لكن ایضا لیس ھناك ثقة كاملة في تطبیقھ. ھذا ھو معنى السیر الحذر على الحافة، الذي ینتظر تراجع طرف من الطرفین، التي یمكن اعتبارھا ایضا دعوة للمفاوضات.
الافتراض الاساسي في الغرب وبالذات في واشنطن، ھو أن العقوبات ستجبر إیران على التراجع
والموافقة على فتح الاتفاق النووي للنقاش من جدید بحیث یتضمن ایضا برنامج الصواریخ البالستیة
وایضا تدخلھا في دول اخرى مثل لبنان وسوریة والیمن. مرتان في السابق خضعت إیران للعقوبات
أو لتھدیدات بمھاجمتھا، مرة في العام 2003 بعد اسقاط نظام صدام حسین عندما أرسل الرئیس
محمد خاتمي رسالة الى الرئیس الأمیركي في حینھ جورج بوش الابن فیھا اقترح علیھ اجراء
مفاوضات شاملة تتضمن المواضیع المختلف حولھا ومنھا المشروع النووي والعملیة السلمیة في
الشرق الاوسط. بوش تجاھل الرسالة رغم حقیقة أن إیران قامت بتجمید مشروعھا النووي من اجل
اثبات جدیة نوایاھا. في المرة الثانیة صادق الزعیم الأعلى علي خامنئي على بدء المفاوضات مع
الدول الست العظمى، من بینھا الولایات المتحدة، من اجل التوصل إلى الاتفاق النووي. واشنطن
عزت التراجع الأول للتھدید العسكري الذي شعرت بھ إیران في اعقاب غزو العراق. استعدادھا
للتوصل إلى الاتفاق النووي ربطتھ الولایات المتحدة بالازمة الاقتصادیة التي تسببت بھا العقوبات
الدولیة.
”الصبر الاستراتیجي انتھى“، قال روحاني مؤخرا، ”ونتیجة لذلك نحن نعود إلى اقتصاد المقاومة“.
نفس الشعار الذي معناه اجراءات اقتصادیة وتقلیصات في الدعم ووقف برامج تطویر كبیرة والعثور على مسارات التفافیة لبیع النفط واستیراد المنتوجات.
صحیح أن روسیا تكسب من العقوبات على إیران، لكن حرب تضع قوات أمیركیة كبیرة في الخلیج ھي الأمر الأخیر الذي ھي معنیة بھ. من الصعب تقدیر موقف الصین التي تدیر صراعا شدیدا مع الولایات المتحدة بشأن الاتفاق التجاري. لقد قلصت بصورة كبیرة حجم مشتریات النفط الإیرانیة، لكن مواجھة عسكریة ترفع أسعار النفط سیسبب لھا اضرارا اقتصادیة كبیرة. الكوابح ضد الحرب توجد ایضا في دول الخلیج العربیة التي تقع في مرمى صواریخ إیران قصیرة المدى ومتوسطة المدى.
ھذا النسیج الخانق للمصالح والضغوط یستدعي ”صفقة قرن“ تناسب الطرفین اللذین لا یریدان الحرب ولكنھما مضطران للحفاظ على كرامتھما وسمعتھما. مطلوب ایضا وسیط قوي یمكنھ تفكیك المسكات المتبادلة، ربما ھذا ھو وقت موسكو وبكین للدخول الى الساحة ووقف المعارك الواسعة في الخلیج وإعادة الطرفین إلى المفاوضات – وفي نفس الوقت الحصول على
رسوم وساطة سیاسیة مناسبة.