عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    02-Jan-2019

2018.. الأردن واجهة الأعمال العالمية.. وازدهار للسينما محليا

 

إسراء الردايدة
 
عمان –الغد-  مر المشهد السينمائي الأردني للعام 2018 بتحولات كثيرة، سواء بعروض لأحدث الأفلام والإنتاجات العالمية والعربية أو افتتاح أسابيع ومهرجانات محلية، مرورا بورشات العمل السينمائي التي تحفز بناء المهارات والمواهب لصناع السينما العرب والمحليين.
وبحسب موقع الهيئة الملكية للأفلام شهد الأردن تصوير أربعة أفلام عالمية ومحلية؛ الفيلمين الأميركيين الجزء التاسع من “حرب النجوم” للمخرج جي جي أبرامز من الولايات المتحدة الأميركية، و”سيرجيو” للمخرج جريج باركر، كذلك الفيلم الأردني “بيت سلمى” لمخرجته هنادي عليان و”في فم سمكة قرش” للمخرج الفرنسي ايمانويل هامون، ويرتبط هذا بتزايد الطلب في الأعوام الأخيرة على الأردن كوجهة تصوير سينمائية.
وفي هذا السياق جاء الفيلم الدرامي الطويل “حرب خاصة” للمخرج الأميركي ماثيو هاينمان ليحقق نسبة مشاهدة عالية مقدما السيرة الذاتية لواحدة من أشهر الصحافيات الحربيات وهي ماري كولفين، وصور بالأردن ليعكس خمسة بلدان مختلفة في نفس الفيلم: سوريا وأفغانستان وسريلانكا وليبيا والعراق.
 
 
مشهد من فيلم “حرب خاصة” الذي صور في الأردن – (من المصدر)
ومن أهم إنجازات العام المنصرم أيضا، عودة صندوق الأردن لتمويل الأفلام بعد توقف استمر بضعة أعوام، حيث تلقى ثلاثة عشر مشروعاً سينمائياً الدعم المالي بمبلغ إجمالي مقداره 233،000 دينار أردني في أربع فئات، ويسعى الصندوق إلى دعم المواهب الأردنية من خلال توفير التمويل اللازم لانطلاق مشاريعهم، ويشجع على الإنتاج المشترك مع الدول العربية مما ينعكس في اختيار المشاريع لرواية قصصنا الأردنية/ العربية لجمهور عالمي”.
وكان لعروض الأفلام التي اقيمت على مدار العام من خلال نشاطات الهيئة داخل العاصة وخارجها ممثلة بمراكزها التسعة، دور كبير في تنمية الثقافة السينمائية، إلى جانب التوجه لتمويل وتطوير كتابة المسلسلات التلفزيونية من خلال عقد شراكات مع منظمات عالمية، والتي توجب بإطلاق ورش Screen Buzz بدعم من المؤسسة الأميركية للإعلام في الخارج AAM، للترفيه وتطوير المحتوى الهادف بطرق احترافية بعد أن خصص بندا في صندوق الأردن لدعم الأفلام دورا لتطوير المسلسلات التلفزيونية.
كما كان العام 2018 مفصليا، حيث احتفل مهرجان الفيلم الأوروبي بثلاثين عاما على مشاركته مع المجتمع المحلي، والذي يمد جسور الثقافة بين الأردن والاتحاد الأوروبي والدول الاعضاء للتعرف على الثقافة وكسر كل الحواجز بتقديم احدث العروض العالمية محليا.
إلى ذلك، عقد مسابقة تدعم انتاج الافلام القصيرة للمواهب المحلية، والحال ذاتها مع مهرجان الفيلم الفرنسي بدورته 24، ومهرجان الفيلم العربي كجزء من مهمة الهيئة في ترسيخ ثقافة السينما ودورها في تنمية المجتمع وتكوين هويته الثقافية.
وعن كل هذه هذه التطورات والتغيرات، تحدث مدير عام الهيئة الملكية للأفلام جورج داود في تصريح خاص لـ “الغد” عن المخرجات المتأتية عن الهيئة الملكية الأردنية للأفلام في العام 2018 والجهود المبذولة على مختلف الأصعدة كبيرة.
ولفت إلى أن الهيئة نظمت هذا العام 91 ورشة عمل بشتى المواضيع المتعلقة بفن صناعة الأفلام والتلفزيون، إضافة الى ورشات وعروض أفلام أقيمت في مراكز الأفلام السبعة التابعة للهيئة والمنتشرة في محافظات المملكة.
كما واصلت الهيئة تنفيذ برامج التدريب الإقليمي السنوية، والتي تستهدف صناع أفلام وكتاباً من الأردن والمنطقة العربية، ومن بينها “برنامج راوي لكتاب السيناريو” الذي اختار تسعة مشاريع من بلدان مختلفة في المنطقة بما في ذلك ثلاثة مشاريع أردنية.
ومن أبرز الخطوات التي أقدمت عليها الهيئة في مجال الترويج للتصوير في الأردن، كانت اطلاق “برنامج التحفيز الضريبي” بداية هذا العام والذي ترتب عليه أثرا ملحوظا في زيادة الاهتمام بالتصوير في المملكة؛ اذ استفادت منه خمسة مشاريع إنتاجية تنطبق عليها شروط البرنامج.
ومن جهة أخرى، سجل رقم قياسي لشركات أجنبية كبرى اختارت تصوير أفلامها في الأردن هذا العام مما ساهم في خلق آلاف الوظائف للكوادر الأردنية ورفد الاقتصاد بما يقارب 30 مليون دينار أردني جراء النفقات المترتبة على الانتاجات الأجنبية والمحلية.
وعلى سبيل المثال وليس الحصر، تم تصوير أول مسلسل لشركة “نيتفليكس” باللغة العربية بعنوان “جن” في مواقع مختلفة في عمان وفي وادي رم والبتراء وعمل زهاء 55 أردنيا – بمن فيهم متدربون – في طاقم الإنتاج.
ويتم إخراجه وإنتاجه التنفيذي من قبل صانع الأفلام اللبناني ميرجان بوشعيا مخرج “فيلم كتير كبير”، فيما يتولى الثنائي إيلان وراجيف داساني، اللذان عملا على إنتاج فيلم “Seam”، الإنتاج التنفيذي لهذا العمل. كما تولى إيلان كتابة السيناريو بالاشتراك مع راجيف والمخرج والكاتب الأردني أمين مطالقة المعروف بفيلم “كابتن أبو رائد” الحائز جوائز عالمية بما فيها في مهرجان صندانس الدولي اذ أشرف مطالقة بدوره على إخراج آخر ثلاث حلقات من المسلسل.
وتتواصل جهود الهيئة في تعزيز اهتمام الجمهور بالأفلام المميزة وذات الجودة، فقد تم تنظيم 95 عرضا للأفلام في مختلف الأماكن في عمان و56 عرضا في المحافظات. وكان هناك بصمة مميزة لبرنامجين مهمين استحدثا في 2017 واستمرا هذه السنة، وهما: برنامج “السينما في المدارس”، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، والذي تم من خلاله تنظيم عروض في 16 مدرسة حكومية؛ وبرنامج “السينما للجميع”، بالتنسيق مع مديرية الأمن العام، بحيث عرضت أفلام في 15 مركز تأهيل وإصلاح في المملكة.
ومن بين المبادرات في 2018، أطلقت الهيئة مجلة الكترونية ربع سنوية بعنوان “توب لاين” لتشارك عشاق السينما مقالات متخصصة في صناعة الأفلام مع تركيز على الأردن.
فيما استمرت نشاطات مؤسسة عبد الحميد شومان ممثلة بلجنة السينما بعقد عروضها الاسبوعية كل ثلاثاء، والتي توسعت دائرة حضورها من خلال خيارات سينمائية كلاسيكية متبوعة بحلقات نقاشية الى جانب ليالي الفيلم العربي والهولندي، بحضور صناع افلام وممثلين من القطاع. وتهدف إلى تعميق الثقافة السينمائية العربية والإقليمية والدولية، إذ تنظم بالتعاون مع سفارات تلك البلدان في الأردن أو مؤسسات السينما الرسمية في الدول الأخرى، وقد نظم برنامج السينما أكثر من 60 أسبوعاً للأفلام بحيث يتناول الأسبوع الواحد منها التجربة السينمائية لأحد البلدان مع توفير الأجواء اللازمة لمناقشتها مع ضيوف مختصين بتلك الأعمال أو مع مخرجين.
واختتم العام بعقد مهرجان “كرامة لأفلام حقوق الإنسان” بدورته التاسعة لإلقاء الضوء على دور السينما في التعامل مع قضايا انسانية عالمية، وربطها بالأحداث المحلية ونشر الوعي بحقوق الانسان ودور السينما كأداة ثقافية وفكرية مؤثرة لبناء مجتمع واع باستغلال الفنون البصرية لنقل حكايات انساينة.
وتتواصل كل الجهات المحلية لوضع الأردن على الخريطة العالمية كأحدث وجهات التصوير العالمية والانتاج والنهوض بالمواهب المحلية وتطويرها الى جانب بناء قاعدة متينة تقدر الفن والتنوع وتعمل بجد.