عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    21-Aug-2019

الذكاء الاصطناعي لن يصنع صحافة جديدة
 العرب - يتردد توغل الذكاء الاصطناعي في العديد من قطاعات الحياة وبما فيها قطاع الإعلام والصحافة.
 
خلال ذلك فإن المؤسسات الصحافية لا تشعر بالقلق من هذا التطور الجديد ولاسيما أن دراسات متخصصة أثبتت أن تدخلات الذكاء الاصطناعي سوف تعزز المهام الموكلة للمحررين والمراسلين ولن تكون بديلا عنها.
 
وجود الطاقم البشري لن ينافسه وجود روبوتات مثلا في المستقبل المنظور بل إن أحد الباحثين أشاد بطرافة من يحاول إسقاط أفلام الخيال العلمي التي تنتجها هوليوود على واقع الصحافة والإعلام بعد زحف الذكاء الاصطناعي وجلوس حشد من الروبوتات في غرفة الأخبار.
 
وعلى ذكر الخيال العلمي الهوليوودي سوف يتساءل كثيرون، هل يمكن أن يولد صحافي مبرمج على غرار “الشرطي الآلي – الروبوكوب” الذي قدمته هوليوود؟
 
واقعيا هنالك الكثير من المنافع التي سوف يقدمها الذكاء الاصطناعي للوسطين الصحافي والإعلامي لكننا لسنا برسم صحافة يصنعها من الألف إلى الياء عالم الخوارزميات على الرغم من أن البرمجيات الحديثة يمكن أن تفعل الكثير.
 
الذكاء لاصطناعي بواسطة الخوارزميات سوف يخدم غرفة الأخبار ويسند المحررين في العديد من المجالات التي يدرجها الباحث ستيفان هال ومنها ما ينعش أوضاع المؤسسات الصحافية ويزيد من مواردها بسبب المرونة التي ستتاح لتلك المؤسسات في توظيف الذكاء الاصطناعي لصالحها.
 
الذكاء الاصطناعي سوف يتيح وفرة غير مسبوقة في المعلومات والمعرفة ومرونة وسرعة غير مسبوقة في تتبع المستجدات، وسوف يسهم في تقديم خدمات نوعية غير مسبوقة أيضا بمعنى مخاطبة اهتمامات الجمهور ومواكبة احتياجاته.
 
من جانب آخر سوف يسهم الذكاء الاصطناعي بإتاحة خيارات متعددة وتقديم الأخبار في صيغة مركزات برقية عاجلة وبذلك سوف يقدم خطابا شديد التنوع، مدعوما بالصور ويتراوح بين لغة البرقيات أو لغة التغريد وبين الإسهاب في تقديم المطولات.
 
الباحث هال الذي نشر مؤخرا بحثا معمقا في موقع المنتدى الاقتصادي العالمي يشير إلى ما يسميه مضاعفة المهام التي تقع على عاتق المحررين لجهة الحاجة الماسة للوجود البشري لغرض فرز ذلك التدفق الإخباري وتوجيه قدرات الذكاء الاصطناعي باتجاه الهدف الذي تريد المؤسسة الوصول إليه أو ما يعرف بتغيير أو تعديل المسارات.
 
ولعل من الأمور المهمة في هذا الباب هو الوصول إلى قناعة بأن شكل ومحتوى الصحيفة سوف يتأثر إلى حد كبير بمستحدثات الرقمنة واستخدام الخوارزميات لكنها لن تحل بديلا عن التوجيه البشري.
 
وثمة إشكالية أخرى تطرح في هذا الباب وتتعلق بالدقة أو انعدام الدقة تلك التي سوف تستجد الحاجة إليها والتي تحتاج بشكل فعلي ومباشر إلى رؤية بشرية وتدخل تحريري للوصول إليها ولكونها لا تسير عشوائيا وبشكل تراكمي بل إن الأخبار والتغطيات يجب أن يغلب عليها الطابع النوعي والذي يتجه إلى نتيجة وهدف محددين.
 
سوف يتيح الذكاء الاصطناعي للصحيفة التعرف على اهتمامات قرائها والتفاعل الجاد معهم وإبقاءهم في حالة تفاعل مستمر وتلق لا ينقطع للمستجدات وتلك ميزة أخرى سوف تكون في خدمة المحرر.
 
من جانب آخر هنالك التغطيات التي يراد لها أن تستجيب للجوانب الإنسانية والأخلاقية والتي يدركها المحررون أنفسهم وهنا سوف يكون من المبالغة -بحسب هال- ترك المهمة برمتها للخوارزميات والبرمجة الرقمية.
 
ولعل إغراق الصحيفة وغرفة الأخبار تحديدا بذلك التراكم الذي يتم الحديث عنه على أنه برسم الذكاء الاصطناعي سوف يحيلنا إلى تلك القصص الإخبارية التي تحتاج إلى الوثوق من الحقوق؛ حقوق الملكية الفكرية. كانت تلك الحقوق ولا تزال من أكبر التحديات التي تواجه العالم الرقمي اليوم بسبب سهولة الاستحواذ واختراق حقوق الملكية وكل ذلك يحتاج وجودا بشريا ضروريا، وعلى ذلك فالذكاء الاصطناعي سوف ينقل الصحافة نحو مستويات أكثر تطورا وتفاعلا مع الجمهور، لكنه لن يكون بديلا للصحافة والمؤسسات الصحافية.