عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    20-Feb-2025

هل تضع قمة الرياض قواعد لحل يواجه تصورات ترامب التهجيرية؟

 الغد-زايد الدخيل

 في وقت ضاعفت فيه دول عربية جهودها الدبلوماسية الأيام الماضية، للتأكيد على رفض طرح الرئيس الاميركي دونالد ترامب اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، أكد مراقبون ان اجتماع الرياض غدا، قد يشكل قاعدة، تؤسس لانشاء صندوق سيادي يمول المشروع المصري لمنع تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.
 
 
زخم دبلوماسي يواجه التهجير
 
وقالوا في أحاديث منفصلة لـ"الغد"، إن تأجيل عقد القمة العربية الطارئة في القاهرة للرابع من الشهر المقبل، بهدف ضمان حضور أكبر عدد من القادة العرب، وإكساب المشروع المصري زخما دبلوماسيا يواجه تصورات ترامب التهجيرية، الذي يفتقد للزخم الدبلوماسي، في ظل انتقادات غربية لها.
وزارة الخارجية المصرية أعلنت أول من امس، تأجيل القمة العربية الطارئة حول القطاع، وقد كان مقررا عقدها الأسبوع المقبل، موضحة في بيان لها، أن التأجيل يأتي استكمالاً للتحضير الموضوعي واللوجستي لها.
وأشارت إلى أن الموعد الجديد تحدد بعد التنسيق مع البحرين، رئيسة الدورة الحالية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، وبالتشاور مع دول عربية.
وجاءت الدعوة للقمة الطارئة، عقب طرح ترامب، تصورات للسيطرة على غزة وتهجير أهلها لدول مجاورة، بخاصة الى مصر والأردن. 
 
 
ومن المقرر أن تسضيف الرياض غدا، قمة مصغرة، تشارك فيها دول مجلس التعاون الخليجي الست، الى جانب مصر والأردن، لمناقشة الرد على ما صرح به ترامب حول تهجير الغزيين، برغم أن ما طرحه واجه ردود فعل إقليمية ودولية رافضة له، ما أثار تحركا عربيا موحدا نادر الحدوث.
فرص نجاح قمة الرياض
في هذا الاطار، تساءل رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية د. خالد شنيكات، بشأن فرص نجاح قمة الرياض في وضع قواعد مواجهة لتصورات ترامب، واسس حل عربي بديل للتهجير، موضحا بان هناك عزما وارادة عربيين لعدم حدوث التهجير، لان ذلك سيؤدي لخلق قواعد جديدة في المنطقة، تفضي لعدم استقرارها.
واضاف شنيكات، "في حال حدوث تهجير، فسيتكرر في الضفة الغربية، وهذه كارثة تقع على كاهل منطقة باتت اليوم في صراع مع الزمن لطرح بديل يمنعها، ويجب أن يتبلور بخطة ذات عمق عربي يرفض التهجير، وان تكون هناك اعادة اعمار لضمان عدم وقوع تهجير، ومن جهة اخرى، فان الاحتلال مستمر بالضغط على الولايات المتحدة وأهالي غزة، من حيث إدخال "كرفانات" وغيرها من حاجات أهالي القطاع، لتصعيب حياتهم، وحين يمنع دخول الكرفانات وغيرها، فإن ذلك يعوق بقاءهم في القطاع، وقد يشكل ذلك ضغطا يسهم بخروج بعضهم منه".
ولفت إلى أن على العرب طرح بديل سياسي لحل القضية الفلسطينية، وهناك حل الدولتين الذي يتطلع لاقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران (يونيو)، وعليه أن يتواءم مع متطلبات الفلسطينيين بحق تقرير مصيرهم، وان يكون هناك وقوف في وجه مشروع الاحتلال الإحلالي التوطيني، الذي يطرحه قادة الكيان.
الاحتلال يضغط على العرب 
وبحسب الشنيكات، اذا توحد العرب على كلمه رجل واحد، فقد يؤدي ذلك لإخفاق تصورات ترامب، وفي اضعف الاحوال، ستتغير بعض عناصره، وهذا بدوره سيضمن توافقه مع جزء من المصالح العربية، فالاحتلال للآن، يمارس ضغطا على دول المنطقة، تحكمه قوتها الضاربة فيها كالدعم الأميركي الكبير لها، محاولة عبر ذلك فرض واقع جديد، قد يكون كما أشرت سابقا هو شكل من أشكال الهيمنة.
واضاف، "ان الدول العربية في صراع مع الزمن، وتنسيق جهودها ليس فقط عربيا، بل ودوليا مع اوروبا، والصين وروسيا، وحتى مع اميركا في طرح بديل لكل ما يتفاقم اليوم على يد الاحتلال والضغط الاميركي للعبث بواقع المنطقة، الذي اساسا لم يتوقف منذ الاحتلال الإسرائيلي.
قمة الرياض لن تكون
بديلا لـ"القاهرة" 
الخبير العسكري والإستراتيجي نضال ابوزيد، قال ان قمة الرياض، لن تكون بديلا لقمة القاهرة المقرر عقدها في القاهرة بعد تأجيلها أيضا من الـ27 الشهر الحالي إلى 4 الشهر المقبل. 
واكد الشنيكات، أن "ثمة مؤشرات تفضي الى ان ما يجري الترتيب له، هو ان تكون قمة الرياض، قاعدة يؤسس عليها لانشاء صندوق سيادي لتمويل المشروع المصري، لمنع التهجير، بينما قمة القاهرة هي لحشد زخم دبلوماسي عربي يدعم مخرجات قمة الرياض، ما يفسر تأجيل مؤتمر القاهرة للشهر المقبل".
 
 
ولفت أبوزيد إلى أن أهمية قمة الرياض، تكمن في الخروج بتصور تمويلي ضخم، يدعم الخطة المصرية، ما سيؤسس لحالة عربية متكاملة، قد تكون بديلا مناسبا عن تصورات ترامب، إذ أشار ابوزيد الى أن الموقف العربي أمام ثلاثة خيارات في مواجهة طرح ترامب، إما المجابهة او التكيف او خلق البديل، ويبدو أن فكرة خلق مشروع عربي بديل مناسب، قد تؤسس له قمة الرياض.
حكم غزة بدون حماس
بدوره، قال عميد كلية القانون السابق بجامعة الزيتونة د. محمد فهمي الغزو، يتوقع بأن تناقش قمة الرياض خطة إعادة الإعمار، لمواجهة تصورات ترامب التهجيرية، بينما المقترح العربي، يستند في معظمه على خطة مصرية، تنص على تشكيل لجنة فلسطينية لحكم غزة دون مشاركة حماس، ومشاركة دولية بإعادة الإعمار دون تهجير سكانه.
واضاف الغزو ان "المناقشات ما تزال جارية بشأن حجم المساهمات المالية التي ستدفعها دول المنطقة لخطة الإعمار"، موضحا أن قواعد المواجهة لتصور ترامب تتطلب أولا موقفا عربيا موحدا، وتجاوز الخلافات العربية وتشكيل جبهة دبلوماسية متماسكة، بالإضافة لتحركات دولية فاعلة باستخدام الأدوات السياسية والقانونية، كاللجوء للأمم المتحدة والمحاكم الدولية، ووضع سياسات واضحة لمنع تنفيذ مخططات الهجير.