عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    23-Mar-2020

حظر التّجوال وحظر الكلام - طلعت شناعة

 

الدستور - طبعا من الصعب على كائن « زيي « تعوّد على الصحو المبكّر وعمل فنجان قهوة مبكّرا وكتابة مقاله مبكّرا والخروج إلى الشارع مبكّرا وممارسة المشي وتأمل الكائنات مبكّرا.. ان يجد نفسه مُضطّرّا للبقاء في سريره حتى يملّ منه الفِراش.. ويقوم والناس من حوله « نيام « ، لعمل أشياء داخل بيته. فالهدوووء التام يلفّ الفضاء ولا صوت يعلو في الشارع سوى صوت موسيقى « الغاز «. حتى الآن المشهد عادي في ظل منع التجوال. المفاجأة عندما تكتشف زوجتك ان « جرّة الغاز « على وشك النفاد. وان احتمال « تكمّل الطبخة « ضئيل. فتشعر أن هذا « اوّل صاروخ « يُوجّه اليك وانت اصلا « عايف حالك «. تبدأ البحث عن « جرّة غاز « من خلال الجيران الأقربين.فلا مجال للخروج إلى الشارع والا...... الجيران نائمون والعثور على « أنبوبة غاز زائدة عن الحاجة « شبه مستحيل. بعد ساعتين يأتيك « الأمل « فتسمع صوت بيّاع الغاز. تكتشف انه «نزِق وعصبي « ويطلب منك ان تفكّك الجرّة وتناوله اياها عند مدخل العمارة . لأن سيارته ما فيها « بريكات « وهو « صعب يتركها «. تشعر أن الجميع يضربك على رأسك.ومطلوب منك ان تبتسم والاّ.... تتحول في البيت وتتلاشى « الكلام « مع أفراد الأسرة وتحديدا زوجتك. يمضي النهار بين متابعة أعداد « المصابين « وفيديوهات بعض الناس « المخالفين لحظر التجوال « من هواة الاستعراض.. وجماعة « خالف تُعرَف». يوم آخر.. وتجد نفسك محاصرا بين خياريْن امّا « حبسة البيت « او « لعنة الكورونا « أمران كلاهما ... بطعم العلقم... ..طيّب اروح لمين..؟