المخرج الطريفي: السخرية تعني الوضوح.. والكلمة الأولى للشباب والجيل الحالي
عمان -الدستور - حسام عطية - كشف المخرج المسرحي الكبير خالد الطريفي بقوله: «طوال الأربعين عامآ الماضية اجتهدت فيما قدمت من مسرح، فيما يعلو صوت نفسي ويقول، قف وفكر فيما قدمت من مسرحيات مختلفة الأشكال والألوان وقلت، أنت دخلت الى المسرح بغرابة وعشت في المسرح لنفسي تنتهي حياتك المسرحية بغرابة، وتريد أن تكون مخرجا مسرحيا أو فنانا معروفا»، حيث تم تكريمه في مهرجان المسرح العربي في دورته الثانية عشر التي اقيمت في عمان مؤخرا، وبأنه شارك وأدار المؤتمر الفكري الذي ناقش مساءلات علمية لتجارب فرق وقامات عربية بالمهرجان، مؤكدا أن هذا التكريم يزيده طاقة ونشاطا وقدرة على العمل أكثر وأكثر.
فرصة للالتقاء
ونوه الطريفي في تصريحات صحفية ان المهرجانات تشكل فرصة للالتقاء مع المسرحيين، بحيث يمكن للانسان أن يفسر ما يعرض، وما يكتب، وأن ما يحدث في شوارع العالم العربي وما يحدث من هذه السخرية، وبأنه من واقع خبرته وعمله وفنه يؤكد على أهمية أن تكون الكلمة الأولى للشباب والجيل الحالي باعتبارهم صناع الحاضر والمستقبل معا، مؤكدا أن خبرته الفنية والمسرحية تعد نتاجا لما عايشه من خبرات إنسانية منذ نشأته، حيث إن كل ما مر به من أحداث أثرت عليه إنسانيا وفنيا، الأمر الذي يتضح في النصوص المسرحية التي يكتبها، والأعمال التي يخرجها، أو يمثل فيها، فيما نشأ مسرح الفرجة في الأردن في أواسط ثمانينيات القرن الماضي في سياق ثقافي عربي، كما في خضم البحث الإبداعي عن هوية أو جذور عربية للمسرح، والسعي لتمكين الفن المسرحي من أداء دور ملموس أمام التحديات السياسية والاجتماعية والثقافية، وتفاعل مع موجة عالمية سابقة تمثلت في اتجاهات المسرح البريختي، وأنماط أخرى مسماة بالمسرح الفقير ومسرح الشارع وسواها.
وأعتبر الطريفي أن السخرية تعني الوضوح، وأن الأسئلة الوجودية الى الآن لا يفهما بحسب رايه، حيث ارتبطت الحياة الاجتماعية بالحياة المسرحية ولازمته هذه السخرية منذ الطفولة، وان اول سخرية عاشها الفنان الطريفي كانت في الأول أبتدائي بمدرسة من مدارس وكالة الغوت بمدينة الزرقاء وكانت على أطراف المخيم؛ إذ يقول: «كان الأمر اعتياديا أن تأتي الى المدرسة وأنت حليق الرأس، وأسائل نفسي عن هذه التسآلات وعن السخرية فتقودني نفسي الى طفولتي ومسرحي الأولي والى ملاعب الطين المدهشة والعاب الحارة الدافئة»، كما تطرق الطريفي الى دور المخيم في حياته ودراستة في مدرسة وكالة الغوت التي قادته لاحقا للقاء بشخصية «حسان « الذي عاش وكان اهتماماته تنحصر في تربية القطط، فيما كان نفذ الفنان الطريفي بصحبة عدد من ضيوف المهرجان تمرينا جماعيا استحضر فيه شخصية «حسان» التي نالت عجاب الحضور.
ويقول الفنان كنت أسأل نفسي، اذا أردت أن تكون مخرجا مسرحيا أو فنانا معروفا فعليك دراسة ما درس كل اقرانك في المسرح من خلال الكتب المترجمة، ومن خلال ذلك قدمت شكسبير وبريخت وما الى ذلك من نصوص محلية كتبها الفنان نادر عمران، فيما يعود للسؤال، ها انت تسأل الى أين بعد كل هذه الأكاديمية، ويجيب الطريفي نفسه، لماذا لا تكون أنت أنت، لماذا لا تكون نفسك في مسرحياتك، تنسج مسرحياتك من ألعاب وحكايات وأحداث شعبك، فيما جاءت اللحظة مواتية، لحظة قوية مثل لحظات صفق الباب من قبل امرأة حرة، كانت في مسرحية فرنسية.
خالد الطريفي
الفنان الشامل خالد الطريفي (56 عاماً)، مؤلف ومعد وممثل ومخرجا، من المتحمسين والمؤمنين بتوظيف التعبير الشعبي والتراثي في المسرح، وهو ممن اعتمدوا هذا اللون من التوظيف رغم تحفظات حالية له على التسمية. ففي عام 1983 شارك مع نادر عمران وعامر ماضي في تأسيس فرقة «الفوانيس»، وأصدرت الفرقة بياناً تنظيرياً لاحقاً استنادا الى أن التراث يشكل مرجعية، وليس المقصود هنا بتراث مسرحي بل تراث الفنون الشعبية والحكايات والأزياء والاحتفالات من أعراس وليالي حصاد وحفلات طهور وبيوت عزا، كتب الطريفي وأخرج ومثل ثلاثا وثلاثين مسرحية ابتداءً من عام 1974 حتى الآن.