عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    11-Feb-2025

«التهجير: توسيع دائرة الغضب والكراهية - وبذور مُهجَّنَة للصراع»*د بسام الساكت

 الراي 

الأردن دولةٌ مستقرة ذات بعد تاريخي وجيوسياسي، يعتز أهله بمسيرته وفي رفعه راية التآلف الاجتماعي، والاعتدال والتواصل الحضاري الإنساني والمادي، بين الشعوب والدول كما ويعتز اهله انهم ينبضون بطاقات بنّاءة. فبلدهم موطن سلام ومحبة لا موطن حروب وكراهية وحقد وعنف. ذلك امتداد إرثه الروحي السماوي والإنساني؛ بلد أنبياء الله ورسله والصالحين - هو «حاضنة الاعتدال» في المنطقة؛ محترمةً مواقفه ؛ يده ممدودة للإصلاح والصالحين، جلبت له التقدير المؤسسي الدولي والفردي ؛ هو حريص متماسك مدافع بقوة، وحزم، موحدٌ، يرفض الاعتداء، من ا? مصدر، على هذا الإرث الحضاري.
 
• فالأوطان بنظر الأردن ساحة مقدسة، وتاريخ، وقيم، وتراث وتواصل مع العالم، يحترم ويُجِلُّ التشريع والقوانين الدولية ؛ يؤمن ان ارضه وتراثه أمانة من الله؛ فهو راعٍ للمقدسات الإسلامية والمسيحية وإرث الإنسانية على ارضه؛ لا تُغريه، ولا تزعزعه عن إيمانه، مؤونات مادية او ضغوط.
 
• إن الاوطان عندنا امانة مقدسة، فالأردن، أرضا وسماء، وأكنافه، امانة الأردنيين والصالحين، دونها الأرواح َوالمُهج. فهذي «جينات «مزروعة عند المؤمنين، من الخالق، تولِّد ُ «المواقف «المتينة الأمينة ؛ كما وان فلسطين أمانة لاصحابها الفلسطينيين–هم اهلها وجذورهم متعلقة بأرضهم وتراثهم ؛وحقهم في الوجود فيها ثابت ؛ ومشروعهم، سلمي حضاري قديم أصيل ؛صابرون وصامدون، محافظون على إرثهم ؛ بناةُ المستقبل، لا يقبلون أرضهم تسلب او تمنح ظلماً، لمستثمرين غرباء، مغامرين عابرين؛ ولا هي معروضة للبيع او يقبلون بديلا عنها؛ فلا للتوطين?والتهجير، بشتى صوره؛ والأردن لا يحترم، بل يرفض أية مشاريع ظالمة له او لإخوته الفلسطينيين، وغيرهم.
 
• ولا يرضى كذلك لنفسه، ولن يكون طرفا «شريكاً «في جريمة التهجير والتعدّي على حقوقه، ولا التعدّي على نواميس العدل الناظمة للمجتمع الدولي. كما لا يرضى للدول، ولا حتى لأميركا، أن تشارك في ذلك. فإن شاركت فذلك إعلان منها أن سياسات الاعتدال في المنطقة لا تُجدِي، كما أن في ذلك دليل منها عنها أنها دولة ليست موضع ثقة من الأصدقاء والحلفاء والخصوم!! ومحصلة ذلك كله عليها إضرار بمصالحها في عالم متنافس على المنطقة! وإذا كان لاصحاب المشاريع المطروحة حول اللاجئين، مبعث إنساني، فلتمتد الأيدي لتتبنّى حلم الفلسطينيين - هم عبا? الرحمن - وامتدادهم من أسيادنا عليهم السلام من نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد، عليهم جميعا صلوات الله ورحمته. هم قوم يحلمون بالحرية وبالسلام لإعمار ارضهم، وما هدمته أيدي الإحتلال، ومعالجة ڤيروسه المتحوِّر.والغرب، اكثر من غيره، شاهد على ما جرى لهم من ظلم، ويجري؛ وبعضهم شريكة أيديهم في الحصاد المرِّ في منطقتنا العربية ؛وعليه ألاّ يعمّق الاذى والجراح ويطيل الظلم على الفلسطينيين، والمنطقة ؛ فليسمحوا لهم مدعي التقدم والإنسانية في الغرب، ويعطوهم الفرصة ويتركوهم بسلام، فهم شعب جدير بالحياة، كغيره، قادر على معالجة?مستقبله بنفسه. وكذلك شعوب منطقتنا.
 
• إننا في المنطقة وبالاجماع، نرحب بإعادة المستوطنين الدخلاء والغرباء، الذين زرعهم الاحتلال في الضفة الغربية وغزة والجولان ولبنان، نرحب بترحيلهم إلى مواطنهم في الغرب.ففيه لهم أوطان تركوها، وكان بعضهم ضحايا التضليل. ولهم هناك متسع مادي وحضاري، أكبر مما يبرمج وما يخطط له من تهجير وإحلال للفلسطينيين، بغيرهم. إن التهجير جرم، كما هو تعدٍ وتشتيت للانتباه، وإلهاء منظّم، وبمثابة زرع «بذور مهجّنة للصراع»، «وتوسيع دائرة الغضب والكراهية والشر والفتن، في المنطقة ؛ نحن في الأردن، دوما موطن واثق بأهله وقيادته، «وحاضنة لل?عتدال» والسلام العادل. ولا يقبل تحويله الى «حاضنة للكراهية» من خلال سياسة التهجير ؛ وإن إدامة الاستقرار وإحترامه، في الاردن الحضاري، وفيما يحيطه من دول عربية مستقلة، كالشقيقة المملكه العربية السعودية، والعراق ومصر، ولبنان، هو في مصلحة إقليمنا، كما هو في مصلحة السلم الدولي
 
• ويبقى يلحُّ علينا دوما، والان أكثر، الحاجة لخطوة من إخوتنا الفلسطينيين في الضفة وغزة، لإعلان عاجل على «إجماع فلسطيني» على طرف موحِّد، ذي مرجعية واحدة–لا أطراف - لإدارة دولتهم المستقلة على ارضهم، مترفعين عن الفردية ونحو التوافق المؤسسي، ففي ذلك حوكمة راشدة تعي قواعد العصر، وتعي الأخطار القائمة، وتتقيها. ونحن جميعا معهم. إننا معهم ليس فقط من باب الإخاء والقربى فقط، بل ايضا من باب «المصلحة والأمن، والاستقرار»، فجميعها تفرض عليهم إنهاء التحزب والفرقة والطموح الفردي في الحكم، مُعلين مصلحة فلسطين واهلها فوق كل?هدف ضيق.انهم شعب واعٍ لكنه ظلم عبر العصور من الخارج من المستعمر، ومن الداخل من «سوء التدبير السياسي».