عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    15-Apr-2024

حراك سياسي أردني.. نحو إيقاف التصعيد الإقليمي، ووضع حد للحرب على غزة* حسين دعسة
الدستور المصرية -
شهدت العاصمة الأردنيةعمّان، حراكا سياسيا، دبلوماسيا، وأمنيا رفيع المستوى، عقب "الرد-الضربة" الإيرانية على دولة الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني، وفي مستوى قيادي مهم ومؤثر تلقى عاهل الأردن  الملك عبدالله الثاني،  اتصالا هاتفيا من الرئيس الأمريكي جو بايدن، بحثا خلاله، وفق بيان صادر عن الديوان الملكي الهاشمي الأردني، حصلت الدستور على نسخة منه، بحث:آخر التطورات في المنطقة، والجهود المبذولة لخفض التصعيد والتوصل لوقف لإطلاق النار في غزة.
 
وكشف بيان الديوان، أن الملك شدد، ضرورة وقف التصعيد فورا في الإقليم، محذرا من أن أية إجراءات تصعيدية إسرائيلية ستؤدي إلى توسيع دائرة الصراع في المنطقة.
 
وفي ذات السياق، اعتبر الملك أهمية   وقف الحرب على غزة فورا هو السبيل لوقف التصعيد وحماية المنطقة من تبعات، لافتا: أن الأردن لن يكون ساحة لحرب إقليمية، مجددا التحذير من تبعات العدوان الإسرائيلي على غزة والتصعيد المستمر في الضفة الغربية.
 
وأوضح  الملك  عبدالله الثاني، للرئيس بايدن، ضرورة حماية المدنيين في غزة، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية بشتى الطرق وبشكل كاف ومستدام، وفق تفعيل العلاقات الأردنية الأميركية، مع أهمية مواصلة التنسيق بين البلدين حيال التطورات في المنطقة. 
 
 
*الملك ورئيس الإمارات العربية
 
من جانب آخر، قال بيان الديوان الملكي الهاشمي، ان  الملك عبدالله الثاني، تلقى  اتصالا هاتفيا من  الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة؛ تناول الاتصال جهود التوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة، ومضاعفة المساعدات الإنسانية والطبية والإغاثية وإيصالها للأهل في القطاع بكل الطرق الممكنة.
 
جالت تأكيدات الأردن ملكا وشعبا وحكومة، على أهمية مواصلة تنسيق الجهود العربية، خاصة في ظل التطورات التي يشهدها الإقليم.
 
 
*وزير الخارجية الأردني  أيمن الصفدي:
 
*في ظلال اليوم التالي، للرد-الضربة الإيرانية على دولة الاحتلال، كشفت مصادر  أردنية  تأكيدات سياسية وأمنية، أكّد  فيها نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي،ما قد يعتبر من أساسيات التوجه الدبلوماسي والسياسي في هذه المرحلة، وقال الصفدي، خلال برنامج "صوت المملكة"، الذي يبث على فضائية "المملكة" الأردنية، محددا عدة محاور تشكل رؤية المرحلة، بالذات السياسة الإسرائيلية المتطرفة ضد الشعب الفلسطيني، وإثارة التصعيد في المنطقة والإقليم، وهي  وفق أقوال الوزير:
 
 
*اولا:
سياسة الأردن ثابتة، وكل مسيّرة أو صاروخ تخترق الأجواء الأردنية سيتم التصدي له لنحول دون أن يسبب ضررًا في الأردن وتهديدًا للأردنيين، نشيرا: "للأسف كان هناك تصريحات مسيئة من قبل وسائل الإعلام الإيرانية بما فيها وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية".
وتابع "اليوم وزارة الخارجية استدعت القائم بأعمال السفارة الإيرانية في عمّان، وأرسلت له رسالة واضحة بضرورة أن تتوقف هذه الإساءات للأردن، ويتوقف هذا التشكيك بمواقف الأردن".
*ثانيا:
"مشكلة إيران مع إسرائيل وليست مع الأردن، ولا إيران ولا غيرها تستطيع المزاودة على ما يقوم به الأردن وما يقدمه الأردن وما قدمه تاريخيًا من أجل فلسطين".
*ثالثا:
حدث في السابق أن سقطت صواريخ ومسيّرات على الأردن، وهذه سياسة ثابتة بأن كل ما يشكل خطرًا على الأردن نتصدى له، لأن أولويتنا حماية الأردن، وحماية أرواح الأردنيين وحماية مقدرات الأردنيين وحماية أمن البلد واستقراره، وكان هنالك تقييم بأن ثمة خطرا حقيقيا من سقوط المسيّرات أو الصواريخ على الأردن، وتعاملت القوات المسلحة الأردنية مع هذا الخطر بما هو مطلوب.
 
*رابعا:
إذا كان هذا الخطر قادمًا من إسرائيل، فسيقوم الأردن بالإجراء نفسه الذي قام به، وهذا موقف نؤكد بشكل واضح وصريح، ولن نسمح لأي كان بأن يعرّض أمن الأردن والأردنيين للخطر، وانه:موقف مبدئي وهذه إجراءات قمنا بها في الماضي وقمنا بها أمس وسنقوم بها في المستقبل، سواء كان مصدر التهديد إسرائيل أو إيران أو أي كان.
 
*خامسا:
أن الأردن دولة قادرة على حماية مصالحها، حيث أنّ كل ما يجري يهدد كل دول المنطقة، والتصعيد الإقليمي يهدد كل دول المنطقة، وتوسع الحرب إلى حرب إقليمية يهدد كل دول المنطقة.
 
 
*استمرار الحرب على قطاع غزة
وفي طبيعة الدور الأردني الحراك الدبلوماسي الدولي والعربي والأممي، حدد الصفدي، أن الأردن، ودول صديقة في الجوار والعالم تعمل وفق:
*1.:
الدفع باتجاه  عدم توسعة الحرب، ذلك 
إنّ استمرار الحرب على قطاع غزة سيدفع باتجاه توسعة الحرب وسيدفع باتجاه المزيد من التوتر في الإقليم وسيقود إلى حرب إقليمية.
*2.:
إن "التحدي الآن هو أن نحول دون المزيد من التصعيد وعبء ذلك يقع على إسرائيل، حيث أنّ شرارة التصعيد هو الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية".
 
* 3.:
أن إيران ردّت على الهجوم الإسرائيلي الذي كان استهدف قنصليتها في العاصمة السورية دمشق، حيث أنّ إيران شنت هجومًا بمسيّرات وصواريخ على إسرائيل في تصعيد كنا قد حذرنا منه منذ بداية الحرب على قطاع غزة.
*4.:
أن الجميع يريد خفض التصعيد، لكن الجميع يعلم أن الطريقة الوحيدة لخفض التصعيد هي وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ووقف كل إجراءاتها التي تدفع المنطقة باتجاه هاوية الحرب الإقليمية.
 
*5.:
أن الأردن حذر مرارًا من أن تزايد الضغط على إسرائيل وتغير الرأي العام الدولي إزاء ما تقوم به من عدوان على غزة، سيجعل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يبحث عن مخرج لتشتيت النظر عمّا يجري في غزة.
 
*6.:
حذر الأردن أن نتنياهو سيحاول أن يفتعل مواجهة مع إيران ليجر الولايات المتحدة وربما الغرب كله إلى حرب إقليمية، حيث سيذهب التركيز باتجاه إيران، ويعيد حشد موقف دولي داعم لإسرائيل ضد إيران، وينسى العالم غزة.
*واقع التحدي، ومآلات الحرب
في ذات التحليل التنبيهات السياسية والأمنية، ركز وزير خارجية الأردن، إلى طبيعة الواق القائم بعد الضربة الإيرانية وما قبلها، واضعا تلميحات مؤكدة:
 
 
*الملمح الأول:
"هنالك متطرفون عنصريون إقصائيون في الحكومة الإسرائيلية أمثال وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، ووزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريش وغيرهم من الوزراء الذين يتحدثون بوضوح بأجندة عنصرية متطرفة، ينكرون إنسانية الفلسطينيين ويدفعون باتجاه المزيد من التأزيم، فنحن في مواجهة هذه الحال".
 
*الملمح الثاني:
"التحدي الأكبر لنا هو أن نمنع نتنياهو وحكومته التي يشارك فيها متطرفون عنصريون، ويعلم العالم كله أجنداتهم، من استخدام أو توظيف ذلك الهجوم ذريعة للاستمرار في العدوان على غزة، وحتى في الذهاب أبعد في شن هجوم على مدينة فرح".
وقال الصفدي إن تركيز الأردن هو الاستمرار بجهوده على التوضيح للمجتمع الدولي كله أن أساس التوتر وسببه هو ما تقوم به إسرائيل من عدوان على غزة، إضافة إلى كل الإجراءات الأخرى التي قتلت فرص تحقيق السلام.
 
*الملمح الثالث:
أن تركيز المجتمع الدولي اليوم كان على المواجهة الإسرائيلية الإيرانية، ولم تذكر غزة اليوم في نشرات الأخبار في كل المحطات الدولية، معتبرًا ذلك خطرًا يجب التصدي له.
وأكّد الصفدي 
*الملمح الرابع:
أن الأردن بقيادة  الملك عبدالله الثاني ودول شقيقة قاموا بجهود غير منقطعة من أجل تعرية الرواية الإسرائيلية حول ما يجري في قطاع غزة، وحشد موقف دولي يطالب بوقف العدوان ووقف كل الممارسات اللاشرعية وكل خروقات القانون الدولي الذي تقوم بها في غزة.
*الملمح الخامس:
"أمامنا تحدٍ جديد وهو كيف نعيد التركيز مرة أخرى على غزة، نعيد التركيز على سبب الصراع، نعيد التركيز على إنهاء العدوان حتى لا ينجح نتنياهو المدفوع بعقائدية إلغائية بالنسبة للفلسطينيين، والمدفوع بطموحاته الشخصية لإدامة الحرب حتى يحول دون مواجهة تبعات سياساته وإجراءاته".
 
 
*زيادة الضغط الإقليمي والدولي والاممي
 
في الحراك الأردني، المتوازن المتوازي مع الحراك في المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن ومنظمات العالم الإغاثية والإنسانية والثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية، أكد وزير خارجية الأردن، أن الأردن، - ومثلها دول عديدة - يفعل كل ما يستطيعه ولم يألُ جهدًا إلا وقام به من أجل وقف هذا العدوان ومن أجل نصرة الحق الفلسطيني ومن أجل ضمان إنهاء الاحتلال، وتلبية حقوق الشعب الفلسطيني، لكن الأردن لن يكون قادرًا لوحده أن ينهي هذا العدوان.
ومن الضروري التنبية إلى، أهمية وقيمة الجهود التي يقودها الملك عبدالله الثاني مع عماد وقيادات المنطقة في مصر وفلسطين ودول الخليج العربي، "جهود  حثيثة: لم تتوقف، قائلًا "أعتقد أن الموقف الأردني والجهود التي يقوم بها كان لها أثر في توضيح حقيقة ما يجري، لتعرية الرواية الإسرائيلية من خلال التأكيد للعالم بأن ما تقوم به إسرائيل هو ليس دفاعًا عن النفس، بل هو حرب انتقامية مدفوعة عقائدية تبني على سياسات واضحة للحكومة الإسرائيلية منذ ما قبل السابع من تشرين الأول، لقتل فرص تحقيق السلام، والاستمرار في الاستيطان، ومصادرة الأراضي، والاعتداءات على مدن الضفة الغربية وعلى الفلسطينيين هناك، مشيرًا إلى إرهاب المستوطنين الذي رأيناه السبت بشكل وحشي على عشرات القرى الفلسطينية.
 
.. عمليا:
"أمامنا تحد كبير نعمل من أجله، ومستمرون في هذا الدور وفي ذات الوقت في حماية الأردن وحماية مصالح الأردن"، و"نحن دفعنا دمًا من أجل فلسطين، ارتقى شهداؤنا على التراب الفلسطيني، نقود جهودًا لا تنقطع من أجل نصرة فلسطين ونصرة الحق الفلسطيني، وجلالة الملك مواقفه واضحة وصريحة، وجهوده واضحة ومباشرة ومؤثرة في خدمة الحق الفلسطيني".
 
 
.. وفي النتيجة، وتصورات الواقع من الأحداث، كرر وزير خارجية الأردن، القول: "رسالتنا لإيران أن مشكلتكم مع إسرائيل ومن غير المقبول ونرفض رفضًا قاطعًا أي محاولة للإساءة للأردن، نحن نريد علاقات طيبة مع كل دول الإقليم بما فيها إيران وحتى نصل إلى هذه العلاقات الطيبة يجب احترام الآخر يجب عدم التدخل بالشؤون الداخلية، ويجب عدم الإساءة للأردن لأننا لن نقبل لأي كان أن يسيء للأردن"، لافتا بأهمية انه:"ليس سرًا أن هنالك قضايا عالقة بيننا وبين الإيرانيين، وكنا واضحين وموقفنا واضح بأننا لا نريد تصعيدًا مع إيران لا نريد توترا مع إيران، نريد علاقات طيبة وعلاقات جيدة مع إيران قائمة على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية، ومبدأ احترام الآخر، وهنالك حوار أمني مع إيران، والتقيت أنا ووزير الخارجية الإيراني أكثر من مرة، وكان الحوار بيننا صريح نريد علاقات طيبة لكن من أجل أن نصل إلى هذه العلاقات الطيبة يجب أن ننهي أسبابها وبعض من أسبابها مرتبط بممارسات تستهدف الأردن، سواء عبر ما نراه من تهريب للمخدرات والسلاح من سوريا إلى الأردن من جماعات مرتبطة بإيران بشكل أو بآخر سواء من هجمات سيبرانية تمت على مؤسساتنا في المملكة الأردنية الهاشمية وغيرها من التهديدات".
الأردن، وكما هو الحال عربيا وإسلاميا وإقليميا، يريد إنّ، يكون التركيز في المرحلة المقبلة  على منع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من الذهاب بالرأي العالمي باتجاه مواجهته مع إيران، وأن ينسى قطاع غزة والجرائم التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني.
.. وأن ما يحدث في قطاع غزة من عدوان وخراب ودمار هو السبب الأساسي الذي يدفع باتجاه احتمالات تصعيد التوتر في المنطقة، وقبل ذلك استمرار الاحتلال الإسرائيلي بسياسته اللاشرعية، واستمرار المنهجية التي يقودها نتنياهو لقتل كل فرص تحقيق السلام يشكل تهديدًا لأمن المنطقة برمتها ولأمن العالم.
 
.. وفي ذات السياق، عزز الأردن، وفق الخارجية:ندرك جميعًا أهمية أمن المنطقة للأمن الدولي بشكل عام، حيث نتعامل في منطقة تواجه تحديات من كل الجهات، لكنّ وعي "شعبنا بحكمة قيادتنا وبقوة مؤسساتنا يجعلنا نتعامل مع هذه التحديات ونخفف من آثارها علينا قدر المستطاع".
.. ما بعد الأحداث التي تجتاح المنطقة، بقيت الحرب العدوانية الإسرائيلية المستعرة على غزة، في أتون الإبادة الجماعية المعلنة، ومشاريع مخاطر التهجير وتصفية القضية الفلسطينية، ما يستدعي المزيد من التعاون من جوار فلسطين، والمنطقة والمجتمع الدولي، لمنع سياسات السفاح نتنياهو، الذي يريد المزيد من الدمار والدم والإبادة..