عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    06-Apr-2021

الهاشميون.. أسمى من كل الخلافات*شحاده أبو بقر

 الراي

منذ فجرهم، ظل الهاشميون الكرام عشيرة محمد صلى الله عليه وسلم، فوق وأسمى من كل خلاف واختلاف، كبيرهم يرعى صغيرهم، وصغيرهم ينحني لكبيرهم تقديرا وإحتراماً. ذلك بعض ثري من خلق جدهم الأعظم وقد قال فيه رب العزة «وإنك لعلى خلق عظيم».
 
وذلك هو الأساس المكين غير القابل للنقض، الذي شيد بنياناً عالياً من القرب والتقارب الوجداني المتين بين الهاشميين قادة نهضة العرب صوب الكرامة والحرية، والشعب الأردني الوفي بكل أطيافه وأصوله وفصوله.
 
الهاشميون الذين سادوا بالتسامح والترفع فوق الأحقاد, يسطرون اليوم وسط زوابع الإشاعات والتمنيات البائسة وغث الكلام، درساً جديداً في نهجهم المبارك الذي يجسد وبحق، حقيقة أن الكبار لا يصغرون، وأن الدم لا يمكن أن يصير ماء تحت وطأة أي ظرف كان.
 
سرنا وأسعدنا كثيرا والله، أن تتجلى حكمة جلالة الملك ومنذ اللحظة الأولى، في معالجة موضوع أخيه سمو الأمير حمزة بن الحسين داخل وفي إطار الأسرة الهاشمية.
 
وسرنا أكثر في أن يسند جلالته الأمر إلى عمه كبير العشيرة وحكيمها سمو الأمير الحسن بن طلال. وسرنا كذلك أن يتجلى الخلق العربي الأردني الهاشمي في أن يؤكد سمو الأمير حمزة لعمه ولمليكه، التزامه بنهج الأسرة الهاشمية والمسار الذي أوكله جلالة الملك لسمو الأمير الحسن.
 
هذا تطور حكيم ورأي سديد يريح شعبنا كثيراً، ويؤكد وبلا أدنى شك أن مؤسسة العرش الأردني الهاشمي لم ولن تهتز أبداً بعون الله، مثلما يجسد حتمية أن تواصل أسرتنا الأردنية الواحدة دربها القويم مسؤولين ومواطنين، بمنهجية التلاحم الوجداني الذي على أساسه نشأت دولتنا الحديثة، وتطورت ونمت وغدت درة بين الأقران.
 
الآن تبدد الغمام وسدت الفرج دون الطامعين والمتربصين الذين لا يريدون بنا وببلدنا خيراً، وأسقط بين يدي أولئك الذين قد يتوهمون أننا يمكن أن نتفرق شيعا لا قدر الله، تحت وطأة ما نعاني من تحديات اقتصادية اجتماعية سياسية، والذين يظنون أن أياً من أعضاء أسرتنا الأردنية الكبيرة بكل مكوناتها مؤيداً كان أم معارضاً، يمكن أن يتنكر للأردن الوطن.
 
لا، فمهما تباينت آراؤنا ومهما اختلفت اجتهاداتنا، فهي تصنف في خانة الاختلاف الإيجابي الذي لا يمكن أن يصير خلافاً مؤذياً لبلدنا ولدولتنا تحت أي ظرف كان.
 
شكراً جلالة الملك.. شكراً سمو الأمير الحسن.. وشكراً سمو الأمير حمزة. وشكراً للأسرة الهاشمية التي نريدها القدوة كشأنها عبر المدى تسامحاً وحكمة وخلقاً. لكم علينا الصدق والنصح والوفاء، ولنا عليكم القرار السديد للارتقاء بالوطن وبإنسانه وبكرامته وحريته، وهكذا نبني معاً وطن العز الذي ما هان يوماً ولن يهون أبداً بعون الله جل في علاه. هو سبحانه من وراء قصدي.