الغد
عواصم - فيما تستمر المباحثات من أجل وقف إطلاق النار في غزة، وتبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل برعاية مصرية قطرية أميركية، أكدت الحركة أنها تلقت مؤخرا العديد من المبادرات والمقترحات لإنقاذ غزة.
وعلى وقع استمرار آلة العدوان الصهيوني بالقصف على القطاع الفلسطيني منذ أكثر من سنة، أشارت "حماس" في بيان أمس أنها أبدت مرونة وتعاملت بإيجابية مع مبادرة مصر لإدارة غزة، وغيرها من المبادرات من أجل توحيد الصف الفلسطيني.
وأوضحت أنها تجاوبت مع الجهود المصرية وسعت إلى تشكيل حكومة توافق وطني أو تكنوقراط، وتعاملت بإيجابية مع مبادرة مصر المدعومة عربيا لتشكيل لجنة الإسناد المجتمعي لإدارة شؤون قطاع غزة بشكل مؤقت وأن تكون مرجعيتها السياسية المرسوم الرئاسي الفلسطيني.
في غضون ذلك نقلت القناة الـ12 العبرية عن مصدر مطلع أن فريقا إسرائيليا غادر صباح أمس إلى العاصمة القطرية الدوحة لاستئناف المفاوضات، في محاولة للتوصل إلى صفقة تبادل للأسرى والمحتجزين مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وتحدثت القناة عن تحقيق تقدم في المباحثات، مع استمرار وجود فجوات بين الأطراف لم تتح حتى الآن تحقيق اختراق يؤدي إلى إبرام صفقة.
ورغم إعلان أكثر من جهة أن تقدما حصل في موضوع مفاوضات تبادل الأسرى بين حماس والاحتلال، الا أن أي جهة لم تعلن عن ماهيته.
وأوضحت القناة 12 العربية أن الفريق الإسرائيلي المتوجه إلى الدوحة مهني، ولا يضم رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) ديفيد برنيع.
وقال بيان سابق لرئاسة وزراء الاحتلال الإسرائيلي إن الفريق المغادر إلى الدوحة "يضم مسؤولين رفيعي المستوى من الجيش وجهازي الموساد والأمن العام (الشاباك)".
وكان موقع "والا" نقل عن مسؤولين من الكيان المحتل قولهم إن تقدما كبيرا في مفاوضات الصفقة هو ما دفع اسرائيل لإرسال وفدها إلى الدوحة.
ونقلت هيئة البث العبرية عن مصدر مطلع لم تكشف هويته أن الوفد سيقدم خلال المفاوضات مقترحا جديدا لحل الخلاف بشأن قائمة الأسرى الأحياء الذين تطالب إسرائيل حماس بتقديمها قبل المضي قدما في المفاوضات.
في غضون ذلك، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن منسق شؤون الأسرى والمفقودين غال هيرش أبلغ عائلات الأسرى أن الأنباء عن وصول المفاوضات إلى طريق مسدود غير صحيحة.
وأكد هيرش أن المفاوضات التي تعمل عليها الحكومة تهدف إلى إعادة كافة من سماهم المخطوفين من غزة رغم عدم موافقة إسرائيل على إنهاء الحرب.
من جانبها، أصدرت عائلات المحتجزين من الكيان المحتل بيانا قالت فيه إنه لا وقت لأي تراجع في المفاوضات، ورحبت بإرسال فريق لاستئناف التفاوض في الدوحة.
كما طالب البيان نتنياهو بعقد اجتماعات مستمرة مع عائلات الأسرى والمخطوفين وتزويدها بمعلومات بشأن المفاوضات وجهود التوصل إلى صفقة.
ونقلت إذاعة جيش الاحتلال عن والدة محتجزة في غزة قولها "أبرموا اتفاقا، فلا أحد يريد عودة الأسرى جثثا في أكياس".
ولأكثر من مرة تعثرت مفاوضات صفقة التبادل -التي تُجرى بوساطة قطرية مصرية أميركية- جراء إصرار نتنياهو على استمرار السيطرة على محور فيلادلفيا الحدودي بين غزة ومصر ومعبر رفح في غزة، ومنع عودة مقاتلي الفصائل الفلسطينية إلى شمال غزة عبر تفتيش العائدين من خلال ممر نتساريم وسط القطاع.
من جانبها، تصر حركة حماس على انسحاب كامل للاحتلال من قطاع غزة ووقف تام للحرب بغية القبول بأي اتفاق.
ويحتجز الاحتلال في سجونه أكثر من 10 آلاف و300 أسير فلسطيني، في حين تقدر وجود 100 محتجز من الكيان بقطاع غزة، وكانت حماس أعلنت مقتل العشرات من المحتجزين لديها في غارات عشوائية لجيش الاحتلال.
ومنذ 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023 يرتكب الاحتلال الإسرائيلي بدعم أميركي إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 154 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة. وكانت القاهرة استضافت مطلع الشهر الماضي (ديسمبر) مشاورات بين وفدين من حماس وفتح، وانتهت بالاتفاق على إنهاء الخلافات بين الحركتين والتنسيق والتعاون المشترك بينهما في إدارة شؤون غزة.
في حين رفض رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، مراراً في السابق أن تستلم إدارة غزة حركة حماس أو السلطة الفلسطينية.
هذا وتشكل مسألة إدارة غزة أحد القضايا الإشكالية بالنسبة لتل أبيب، إذا ما تم التوصل في المرحلة الأولى إلى وقف إطلاق النار.
يذكر أن الخراب والدمار المستمر جراء قصف الاحتلال الذي طال نحو ثلثي الأبنية في كامل القطاع بشكل كلي أو جزئي، وفق تقديرات أممية.-(وكالات)