عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    23-Sep-2019

لماذا مسموح فقط للیمین أن یحکم - روغل الفر
ھآرتس
 
النموذج الذي استخدمھ الیسار من اجل حل لغز الواقع السیاسي، الذي تشكل في اسرائیل تحت عقد من حكم نتنیاھو لم یعد صالحا. الدلیل على بطلانھ یوجد في حقیقة أن تنبؤات الیسار لا تتحقق المرة تلو الاخرى. وعندما تفشل قدرة التنبؤ للنموذج بصورة مستمرة ومنھجیة فان ھذا النموذج لا یعود مجدیا.
قبل الانتخابات في نیسان الماضي توقع الیسار بأن الكشف عن ملفات التحقیق ضد نتنیاھو وتقدیم التوصیة بتقدیمھ للمحاكمة ”خاضعة للاستماع“ ستخلق كتلة حاسمة ستضطره الى الاستقالة، غیر صحیح. وتنبئنا الیسار ایضا بأن الجمھور لن یكون مستعدا لاستمرار ولایتھ كرئیس حكومة متھم بالفساد – ایضا ھذه النبوءة تبین أنھا غیر صحیحة. لم یتم نشوء جو عام اجبر نتنیاھو على الاستقالة، مؤیدوه لم یتخلوا عنھ ومعسكره السیاسي تمسك بھ. حراس العتبة ووسائل الاعلام قاموا بعملھم بصورة امینة (أو على الاقل بما ھو مطلوب منھم في حالة افیحاي مندلبلیت)، ولكن نتنیاھو ومؤیدیھ غیروا القواعد.
المعاییر تغیرت. العالم القدیم الذي عمل فیھ نموذج الیسار جیدا كف عن الوجود. ولولا تحول افیغدور لیبرمان فجأة الى محارب من اجل حقوق العلمانیین لكان ائتلاف نتنیاھو سینجح في اجازة قوانین استھدفت كسر حراس العتبة وضعضعة الدیمقراطیة. أرید القول بأنھ لیس محبة المحكمة العلیا ومعارضة الحصانة ھي التي جعلت لیبرمان یكبح نتنیاھو. بالنسبة لھ نتنیاھو كان یمكنھ مواصلة تولي منصبھ حتى اصدار حكم قاطع – فقط بدون الحریدیین.
الآن فورا مع معرفة نتائج الانتخابات بدأ مرة اخرى نموذج الیسار یصدر تنبؤات كاذبة: لن یكون لنتنیاھو خیار إلا الاستقالة، أو أن یتم عزلھ من قبل حزبھ. محللو الیسار طلبوا منھ الاعتراف بھزیمتھ وعرضوا علیھ معطیات كان یمكنھا أن تقنعھ بأن المنطق یلزمھ بالاستقالة. ولكنھ لم یقدم استقالتھ. ومرة اخرى لم ینشأ جو عام یلزمھ بالذھاب الى البیت. وحتى اصداء ضئیلة لمزاج عام كھذا لا یوجد. لا كتلة ولا حاسمة. والمعسكر السیاسي لنتنیاھو تمسك بھ.
ھكذا، أین أخطأ معارضو نتنیاھو في فھم المقروء؟ أنا اقترح فرضیة من شأنھا أن تظھر استفزازیة لكنھا بسیطة، وتفسر بنجاعة الفجوات الدائمة بین تنبؤات نموذج الیسار للواقع: بصورة تدریجیة وبدون حدث كارثي تأسیسي، تبلور في اسرائیل في السنوات الاخیرة طریقة حكم جدیدة، بحسبھا فقط للیمین مسموح الحكم. باستثناء المعسكر الدیمقراطي والقائمة المشتركة لا یوجد في اسرائیل یسار سیاسي. بین ازرق ابیض ولیبرمان وكتلة نتنیاھو لا یوجد اختلاف سیاسي. نتنیاھو یحاول أن یحول طریقة الحكم الایدیولوجیة ھذه الى شخصیة مثلما الامر في روسیا: ھناك فقط مسموح لبوتین بأن یفوز في الانتخابات. على ھذا، علیھ فقط، حاربھ ازرق ابیض (لیبرمان لم یستبعد في أي یوم نتنیاھو شخصیا).
إن وعد استمرار حكم الیمین (بما في ذلك ازرق ابیض) یعتبر في اوساط معظم الجمھور الیھودي (العرب لا یحسب حسابھم) كمقدمة لوعد بقاء الدیمقراطیة حیة وسلطة القانون. غانتس بعید عن اغلبیة یمینیة في الكنیست، لذلك، لا یوجد لدى الجمھور شعور بأنھ فاز. ائتلاف مع العرب ومیرتس غیر شرعي في طریقة الحكم الجدیدة، نتنیاھو قریب جدا من الاغلبیة الیمینیة في الكنیست، لذلك لا یوجد لدى الجمھور شعور بأنھ ھزم. القومیة المتطرفة اكثر اھمیة من الدیمقراطیة، وكذلك من سلطة القانون. یجب الانتباه بأن مفھوم ”حكومة وحدة“ لم یعد یشمل تمثیل الیسار. الیساریون والعرب لیسوا جزءا من الوحدة.