عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    28-Jul-2020

تركيا الكبرى.. - محمد سلامة

 

الدستور- لأول مرة يتحدث الرئيس التركي رجب طيب اردوغان عن تركيا الكبرى ودور جهاز المخابرات في حرب ليبيا وانه يمتلك تقنيات سيبرانية وأقمار اصطناعية، وأن اليد الطولى باتت لبلاده في جل الساحة الإقليمية مؤشرا على أن الوصول إلى تركيا قوية بات ضمن الأولويات الاستراتيجية  في المرحلة القادمة. 
 
تركيا وإيران تتنافسان إقليميا وفي الجبهة الشرقية للوطن العربي، وكلا القوتين لهما احلاف واتباع بين دول وشعوب المنطقة. 
 
طهران اليوم لها نفوذ وهيمنة وحلفاء ومليشيات بامتداد الجغرافيا العراقية والسورية واللبنانية و..الخ، وذات الأمر أنقرة لها أهم وأقوى الحلفاء وهم جماعة الإخوان المسلمين بامتداد الجغرافيا العربية، وهذا أوجد تنافسا بينهما في جل ساحات الاشتباك، ففي ليبيا وسوريا وغيرهما نجد هذه التحالفات قائمة وعلى حساب الشعوب العربية، ومن هنا تركيا تريد أن تعيد امجادها الغابرة، وأن تتوسع في الشرق العربي والغرب الإفريقي، وإذا لاحت لها فرصة تحاصر الدور الروسي والإيراني معا. 
 
تركيا الكبرى كما يراها الرئيس اردوغان هي ذاتها الإمبراطورية العثمانية،التي كانت ذات يوم تلاعب كل دول أوروبا، ومن هنا تأتي المخاوف الفرنسية ومعاداتها للنفوذ والهيمنة التركية، وفي عهده (أي اردوغان)جرى توسيع آفاق التعاون مع قطر أمنيا وسياسيا، ومع السودان،والقوات التركية موجودة في بعشيقة بالعراق وفي ادلب السورية ، وهذا كله ما كان ليتحقق لولا الضوء الأخضر الأمريكي الذي يرى أنها (أي تركيا) الوحيدة القادرة على لجم التمدد الإيراني وليس إسرائيل. 
 
الرئيس اردوغان لديه مشروع إقامة دولة  كبرى،ويعتمد في ذلك على الإقتصاد، وعلاقات بلاده مع الغرب وعلى بناء جيش قوي ومتطور، وعلى أجهزة استخبارات حديثة وقادرة على استيعاب تقنيات الحروب الحديثة، ولا يخفي ذلك،وقد حقق الجزء الأهم من مشروعه ويتطلع إلى استكماله مع حلفائه في المنطقة العربية. 
 
السؤال الأهم..إيران لها مشروعها وتركيا كذلك..فاين الأمن القومي العربي واين المشروع العربي الممانع لهما؟!.