عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    07-Dec-2019

أحاديث غوغائية تبعث على الخجل.. - إبراهيم عبدالمجيد القيسي

 

جفرا نيوز - أطلقت عليهم سابقا مصطلح (معاتيه اللايفات).. وكنت اتحدث في البداية عن بعض الفتيان الصغار، يحضرون (أرجيلة) وقليل من (البزر)، ويقومون بتشغيل أغان هابطة، ثم يشبكون كاميرا ويب، ويتحدثون مع أنفسهم فيما يرى (الصّاحي)، يخرجون عقدهم على الملأ، وإنني متأكد بأن الشعور الذي يراودني حين أقلب صفحات بعض التطبيقات الاجتماعية، هو الشعور نفسه الذي يراود الناس جميعا، أشعر بالحزن عليهم وأخجل جدا من هذا المشهد، وكأنني فتحت باب إحدى الغرف، فداهمت صبيا يلهو بألعابه ويمثل دورا في أحد أفلام مغامرات الكرتون..
 
ليسوا هم فقط من أشعر بالخجل حين أشاهدهم، بل أيضا يراودني الشعور نفسه حين أمر ببعض الأشاوس، الذين تركوا الأردن بدعوى الوقوع في الاضطهاد السياسي، وخرجوا الى بعض الأوكار، يهاجمون الأردنيين والأجهزة الأمنية وينشروا وباءً يسمونه معارضة، غارق في التضليل، وأخماس الروايات التي يتم توظيفها برداءة كبيرة، ويطيشوا على شبر مشاهدات ولايكات، اعتقادا منهم بأنهم أصبحوا نجوما يقودون البلد، ويتحدثون اليوم بلغة زاجرة حاسمة، اعتقادا منهم بأن البلاد أصبحت في قبضتهم وهم الحاكمون الآمرون الناهون..
أشعر بالحزن والخجل كلما مررت بمقطع ما سقط تلقائيا أمام ناظري حين أبحر في متون بعض الصفحات الالكترونية.
 
نايف الطْوَرَةْ؛ هو أحد هؤلاء الذين رسّخوا الخيبة في نفسي، حيث تجربته في الصحافة الاسبوعية لم تسعفه أن يتعامل بمهنية مع الأخبار والرسائل والتسريبات التي يرسلها له أشباه عملاء، يعيشون بيننا، وينخرطون في خصومات وتتلبسهم أحقاد حتى على أنفسهم، بل من بينهم من يخرج الى الطرقات ويمطرنا بالتنوير الثوري، وكله من فئة باعوا البلد وسرقوها ويشتم الجميع.. ولن استغرق كثيرا في الوصف، وسوف أتحدث عما سمعت وشاهدت نايف وهو يخوض فيه بلا مهنية، ولا أدنى شعور بأنه مُضَلَلٌ ولا يختلف عن غيره من لقطاء السياسة والصحافة، وهذا ما يشعرني بالخيبة تجاهه، فبعد هذا العمر الطويل نسبيا من العمل في الصحافة حتى وإن كانت صفراء، وكانت تلعب وحيدة على الساحة..ومع هذا يسقط في الضلالات ويتداول حديث (مشلّخ) وكأنه جاء أمس الى هذا المجال.
 
لا أبالغ حين أقول لكم بأن وقت مشاهداتي لهذه اللايفات طول حياتي لم يتجاوز 3 ساعات، وهي ربما نفس الفترة التي شاهدت فيها بعض الفضائيات التي تستنزف رقما ماليا فلكيا، أو تلك التي يذهب اليها الرسميون، يتحدثون بسقف أعلى من سقفهم حين يطلّون علينا عبر شاشة التلفزيون الأردني الوطنية، الذي يتعمدون تهميشه وإقصاءه رغم وقوعه تحت مسؤوليتهم ورغم أحقيته بالدعم والتطوير والاهتمام.
 
شاهدت فيديو لنايف صبيحة الاثنين الماضي، أرسل لي رابطه أحد الأصدقاء، تعليقا على مقالتي المنشورة في جفرا منذ مساء الأحد بعنوان (رحل الباشا..)، وقال: حتى المعارضة تمدح مواقف الراحل الباشا المغفور له مصطفى القيسي، فشاهدت الفيديو وشعرت بالصدمة والخجل، ولو كان نايف قريبا لأخبرته بأنه يتحدث واثقا ويصف مظاهر وعدد مشيعين لجنازة لم تحدث بعد !!.
 
فالطورة يتحدث بأنه يشعر بالتعب ولم ينم تلك الليلة، وبدأ بتوجيه رسائل لمدير بل مدراء المخابرات من نوع ( شفتوا كيف الاردنيين تجمعوا لتشييع مدير مخابرات وطني أسبق احبوه؟)، بينما الفقيد كان وقت اطلاق هذا الفيديو ما زال في المستشفى، وتم تشييع جثمانه عصر يوم الاثنين، وكل الوصف والمشهد والكلام (مشلّخ) والمتحدث مُضلّل، وهذه بعرف الناس العاديين سقطة من المعيب ان يقع فيها من يزعم بأنه صحفي كبير خبير، أما بالنسبة للصحفيين المهنيين ولا أتحدث مطلقا عن (لقطاء المهنة ومتسلقيها)..أقول بالنسبة للمهنيين هذه جريمة وعدم مصداقية وخفّة ذميمة ..
 
وأمس ليلا؛ لم أكمل مشاهدة فيديو لنايف، سجله حديثا، وابتدأه بوصلة عن فنيات البث والتعليق وغيره (وغيراتو)، ثم أطلق رسالته الأولى معتقدا بأنه يقدم فتحا خبريا مثيرا، حين وجه رسالة لمدير المخابرات يحذره فيها من فساد كبير، يتمثل بالسطو على أموال قادمة من الخارج، ويقدم معلومات قديمة، حول قضية منظورة في القضاء الأردني منذ عام 2015, وكنت الصحفي الوحيد الذي كتب عنها، ومحورها الرئيسي الاحتيال على أحد المستثمرين الفلسطينيين (غزاوي)، يقيم في أمريكا ولا يحمل وثيقة أمريكية، بينما ابنه امريكي ويدير مجموعة شركات، من بينها محلات صرافة كبيرة، وتتلخص القصة بقيام أحد المتهمين بإقناع المستثمر بأنه (شخص واصل)، ونجح في اقناعه بالقدوم للأردن والاستثمار فيه، وورّط بعض الشخصيات معه، وتم توقيف بعضهم وأعادوا أموالا تلقّوها من المستثمر، وقد بلغ حجم الاموال التي تم تحويلها من قبل المستثمر الى الاردن حوالي 30 مليون دينار، وبطرق قانونية وبموافقة البنك المركزي، وقيل بأن المشروع سيكون طبيا علميا وتعليميا في مجال الجينات.
 
وهي المرة الثانية التي يذكر فيها نايف اسم عشيرتي (القيسي)، وانا اتحدث هنا عن بثين متتاليين لنايف ولم يسبق لي مشاهدته قبل هذين البثين، يذكر نايف بأن المستثمر الذي تعرض للاحتيال كان يحوّل المال او جزءا منه الى شخص في الجمارك واسمه (ابراهيم القيسي)! ..وهذا دليل على عدم المهنية، فالشخص الذي كان آنذاك عقيدا في الجمارك، ويتمتع بعلاقات صداقة مع المستثمر المذكور وأصدقائه وربما علاقات نسب، اسمه ليس هذا اسمه ولا اسم عشيرته (القيسية اسم والقيسي اسم آخر) والاسم الأول ليس ابراهيم أيضا، لكن ربما اختلط الأمر على المتحدث فخلط بين اسم الصحفي الذي أثار الموضوع بطريقة مهنية ودون أن يخرج من الاردن ويهاجم الناس بأحاديث تضليلية..
فالرسالة والقصة قديمتان، والقضية معروضة أمام القضاء، وربما لو تحدث نايف مثلا عن توقيت تكفيل المتهم الرئيسي، أقول ربما سيكون عندئذ حديثه مثيرا، لكن المعلومة الجديدة بالنسبة لي هي (تهريب المتهم الرئيسي) خارج البلاد، واقول جديدة لأنني لم اتابع هذه القضية منذ أحداث القلعة المشؤومة في الكرك، فهل في التوقيت إلهاما للجواسيس وطلاب الإثارة؟ اسندوا ربابتكو، توقفت لأنه في تلك الليلة المؤلمة تم تكفيل المتهم وإخراجه من التوقيف، وهذا ما يتضمن الإثارة لو تحدث فيه أحدهم.
 
وتحدث الشيخ نايف عن موضوع المدارس العربية، وعن فسادٍ مستشرٍ في وزارة التربية والتعليم، ولا يمكن لا لنايف ولا لغيره من الصحفيين حتى المهنيين ان يتحدثوا أكثر مني عن هذا الملف (للتثبت راجعوا ارشيفي في السنوات العشر الأخيرة)، فحديث نايف أصلا ليس له من داع، وهو خوض في موضوع قديم، كان يجب ان يعلم بداية أن وزارة التربية والتعليم قررت أن لا تقبل أو تعادل أية شهادة ثانوية عربية من مدارس غير متواجة في بلدانها الأصلية، يعني شهادة ثانوية مدرسة ليبية في تركيا او حتى عراقية في سورية او العكس، لن تتعامل معها وزارة التربية والتعليم، وقصة معادلة تلك الشهادات كانت هي الفرصة الوحيدة الأخيرة لهؤلاء الطلبة، أن يصوبوا وضعهم، حيث سبق لهيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي أن حددت امتحان كفاءة لهولاء الطلبة من خريجي المدارس العربية المتواجدة خارج بلدانها الأصلية، ولم يتجاوزه كثيرون، فاعتصموا مرارا، وامتنع د محمد ذنيبات وزير التربية والتعليم آنذاك عن تقديم أية تنازلات لهم، وحين جاء الرزاز وزير تربية ابتدأ بهم، وسمح لهم بالمعادلة لكن وفق اختبار قدرات، تجريه مديرية الامتحان والاختبارات في وزارة التربية، التي كان يديرها آنذاك د. نواف العجارمة، وكان الطلبة يدفعون رسوما عالية للتقدم لهذا الامتحان، ثم قامت وزارة التربية بإلغاء هذه الرسوم، ومكنت الطلبة من تكرار وإعادة التقدم لهذا الامتحان كلما أرادوا وفي اي وقت (كان يجرى بواقع ٣ مرات في الاسبوع)، وذلك لرفع معدلهم وكانت الوزارة تفعل ذلك تحت شعار بل قرار عدم قبول اي خريجين جدد في العام القادم يحملون هذه الشهادات..
 
اذا؛ فكل الكلام الذي قاله نايف لا داع له، والموضوع منتهٍ تماما منذ منتصف العام الحالي.
 
أما الحديث عن السفراء، فهو حديث ممضوغ مليون مرة، ولا جديد فيه سوى ذكر اسم (القيسي) ثالثة!.
 
مكرم القيسي كان وما زال جنديا في خدمة الملك والوطن، وكان خطؤه الكبير في مسيرته أن وافق أن يكون وزيرا، لكنني أعذره بالطبع فهو لم يعلم أن ارتباك الأداء في الحكومة سيجعل منه وزيرا سابقا في غضون 5 أشهر، بينما هو قطع مسافات في ملفات ديبلوماسية أردنية اوروبية، وهو الخطأ الذي صوبته الحكومة نفسها، حين أزف موعد استحقاقات ولقاءات وحوارات سياسية خارجية، فلم تجد الحكومة من يملك الخبرة والمعلومة حول هذه الملفات أكثر من الوزير السابق والسفير مكرم القيسي.. فطلبوا منه رأيه في أن يذهب (ليكمل شغله) على هذه الملفات، علما أن مكرم كان قد عبر عن عدم رغبته ان يكمل مشواره الديبلوماسي حين عرضت عليه سفارة مهمة أخرى وما عاد لفرنسا إلا لأنه كان يشرف على قضايا اردنية مهمة ولا أحد غيره يملك ما يملكه من معلومات وعلاقات ديبلوماسية حولها...
 
ولنايف أو غيره أن يقدّر لماذا وافق مكرم على العودة سفيرا اردنيا في فرنسا.
 
لم أرغب في الكتابة ردا على رسائل يطلقها اردنيون ابتعدوا عن بلدهم، وشرعوا من الخارج ببث رسائل (القراء)، مع كل أخطاء التشفير والضلالات وامراض الخصومات والأحقاد والمناكفات، من المعيب ان يدعي احدهم المهنية ثم ينحرف حديثه ومعلومته الى هذا المنزلق.
 
أوجه رسالة غير مشفرة لبعض هؤلاء:
ارحموا مرضانا وتناولوا دواءا مناسبا لأعراض الفخامة والضخامة والغربة والدسائس المتهافتة..
 
اقسم بالله إن الوضع يبعث على الحزن والخجل في النفس الاردنية النقية.