الغد
في الإحاطة اليومية لمكتب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، قال فرحان حق، نائب المتحدث الرسمي، ردًّا على سؤال حول محاولة الكونغرس الأمريكي تصنيف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) منظمة إرهابية: “لقد اطلعتم على ما صرحنا به بشأن الأونروا. إنها منظمة حيوية لجهودنا، ليس فقط في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بل في المنطقة بأكملها.
كما تعلمون، تعمل الأونروا في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وكان عملها بالغ الأهمية على مدى السبعين عامًا الماضية لبقاء اللاجئين الفلسطينيين في جميع أنحاء المنطقة. ويشجع الأمين العام بشدة عملها. وكما تعلمون، فقد أكدت الجمعية العامة قبل ما يزيد قليلًا عن أسبوع دعمها القوي للأونروا”.
وحول الأوضاع في قطاع غزة، قال حق: “يفيد زملاؤنا في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بأن الأمم المتحدة وشركاءها يواصلون تقديم المساعدات لأكثر الأسر ضعفًا. ومع ذلك، يحذرون من أن الاحتياجات لا تزال تفوق قدرة العاملين في المجال الإنساني على الاستجابة، نظرًا للعقبات المستمرة التي يواجهونها.
كما أن العواصف الماطرة وانخفاض درجات الحرارة تُفاقم الوضع في جميع أنحاء القطاع”.
وفي إطار الجهود المتواصلة لتوفير الدعم لمواجهة فصل الشتاء، قال نائب المتحدث الرسمي إن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية قام بتوزيع حزم من المواد الأساسية – بما في ذلك المساعدات الغذائية ومواد النظافة ومستلزمات المأوى – للمساعدة في مواجهة العواصف المستقبلية ودعم الناس بعد الأمطار الأخيرة.
وأضاف: “بين يومي الخميس والسبت، قام شركاؤنا العاملون على تحسين الوصول إلى مأوى لائق بتوزيع 3800 خيمة، وما يقرب من 4600 غطاء بلاستيكي، وآلاف من مستلزمات الفراش على حوالي 4800 أسرة. كما يعمل شركاؤنا على معالجة المخاطر المتزايدة لانخفاض حرارة الجسم لدى المواليد الجدد، من خلال مجموعات مصممة خصيصًا يتم شراؤها محليًا وإعدادها للتوزيع. وسيتم توفير هذه المجموعات للأمهات ومقدّمي الرعاية للأطفال حديثي الولادة وصغار السن”.
وقال حق إن شركاء الأمم المتحدة الذين يقودون جهود تحسين الأمن الغذائي بعد العواصف الأخيرة التي ضربت غزة يوم الخميس، اضطر نحو 16 مطبخًا مجتمعيًا إلى الإغلاق مؤقتًا بسبب سوء الأحوال الجوية. ومنذ ذلك الحين، استأنفت معظمها عملياتها المعتادة، حيث تم تقديم 5000 وجبة ساخنة إضافية يوميًا إلى 30 موقعًا متضررًا من الأمطار في جميع أنحاء القطاع. هذا بالإضافة إلى التوفير المستمر للوجبات المطبوخة، حيث تم توزيع ما يقرب من 1.6 مليون وجبة يوم السبت.
وتابع نائب المتحدث الرسمي تقديم التقرير اليومي حول الأوضاع الإنسانية في غزة قائلًا إن حوالي 400 ألف شخص تلقوا الحزم الغذائية حتى الآن في ديسمبر/ كانون الأول. “وكما تعلمون، تحتوي كل حزمة على حصتين غذائيتين من المواد الأساسية مثل الأرز والعدس والزيت، بالإضافة إلى كيس دقيق بوزن 25 كيلوغرامًا”.
وأضاف: “منذ يوم الجمعة – وبسبب القيود المستمرة التي تؤثر على قدرتنا على إدخال كميات كافية من المساعدات – اضطر شركاؤنا مرة أخرى إلى تقليص المساعدات المقدمة من خلال هذه الحزم إلى سلة غذائية واحدة، وكيس دقيق واحد، و1.5 كيلوغرام من البسكويت عالي الطاقة. وتغطي هذه الحزمة المخفضة نصف الحدّ الأدنى من الاحتياجات من السعرات الحرارية لكل أسرة لبقية الشهر”.
وأضاف حق أن شركاء الأمم المتحدة العاملين على تحسين خدمات المياه والصرف الصحي قاموا بتسليم 15 مضخة متنقلة لمياه الصرف الصحي إلى المناطق التي غمرتها الفيضانات. كما يقومون ببناء سدود ترابية، ووضع أكياس الرمل، ودعم تصريف مياه الأمطار والمياه العادمة.
وقال: “وفي تطور إيجابي آخر، بدأ تشغيل مرفق مؤقت لإدارة النفايات الطبية في ‘ممر نتساريم’ الذي يمتد عبر وسط غزة من الشرق إلى الغرب. وقد أنشأت الأمم المتحدة وشركاؤها هذا المرفق لجمع النفايات الطبية من المرافق الصحية في شمال غزة وتخزينها بأمان”.
وقال حق إنه تم إعادة فتح أكثر من اثني عشر فصلًا دراسيًا مؤقتًا لاستيعاب 5000 طفل. ولا تزال الجهود المبذولة لإعادة الأطفال إلى التعليم المنتظم تواجه قيودًا بسبب منع السلطات الإسرائيلية دخول المستلزمات التعليمية.
وحذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) مرة أخرى من أن هذه المعوقات “لا تزال تعرقل قدرتنا على تسريع وتيرة الاستجابة الإنسانية. ويجب رفع هذه المعوقات، وضمان استمرار وصول المساعدات للسماح للأمم المتحدة وشركائها بالوصول إلى جميع المحتاجين”.
وردًا على سؤال حول الهدنة الهشة في غزة وتبادل الاتهامات بين حماس وإسرائيل بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة: “من الواضح أننا لا نريد أي تصعيد. نريد من جميع الأطراف الالتزام بوقف إطلاق النار.
لا نريد أي إجراءات من شأنها تعريض الهدنة للخطر. في الوقت الحالي، نحن قادرون على إيصال المساعدات. وقد سمح الوضع الأمني على الأرض، كما ذكرنا في الأسابيع القليلة الماضية، بتوصيل المزيد من المساعدات إلى عدد أكبر من الناس. لكن الوضع هش. في نهاية المطاف، يجب تجنب أي إجراءات من شأنها تعريض الهدنة للخطر”.-(وكالات)