عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    15-Feb-2019

العفة والنزاهة.. مطلب إيماني وإنسانيّ - محمد عبدالجبار الزبن

 الراي - إنّ صورة الإسلام الحسنة التي يدعو إليها القرآن الكريم وجاءت في التوجيهات النبوية، ينبغي على المسلم الحرص على إبرازها للعالم، وهو بذلك يجسد أخلاق الإسلام التي لها ثمرات على السلوك ونتائج عظيمة على الفرد والمجتمع، ومن ذلك (العفة والنزاهة) هما خُلُقان رفيعان لا بدّ أن يتحلى بهما المسلمون لما يحققان من تكافل مجتمعيّ وسلوك فرديّ قويم، مما يتوجب إلزامية ضبط النفس أمام الشهوات والنزعات بالعفة عن الحرام والنزاهة عن كلّ معيب وما يشين المسلم وسمعته العطرة. ويتمتع المؤمنون بصفات أخلاقية نبيلة تظهر على السلوك بنبذ سفاسف الأمور وضبط التصرفات بحكمة بالغة. مما يؤدي إلى الانتماء الذي يدعونا إلى تجسيد روح العطاء، وأن نتذكر الدين والوطن فنلتزم العفة و النزاهة.

فالعفيف.. يبتعد عن أكل المال الحرام، ويكون مصدر أمن وأمان للمجتمع، ويتحلى بقوة ترشده إلى اتباع العقل ونبذ الأهواء، وعدم الاعتداء على الآخرين، وهو قنوع قد رزقه االله القناعة ويعيش بكنزٍ لا يفنى، فهو سعيد بالقليل الذي عنده، عفيف عن رزق غيره، ولو كان أحوج الناس، لقوله تعالى: ((يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ بِأَمْرِهِمْ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ)). فالعفة والنزاهة تؤديان إلى مجتمع فاضل يأَمَرنا به الإسلام، ويرشدنا إلى مكارم أخلاقه، فهي سلوك أخلاقيّ، ومطلب إيمانيّ لا يتخلى عنه المسلم في عباداته ومعاملاته. وتدلّان على طويّة نقية وسيرة حسنة ومعدن أصيل. وهما أساسيتان في المعاملات المجتمعية التي تبرز الصورة الحسنة في أزهى معانيها، عن المجتمع الواعي والفاضل.
والنزاهة.. إصلاح في الأرض، وتنافي الفساد والإفساد، والإصلاح لا يتحقق إلا بمن تنزّه عن فساد النية والطّويّة، وكان على درجة من العفة في ذات اليد، وقلبه سليم على الناس جميعا. وإذا أخذنا الجانب الأخلاقي في العمل والوظيفة والصنعة، والعلاقات المجتمعية، فالنزاهة ترفع الثقة بين أفراد المجتمع، وتعطي صورة حسنة عنه، فالذي يكدّ ويتعب ويحصّل ثمرة جهوده بعرق جبينه بعفة ونزاهة، تكون يده نظيفة عليّةٌ محمودة المناقب. وقد مدحها النبيّ صلى االله عليه وسلم، وهي تأخذ المال بوجوه الحقّ المشروعة، فقال: (اليدُ العليا خيرٌ من اليدُ السفلى، ولْيبدأ أحدُكم بمنْ يعول، وخيرُ الصدقةِ ما كان عن ظهر غِنًى، ومن يستغنِ يُغنِه االلهُ، ومن يستعففْ يعفَّه االله).
والعفة صفة من صفات المؤمنين من أهل الجنة، فعن النبيّ صلى االله عليه وسلم قال: (وأهل الجنة ثلاثة:...، وعفيف متعفف ذو عيال). فَيتعفف وإن كان فقيرا، عن إطعام أبنائه المال الحرام ويصبر على شظف العيش. فالاستعفاف مطلب دينيٌّ ومجتمعيّ، يؤكد أنّ علينا أن نقوم بطلب العفة والنزاهة، فلا نغشّ ولا نؤذي ولا نعتدي، فالنزاهة من الأخلاق السامية التي ينبغي إعمالها لا إهمالها، والعفة والنزاهة تورثان السمعة الطيبة، فالناسَ يتذكرون النزيه العفيف ويمدحونه، ويذكرونه بالخير.
وكذلك المرأة العفيفة التي تكابد الحياة مع زوجها وتعينه على الأعمال النزيهة، وطلب الرزق الحلال، وتكون قنوعة مكتفية بالقليل، فعفتها ونزاهتها تنشئ جيلا يتغذى على المال الحلال، فينفع أمته ووطنه والناس أجمعين.