عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    14-May-2019

آخر الفتاوى.. شتم «إسرائيل» حرام!! - رشاد ابو داود

 

الدستور - بعد أن أفتى بعض من شيوخ السلاطين أن السلام مع «اسرائيل» حلال، وأن التعامل مع ساستها وحتى البكاء عليهم عند موتهم حلال رغم ايديهم الملطخة بدماء المسلمين، طلع علينا أحدهم بفتوى أن شتم «اسرائيل» حرام .
فقد دعا الداعية المصري خالد الجندي خلال لقاء تلفزيوني له مع اثنين من علماء الأزهر عبر فضائية «DMC» المصرية، بعدم توجيه الشتائم إلى كلمة «إسرائيل» لأنها في الأصل اسم نبي ولها مكانة خاصة في الإسلام.
وحاول الجندي تغطية سُم فتواه بحلاوة الكلام عن المسجد الاقصى بقوله «النهي عن شتم الكلمة يأتي بمعزل عن الموقف من دولة إسرائيل حتى تعيد المسجد الأقصى في القدس».
لااااا يا شيخ !!
وماذا عن بقية فلسطين والجولان وشبعا، وعن المذابح التي ارتكبها بنو اسرائيل الحاليين منذ العام 1948 وما زالوا يقتلون النساء والاطفال الرضع على صدور أمهاتهم في غزة ؟! هل نسيت مذبحة بحر البقر المصرية ؟
بل وماذا عن ما ورد عن بني اسرائيل الأوائل في القرآن الكريم، القرآن الذي يفترض أنك تحفظه غيباً ؟!
أيها الشيخ عد الى كتاب «بنو إسرائيل فى القرآن والسنة»، الصادر العام 1969، للدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الراحل، حيث يفند مزاعم الصهيونية، ويضع الآية الكريمة (64 من المائدة) «كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون فى الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين». مؤكدا أن القرآن الكريم فصّل الحديث عن بنى إسرائيل، ووصف أحوالهم وأخلاقهم ومواقفهم من الأنبياء، وتحدثت السور المكية عن قصصهم، والمدنية عن موقفهم من الإسلام، وما أسبغه الله عليهم من نعم، وما أنزله عليهم من نقم جزاء خروجهم عن طاعته، كما تحدثت عن رذائلهم ودعاواهم الباطلة ومسالكهم المتنوعة للكيد للمسلمين .
إن من الحكم الربانية في كثرة ذكر اليهود في القرآن: تحذير المؤمنين مما وقعوا فيه من العصيان مما كان سببا في غضب الله تعالى عليهم حتى وصفوا في القرآن بالمغضوب عليهم ( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ) الفاتحة: 6- 7. فمن بين 114 سورة فى القرآن الكريم ورد ذكر اليهود أو التوراة أو الاثنين معاً 85 مرة حسب دراسات لبعض الراصدين للقرآن إلكترونياً .
 يا شيخ، لقد ضرب الله عليهم بسبب عصيانهم الذل والهوان، وهذا ظاهر تمام الظهور في تاريخهم الطويل، ولم يستطيعوا حماية أنفسهم في أي حقبة تاريخية؛ بل كانوا يحتمون بغيرهم، ولم يستقووا ويستأسدوا إلا بسواهم، وفي هذه السنة الربانية يقول الله تعالى ( وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ) البقرة: 61 . أنظر يا شيخ كيف يستقوي نتنياهو وعصابته بالأحمق ترامب والى من يمدهم بالمال والسلاح !
رحم الله ابن خلدون الذي قال قبل حوالي 700 سنة :» عندما تنهار الدول يكثر المنجمون والمتسولون والمنافقون والمدّعون، والكتبة والقوّالون، والمغنون النشاز والشعراء النظّامون، والمتصعلكون وضاربوا المندل، وقارعوا الطبول والمتفيهقون ( أدعياء المعرفة )، وقارئوا الكفّ والطالع والنازل، والمتسيّسون والمدّاحون والهجّاؤون وعابرو السبيل والانتهازيون».