الغد
لولا جريدة الغد التي يترجم لها الأستاذ القدير علاء الدين أبو زينة لغةً وموضوعات، وكذلك الصفحة العبرية اليومية لما عرفنا كثيراً مما يجري سياسياً في العالم وفي إسرائيل بالذات. إذن لبقينا في ظلام دامس فيما يخص قضية فلسطين هناك التي لا مثيل لها في العدالة في هذا الكون، فالشكر يزجي للجريدة وللأستاذ أبو زينة.
لأن جملة الناس اليوم لا يقرأون المقال الطويل المترجم، فإنني أجد نفسي ملزماً– أحياناً- بتلخيصه وبتصرف محدود عندما يلزم ذلك علّهم يقرأون، وآخره ذلك المقال الطويل الهائل المترجم المنشور في جريدة الغد بعنوان: “كيف نسيطر على الفلسطينيين؟ نجعلهم يشعرون وكأننا في كل مكان،” في 17/7/2024 للمفكرة والكاتبة الإنسانية بيترا مولنار التي أستخلص من مقالها المترجم ما يلي:
- مدينة الخليل حسب مدير المناصرة اليهودي في منظمة “ كسر الصمت” اليهودي أوري جفعام إسرائيل مختبر للتكنولوجيا الأمنية والعسكرية، ومختبر للعنف الإسرائيلي، أي لاختبار التقنيات الجديدة الخاصة بذلك على أهلها الفلسطينيين، بغية تسويقها فيما بعد وبيعها بآلاف الملايين من الدولارات للمشترين.
- إسرائيل تتحرك بسرعة وبلا هوادة لاحتلال المزيد والمزيد من الأراضي الفلسطينية. وتقوم بفصلها عن بعضها بعضاً، حتى تجعل مالكها الفلسطيني عاجزاً عن فلاحتها أو حتى عن الوصول إليها.
- إذا كنت فلسطينياً مقيماً في الخليل فإن المسافة التي كنت تقضيها سيراً على الأقدام في دقيقتين للوصول إلى هدفك، صارت تحتاج إلى ساعة على الأقل الآن.
- يعتدي المستوطنون في الخليل بانتظام على الأطفال الفلسطينيين، ويرمون قمامتهم على منازل الفلسطينيين الصامدين، على أساس يومي ليجعلوا حياتهم لا تطاق ولإجبارهم على الرحيل.
- تصنّف منظمات دولية ما تقوم به اسرائيل بالفصل العنصري، تستخدم فيه اسرائيل تكنولوجيا المراقبة الدائمة التي تتخلل كل جانب من جوانب الحياة الفلسطينية، وكما قال أوري الجندي السابق المرافق للكاتبة، فإن إستراتيجية إسرائيل هي: “كيف نسيطر على الفلسطينيين، ونجعلهم يشعرون وكأننا موجودون في كل مكان وزمان”، واننا – يا فلسطيني – لا نغزو منزلك فحسب بل مساحتك الرقمية الخاصة أيضاً. إننا نفحص ملفاتك، وإن هذا الفحص مجدٍ، فأنتم مجرد أرقام.
- تسيطر إسرائيل على شبكة واي فاي الفلسطينية وتضع كاميرات على كل عامود تقريباً وبعضها متنكر على شكل صخور في حقول المزارعين.
- يتم الآن تجهيز المستوطنين بطائرات خاصة بدون طيار.
- تجعل التجارب الأمنية التي تجريها إسرائيل على الشعب الفلسطيني، إسرائيل أقوى دولة في العالم بإنتاج أجهزة التجسس والمراقبة والمتابعة والقتل الإلكترونية. لقد بلغت إيرادات إحدى شركاتها في هذا الموضوع (أنظمة البيت) 2,289 مليار دولار في سنة 2021. أما شركة NSO فهي أنجح شركة مراقبة الكترونية في العالم، وقد سيطرت على السوق الدولية فيه بتطبيق بغاسوس الذي يتجسس على الهواتف المحمولة لاستخراج البيانات، أو تنشيط كاميرة الهاتف أو الميكروفون فيه للتجسس على مالكيها.
- لقد ابتاعت دول كثيرة في العالم هذا التطبيق واستخدمته ضد الصحفيين والنشطاء والمعارضين والسياسيين وهم لا يعلمون.
- تتطور تقنية الذكاء الاصطناعي في اسرائيل وتعمل في اتجاهات عدة، وقد وقعت الحكومة الإسرائيلية عقداً بقيمة 1,2 بليون دولار مع جوجل والأمازون لتوفير الذكاء الاصطناعي المتطور وتكنولوجيا التعلم الآلي لمزيد من استخدامها في المراقبة الرقمية في فلسطين. وقد احتج بعض المواطنين في جوجل والأمازون على توفير الذكاء الاصطناعي المتطور وتكنولوجيا التعلم الآلي لمزيد من استخدامها في المراقبة الرقمية في فلسطين... ولكنهما لم تستمعا إليهم فاستقالوا أو أُقيلوا”.
ماذا يعني هذا كله؟ إنه يعني تعرض الشعب الفلسطيني المقاوم إلى أكبر وأخطر مطاردة وإبادة جماعية في التاريخ الحديث، على المستوى اليومي، وأنه يقاوم أقوى طغيان أميركي أوروبي إسرائيلي ضده. ومع أنه صغير وفقير ولا يملك مثل هذه التقنيات إلا أنه يناطحها كلها ويربكها ويعطلها أحياناً باشتباك مع العدو من مسافة صفر. وإذا نجح في هذه المقاومة أو الحرب وحرر بلده وشعبه، فإن كل العالم سيتحرر من أربع: الصهـيونية، واللاسامية، والهولوكوست وإسرائيل التي تبتز (إسرائيل) العالم بها أفراداً وأحزاباً وجماعات وحكومات ودولاً، فما أكبر المهمة وما أقدسها!