الدستور- تعتبر مستوطنة «الموج «..عاصمة المستوطنات الإسرائيلية في الأغوار باريحا ويعيش فيها نحو (135) الف مستوطن واقيمت على أراضي قرية البني موسى عليه السلام (ارض فلسطينية) وهي زراعية بالأساس.
إسرائيل عندما احتلت الضفة الغربية عام 1967م ونظرا لأهمية الأغوار والبحر الميت من الناحية الاستراتيجية كونها على طول الحدود مع الاردن ولاهميتها الزراعية والإقتصادية والسياحية شرعت ببناء أول مستعمرة لها في 1969م وسبق أن أقامت مستعمرة لها في 1964م بمناطق احتلتها عام 1948م مما يعني انها لا تفكر نهائيا بترك الأغوار كاهمية امنية لوجودها.
اعلان نتنياهو أنه سوف يضم مستوطنات والأغوار والبحر الميت حال نجاحه بالانتخابات القادمة ،إنما يريد ليس استقطاب اليمين في معركته الإنتخابية بل تنفيذ أجندات المشروع الصهيوني لغزاة فلسطين الأوائل ، خاصة أن غالبية اليهود يرون أن بقاء دولتهم يتمثل في الحزام الأمني المتشدد على طول الحدود مع الاردن .
حكومات إسرائيل تنتظر اللحظة المناسبة لفرض الحزام الأمني المتمثل في مستوطنات اليشع المقامة عام 1974م وبيت هعرفاة المقامة عام 1979م وفيرو يريحو المقامة عام 1979م ومتسيبه يريحو 1977م ومول نيفو 1983م وناحل تسوري 1981م وناحل يطاق 1969م ونتيف وهجدود 1975م ونعامي أو (نعمة) 1979م ونعران 1977م ومستوطنات أخرى على طول الحدود .
غالبية هذه المستوطنات حسب المعلن هي زراعية ولهذا نجد أن استغلال الأغوار يتم من خلال هذه المجاميع من قطعان المستوطنين واغلبيتهم من المتشددين (اي الحريديم)، ونتياهو خاطب هذه الشريحة لكسب أصواتها فالمنافع التي ستعود عليهم حال تطبيق قرار الضم يساوي في جوهره احتلال القدس بأكملها عام 1967م، ولهؤلاء مؤيدين ومتعاطفين معهم في مستوطنات الضفة الغربية والأرقام هنا تزيد عن نصف مليون يهودي.
المتفائلون بهزيمة نتنياهو في الانتخابات نقول لهم مهلا ،فهناك مجتمع إسرائيلي يميل نحو التشدد ولا يمكن حتى لليساريين اليهود حال فوزهم أن يقبلوا التخلي عن الأغوار والبحر الميت فكلاهما ينتظر الفرصة المناسبة لتحقيق اجندات صهيونية مخطط لها منذ إقامة مشروعهم السياسي في فلسطين.
إسرائيل تركز في إقامة مستعمراتها على القدس الشرقية إضافة إلى منطقة الأغوار والبحر الميت وضم هذه المستوطنات يعني بكل بساطة قضم ثلث مساحة الضفة الغربية وبعبارة أخرى ليس إنهاء عملية السلام بل للانتقال إلى مرحلة ثانية في تسمين مستوطنات الشمال إيثار بعد سنوات إلى ضمها ... هذا مع إدراك أن إسرائيل لن تنسحب من مستوطنات الخليل، فماذا يبقى من الأرض وماذا يبقى للسلطة الفلسطينية سوى مناطق ألف وجزء من ب وهذا يقودنا إلى القول إن الحديث عن السلام هو من باب العبث السياسي واللهو للمؤيدين لاوسلو وامكانية السلام مع إسرائيل.