عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    21-Jan-2020

الجيش الاسرائيلي في خدمة بينيت

 

هآرتس
 
أسرة التحرير
 
يواصل وزير الدفاع نفتالي بينيت استغلال وزارة الدفاع واستخدامها وكأنها المقر الانتخابي لليمين الجديد. فبعد أن هدد حماس وإيران، أعلن عن الضم، سعى لان يجعل متسللين من غزة أوراق مساومة في صفقات أسرى، وغيرها هنا وهناك من الإعلانات اليمينية الشعبوية، تفرغ في منتهى السبت لحربه ضد نشطاء اليسار.
في خطوة غير مسبوقة أمر بينيت الجيش الإسرائيلي باصدار مراسيم ابعاد عن المناطق – دون إقرار من قاض، وموقعة من قائد المنطقة العسكري – ضد نشطاء يساريين، ينتمون لمنظمة “فوضويون ضد الجدر”. وهذه مجموعة إسرائيلية تبلورت في العام 2003 حول أعمال فلسطينية ضد بناء جدار الفصل، وفي السنوات الاخيرة بات عدد المشاركين في مظاهراتها طفيف. ويتعلق القرار بنحو 30 نشيطا اسرائيليا، بينهم النشيط المعتقل يونتان بولك (موظف “هآرتس”). ان المراسيم الإدارية هي أداة منتشرة ضد الفلسطينيين. أما في أوساط الإسرائيليين، بالمقابل، فمراسيم الابعاد الادارية لم تصدر في الماضي الا ضد نشطاء اليمين، المشبوهين بجرائم الكراهية ضد الفلسطينيين. والآن، كما أوضح بينيت، “ستوجه ايضا ضد نشطاء فوضويين من اليسار”. ان غمز الجمهور الانتخابي في المستوطنات فظ: فمعالجة معارضي الاحتلال وتوسيع المستوطنات تنتقل الى وزارة الدفاع، وكأنهم حماس.
يتبنى بينيت الخط الكاذب الذي يخلق تماثلا بين “المتطرفين من الجانبين”، ويعد بالتشبيه بين الخطوات المتخذة ضد نشطاء اليمين واعمال “تدفيع الثمن” وبين الاعمال التي تتخذ ضد الفوضويين اليساريين. وكأن العنف منتشر بذات القدر في الطرفين، وكأنه يمكن استخلاص مواقف اخلاقية متشابهة بين جرائم الكراهية ضد الفلسطينيين وبين الكفاح ضد استمرار الاحتلال ومظالمه.
هذه ديماغوجية رخيصة تتنكر لانعدام المساواة البنيوية بين دولة سيادية، قوة عظمى نووية ذات جيش هو بين الاقوى في العالم، وبين شعب بلا دولة يخضع منذ اكثر من خمسين سنة لسيطرة اسرائيل العسكرية. بل واكثر من ذلك ليس لدى جهاز المخابرات أدلة على عنف بين متظاهري اليسار، فما بالك عنف يستوجب وسائل مثل المراسيم الادارية.
بعد الصرخة المثيرة للشفقة جدا على الفيسبوك من امكانية الارتباط بشخص كايتمار بن جبير، الذي يعلق ببيته صورة المخرب اليهودي باروخ غولدشتاين، يسعى بينيت لان يوزان الانطباع الذي يمكن أن ينشأ لدى الجمهور الانتخابي الاستيطاني، وكأنه تاب يساريا. يريد بينيت ان يبقى الناس في البؤر الاستيطانية وفي المستوطنات هادئين – فها هو يتعهد بمعالجة اليساريين بقبضة من حديد “بهدف تفريق المظاهرات في غضون وقت قصير وتقليص المس بجنود الجيش الإسرائيلي”.
ان محاولة عرض “فوضويون ضد الجدر” كتهديد أمني هي تلاعب رخيص من سياسي متهكم، يصر على ادخال الجيش الإسرائيلي الى المعمعان السياسي وجعل مراسيم الالوية دعاية انتخابية.