عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    20-Apr-2020

«الهامش» ...الرواية الأولى للزميل القاص خالد سامح

 

عمّان - الدستور- رغم الظروف الاستثنائية التي نمر بها والانشغال بتداعيات جائحة الـ»كورونا»، أصدر الزميل خالد سامح مؤخرا عن منشورات «ضفاف» في بيروت و»الاختلاف» في الجزائر روايته الأولى وحملت عنوان «الهامش»، ويتصدرها هذا الإهداء:
 
إلى كل العابرين؛
 
أولئك الذين يمرون في حياتنا متبرعين بسرد حكاياهم، ثم يختفون سادرين في غيابٍ أبدي.
 
الرواية ذات المئة وثلاث وثمانين صفحة من القطع الوسط تدور مساحتها الزمنية وأحداثها بين العامي 2003 و2006 ، ويبدأ مسار أحداثها تحديدا بعد سقوط بغداد -الحدث الذي مرت ذكراه قبل ايام- لترصد تداعيات ذلك الحدث وماتبعه من فوضى وعنف وتحولات اجتماعية وسياسية واقتصادية لم تشمل العراق لوحده بل المنطقة برمتها، الا أن الكاتب يركز هنا على تداعيات الحدث على العراقي وانعكاسات تلك المرحلة التاريخية القاسية على الساحة الأردنية ومدينة عمّان التي شهدت وقتها لجوء عشرات الآلاف من العراقيين إليها هربا من تفجر موجة عنف غير مسبوقة وتسلل آلاف الارهابيين لبلدهم المنكوب، هؤلاء اللاجئون كان لكل منهم حكاية وشهدوا أهوالاً فيها الكثير من التفاصيل التي يعجز حتى الخيال عن تصورها، لذا فقد باتت تجربة كل منهم رواية بحد ذاتها.
 
الحروب والمصائر الفردية
 
يتداخل الخاص مع العام في الرواية، ومن خلال علاقة جمعت بين شخصيتي الرواية الأساسيتين الصحفي والمترجم الأردني حازم والمترجمة العراقية لهيب الفارة من جحيم الارهاب نكتشف وجوهاً أخرى للأحداث، ودور الحروب والمآسي الكبرى في تحديد مصائرنا الشخصية ورسم مستقبلنا ومنح حياتنا «أبعادا درامية جديدة» كما يرد على لسان بطل الرواية حازم، فلهيب عملت مترجمة في وزارة الخارجية العراقية زمن حكم البعث وبعد دخول المحتلين عملت مترجمة معهم أيضاً، الا أنها وبسبب تهديدات «المقاومة العراقية» لها واستغناء الأمريكيين عن خدماتها وبعد اختطافها من متطرفين وتعرضها للاغتصاب تقرر الهروب الى عمّان وتقديم طلب لجوء لمكتب المفوضية العليا للاجئين في عمّان، الا أن حياتها تسير بصورة مختلفة تماما عمّا كانت تخطط له بعد تعرفها على ملياردير عراقي يقيم في عمان وزواجها منه لفترة قصيرة، ثم تلتقي بحازم ليساعدها في افتتاح جاليري للفن التشكيلي في عمّان يعيد لها مكانتها الاجتماعية، وتصبح بالنسبة للصحفي المثقف نافذة على الكثير من الحقائق الصاعقة وأسرار المدينة والمجتمع.
 
ابعد من الرصد والتسجيل
 
والكاتب هنا لا يستعيد الوقائع بقصد التوثيق والتسجيل بقدر ما يهدف الى إعادة استكشافها ورصد أسراراها وخباياها بضمير المتكلم (الراوي العليم)، مستعيناً بأساليب سردية غير تقليدية كتقطيع الزمن واستعادة الصور والمشاهد ( الفلاش باك) وكذلك الحوار الداخلي ( المونولوج)، ومن أجوائه في الرواية:
 
هل يمكن لي أن ألملمكِ بعد ذلك وأكتبكِ؟ ألاحق كل تفاصيلك في الذاكرة، بدءا بعينيك عميقتي الأسرار ترويان الكثير مما سيغفل عن ما ذكره المؤرخون أو يسقطونه عمداً، وليس انتهاءً بحلمتكِ التي مرَّ عليها تاريخنا وترك دمغته عليها، مخفيةً هناك، وراء ارتفافة قمصانك الحريرية، وعطرك الجريء، وعقود الذهب والألماس، وكل ما أثثت به حياتك الجديدة واستعنت به على قهر ذاكرتك وكبح سعارها.
 
ها أنا أعود لأحاول اعتياد تشابه الأيام وبلادتها من دونكِ، وأطبق على صورتكِ وحكاياكِ في الذاكرة بإحكام.. هناك في مقام خاص بالغرباء العابرين، أولئك الذين يتبرعون بأسرارهم ويقدمونها فضاءً غير نهائي لخيالاتنا وتساؤلاتنا وبحثنا في المغازي والمعاني والمآلات وجنون الأزمنة.
 
الزميل خالد سامح في سطور
 
والكاتب خالد سامح حاصل على بكالوريوس العلوم السياسية من الجامعة الأردنية، يعمل صحفيا في دائرة الثقافة والفنون بصحيفة «الدستور» منذ العام 2003 ، وصدر له في القصة أربع مجموعات هي: «نافذة هروب»/2008 ، «نهايات مقترحة»/2011، «ويبقى سراً»/2016، «بين سطور المدينة»/2017 .
 
كتب خالد سامح في عدد من الصحف والمجلات المحلية والعربية، وشارك بالعديد من الملتقيات الأدبية والفنية والإعلامية عربياً وعالمياً، وهو عضو رابطة الكتاب الأردنيين والأمانة العامة لاتحاد الكتاب العرب وكتاب آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية.