عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    10-Sep-2024

العدد الجديد لـ"أفكار" يحتفي بالروائي ميلان كونديرا‎

 الغد-عزيزة علي

 احتفت مجلة أفكار في العدد "428"، بالروائي "ميلان كونديرا؛ مواهب متعددة في سرد وجودي"، الذي قام بإعداده د. يحيى البشتاوي، وشارك فيه العديد من الكتاب والنقاد.
 
 
مجلة أفكار التي تصدرها وزارة الثقافة الأردنية، وهي مجلة شهرية، ترأس تحريرها الروائية سميحة خريس، وتتضمن موضوعات ودراسات وإبداعات جديدة.
 
الروائي والقاص الأردني جلال برجس كتب افتتاحية للعدد بعنوان: "الكتابة سعيا إلى الخفة"، يشير فيها إلى أن الكتابة الروائية لم تكن منذ انطلاقتها ترفا، أو مسلكا نحو مكاسب تجارية، أو اجتماعية، أو ما شابه، بل إنها الذهاب إلى ما أعتم في حياتنا، وإن الضوء الذي نسقطه على تلك المناطق ما هو إلا شيء من حصيلتنا الداخلية من ضوء مهمته دحر العتمة إلى الوراء، وإطلاق مزيد من الأسئلة حيال الوجود المثقل بكثير من التساؤلات، والثقيل بكثير من الأزمات التي يحلم الإنسان أمامها بالخفة، والتجرد الذي لا يتعارض مع حقيقة الإنسان ككائن منتم لذاته، ولما يحيط به.
ويقول برجس: "حينما يكتب الروائي فإنه ينظر عبر الشارع إلى ذاته، يعاينها من خلال كل ما يحدث، وبالتالي لا يجد إلا القلق الذي يدفعه لمزيد من الكتابة، فهي مسألة ليست نرجسية بالمعنى السطحي الذي باتت ترسخه قوى تسطيح كل ما من شأنه أن ينجو بالقارب الآدمي من كوراث العصر الجديد، ومن مساعي تفريغ عناصرنا الإنسانية من لبها الأصيل".
يضيف برجس، عندما نكتب سعيا إلى الخفة فإننا نفعل ذلك لأننا مصابون بلعنة الثقل الذي من شأنه أن يجعل خطواتنا مرتبكة، وملتبسة، ولا تؤدي إلى ضوء حلمنا بأن نصله في نهاية النفق، إذ الإنسان رغم كل مساعيه إلى البهجة، والرفاه الإنساني، أو تمثل عيشهما، إلا أنه في الحقيقة كائن ولد في أول النفق، وكل ما عليه أن يمضي إلى تلك النهاية.
ثم يتحدث برجس عن صيف 1989، عندما التقى مع سائحة فرنسية جاءت لتزور مدينة "مادبا"، وهي امرأة شغوفة بالاقتراب من ثقافات غير ثقافتها، وقارئة نهمة، تقرأ في معظم الأوقات التي تتاح لها، كانت تقرأ في كتاب عنوانه بالفرنسية التي لا أتقنها بالطبع، ابتسمت المرأة حين لاحظت أني إليها، إلى الكتاب، وقالت لي بلكنة إنجليزية بسيطة، مفهومة، إنها أحبت هذه المدينة، ثم لوحت بالكتاب أمام عيني: هذه رواية لـ"ميلان كونديرا"، وأخذت تحاول ترجمة عنوانها، الذي لم يصل إلي بالمعنى الأقرب، والذي ترجم لاحقا إلى اللغة العربية. في تلك الأيام كنت مستغرقا بقراءة "كافكا"، بعد أن قرأت في الأدبين الأردني والعربي، وأسعى إلى تلك اللحظة التي أجد نفسي فيها قادرا على كتابة الرواية، هذا الصنف الأدبي الأكثر خطورة، والأكثر صعوبة فيما يخص خوض غماره، والمغامرة بقول ما نشعر به حيال الحياة عبره.
يضيف برجس أن تلك السيدة كانت تقرأ من دون أن تعي سعيا إلى الخفة، وتعاين ذاتها من خلال ما تقرأ، بل إنها تتجاوز حدود الواقع الإنساني المأزوم، نحو فضاءات مختلفة، تتيح لها بناء عالما مختلفا، يعينها على عيش عالمها الواقعي الذي لولا الأدب بشكل عام لانكسر عوده منذ البداية. حين يخفف الإنسان مما يثقله، فإن هذا أمر مؤقت، أو أنه يدور في هذا الفلك، أو بمعنى آخر فهو إما يؤجل آثاره، أو يتجاهلها ليعيش كما ينبغي، أو ليصمد أمام ما يحتويه الصندوق السري، والذي تراكمت فيه محتوياته منذ لحظة الوعي الأولى.
وخلص إلى أن الكتابة - إضافة إلى مهامها الكبرى-و عي إنساني بضرورة مجابهة حقيقة وجودنا، والدفاع عنها، وإطلاق كثير من الأسئلة حولها، لنعرف أين نقف، وبالتالي يمكن لنا أن نمضي نحو نهاية النفق، لنتأكد عبر سؤال ممتد؛ وجارح "هل الشمعة التي نراها هناك، حقيقة، أم أننا ابتكرناها لنعيش؟".
أما ملف العدد الذي قام بإعداده د. يحيى البشتاوي وهو عن الروائي "ميلان كونديرا؛ مواهب متعددة في سرد وجودي"، واشتمل على مجموعة من الدراسات شارك فيها كل من: "د. يحيى البشتاوي: "الفلسفة الوجودية وأثرها في أدب ميلان كونديرا"، فيما كتب د. نضال نصيرات عن "الموسيقا وعلاقتها بالرواية لدى (كونديرا)"، وعن "السخرية في روايات (ميلان كونديرا)"، كتبت هبة محمد أمين "العلاونة".
وكتب عن "تجربة الكتابة المسرحية عند (ميلان كونديرا)"د. عدنان مشاقبة، فيما كتب د. جهاد العامري عن "ميلان والفن التشكيلي: آراء نقدية حول رسومات (بيكاسو) و(فرانسيس بيكون)"، وفي مجال السينما كتب د. فراس الريموني عن "روايات (ميلان كونديرا) في السينما العالمية".
وفي باب دراسات ومقالات نقرأ: "(إلى أين أيتها القصيدة؟).. سيرة العلّاق رفقةَ الشعر"، كتبها جعفر العقيلي، وكتب طارق مكاوي عن "جمال ناجي؛ حينما أثثت الطفولةُ دوائرَ بوحه"، فيما كتاب الروائي محمود عيسى موسى عن "التُهمة في رواية (اليركون) لصفاء أبو خضرة"، وكتب د. نايف خالد العجلوني، "هاجس البحث عن لغة متجدّدة، قراءة في ديوان مها العتوم "امرأة الوقت"، فيما كتب القاص محمود الريماوي عن رواية العُماني "محمود الرحبي.. لمن تقرع (طبول الوادي)"، فيما كتب الناقد نضال القاسم عن :عبقرية البساطة وقوة البناء في شعر حبيب الزيودي"، فيما كتب رشيد النجاب عن "(البيرق) للكتابة العُمانية شريفة التوبي؛ في حارة الوادي"، وقدمت إيمان قاسمية "قراءة في كتاب (أزمة النقد) لمصلح النجار".
من جهته كتب سامح محجوب بعنوان "سيد درويش.. موسيقي القرن"، وفي مجال السينما كتب الناقد أحمد طمليه عن "مصداقية المشهد في الفيلم السينمائي"، وعن "الأدب الرقمي؛ تحليل أساليبه، ومستقبل اللغة العربية في عصر الذكاء الاصطناعي"، كتب د. قسيم عامر، وعن رواية "(مدن لا مرئية) لـ(إيتالو كالفينو)؛ الضباب إذ يعمي البصر ويفتح البصيرة"، كتب معاذ بني عامر، عن "الخطاب الشعري والخطاب النقدي؛ تساؤلات حول كتاب (الشاعر ناقدا) لفريال جبوري غزول"، كتب  د. محمد حلمي الريشة.
وفي باب "إبداع" نقرأ القصائد الآتية: "من المفكرة الداخلية لصفية بنت حيي بن أخطب"، مأمون حسن. "حين أكتب عنك"، محمد رياض. "موت على موت"، حسن ناجي. ونقرأ القصص: "لا تغرق"، سمر الزعبي. "في الرمق الأخير"، موسى أبو رياش. "صاحب السن المدلل"، دينا بدر علاء الدين.
وحول أهم الإصدارات والمستجدات على الساحتين المحلية والعالميّة كتب محمد سلام جميعان في باب "نوافذ ثقافية"، فيما كتب القاص والمترجم د. باسم الزعبي عن تجربته الإبداعية في باب "مدارات البوح"، العدد من إخراج المصممة حنان الطوس، ولوحتا الغلافين الأمامي والخلفي للفنانة خلود الواكد.