عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    07-Jan-2020

إسرائيل 2020.. سيناريو حرب متعددة الجبهات مع إيران

 

  القدس المحتلة - محمد محسن وتد - كشف معهد أبحاث الأمن القومي في جامعة تل أبيب النقاب عن تقرير خاص حول التقديرات الإستراتجية والتهديدات والتحديات وسيناريوهات الحروب التي قد تخوضها إسرائيل خلال عام 2020، وسط ارتفاع احتمالات المواجهة العسكرية بين تل أبيب وطهران عقب اغتيال أميركا قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني.
 
ويتوقع طاقم معهد الأبحاث سيناريو اندلاع حرب على عدة جبهات بذات الوقت، مرجحا إمكانية المواجهة العسكرية مع إيران أو مليشيات موالية لطهران في سوريا والعراق، مستبعدا إمكانية التهدئة طويلة الأمد مع قطاع غزة، حيث يقدر أن الجيش الإسرائيلي سيجد ذاته قبالة مواجهة عسكرية مع الفصائل الفلسطينية في غزة.
 
وفي جوهر التقييم والتقدير الإستراتيجي لعام 2020 -الذي استعرضه عاموس يدلين نائب رئيس معهد أبحاث الأمن القومي بجامعة تل أبيب خلال تقديمه الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين أمس الاثنين، فإن "المجهول والمشهد الضبابي والتوتر بين قوة إسرائيل الواضحة والنجاحات الرائعة" في مختلف المجالات قد تكون مؤقتة وهشة في ظل صراع الدول العظمى على تحديد هوية وملامح الشرق الأوسط الجديد.
 
ولم تقتصر تقديرات المعهد على السيناريوهات والاحتمالات للمواجهة والحرب على عدة جبهات، بل شملت توصيات ومقترحات لصياغة إستراتيجيات جديدة لمواجهة التحديدات والعمل على إعادة النظر بالسياسات الخارجية، وتعزيز التحالفات الإقليمية والدولية والأوروبية، وتدعيم قوة الردع لتفادي مواجهة عسكرية شاملة مع قوى عظمى مثل إيران.
 
وتتطلب مخاطر التصعيد من إسرائيل إجراء مناقشة جوهرية أكثر حول المنفعة العامة والمخاطر التي ينطوي عليها الجهد المبذول لمنع جهود حزب الله لامتلاك ترسانة غير تقليدية، الأمر الذي يضع المؤسسة الأمنية في تل أبيب في متاهة حيال الضرر المحتمل للجبهة الداخلية الإسرائيلية إذا ما قصفت بالصواريخ الدقيقة، وهو ما يحتم على تل أبيب توجيه ضربة استباقية ووقائية لحزب الله وتدمير سلاحه.
 
سيناريوهات وتقديرات
ويتفق باحثون بالشأن الإسرائيلي على أن تقرير المعهد ينسجم مع السيناريوهات والتقييمات والتقديرات على أرض الواقع سواء على الصعيد الداخلي أو الإقليمي، لكنهم يعتقدون أنه من السابق لآونه تحديد ملامح التحول الإستراتيجي الذي سيشهده الشرق الأوسط وفقا للتقديرات الإسرائيلية.
 
وتندرج السيناريوهات والتقديرات الواردة في تقدير الموقف لمركز الأبحاث -بحسب الباحث في الشأن الإسرائيلي أنطوان شلحت- في سياق التحضر ومواجهة التموضع الإيراني ومخاطر مشروع طهران النووي على إسرائيل.
 
وعلى هذا الأساس، يقول شحلت للجزيرة نت "يحض معدو التقرير إسرائيل لتكون على أهبة الاستعداد لكافة السيناريوهات، خاصة مع تعزيز التقديرات باحتمال وصول التصعيد الأميركي الإيراني لحد المواجهة العسكرية المباشرة، وسيكون لذلك تداعيات على إسرائيل ومستقبلها بالمنطقة".
 
ولاحظ الباحث بالشأن الإسرائيلي أن تقديرات وتوصيات معهد أبحاث الأمن القومي تنسجم مع التقويم الإستراتيجي للمؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية، بأن التحدي الأخطر والأبرز على الجبهة الشمالية مع سوريا ولبنان بسبب التموضع الإيراني.
 
واستذكر شلحت تقديرات رئيس أركان الجيش أفيف كوخافي التي تشير إلى أن احتمالات اشتعال الحرب على الجبهة الشمالية أكبر من أي وقت مضى، وذلك بسبب النفوذ والوجود الإيراني، ويشير إلى أن التقدير الإسرائيلي يرى أن عدم التوصل لتهدئة مع قطاع غزة "يكرس التأثير الإيراني ويعزز فرص المواجهة على الجبهة الجنوبية".
 
مخاطر وتحديات
رغم المخاطر والتحديات، يرجح معدو التقرير أن موقف إسرائيل الإستراتيجي ثابت، بحيث لا يزال ضعيفا الردعُ الإسرائيلي حيال الحرب واحتمال وقوع هجوم استباقي واسع النطاق من جانب أعداء مختلفين، حيث لا يمكن الإشارة إلى تهديدات وجودية جديدة، ولا يزال التهديد التقليدي محدودا، فالتحالف مع الولايات المتحدة قوي ويتعزز حتى في ظل اغتيال سليماني وإن تعزز التوتر الإقليمي.
 
وينبع هذا التوتر -وفقا لمعدي التقرير الإستراتيجي- من عدة عوامل يمكن أن تؤدي إلى تصعيد وصراع واسع النطاق وحتى إلى حرب خلال العام الجاري، وذلك بسبب مقاربة إسرائيل لبعض تحديات الأمن القومي الكبرى والجوهرية والمتعلقة بالصراع بين المعسكرات والتحالفات بالشرق الأوسط.
 
ولعل أبرز هذه العوامل تتعلق بتعزيز وتعاظم تصميم إيران وجرأتها، سواء في المجال النووي أو جهودها للتموضع العسكري في سوريا وغيرها من الساحات بالشرق الأوسط، ووضع قدرات طهران العسكرية بحالة جهوزية وتوظيفها ضد إسرائيل.
 
ويضاف إلى ذلك جهود حزب الله لتحقيق قدرة هجومية للصواريخ الدقيقة على نطاق واسع على الجبهة الشمالية، في حين يتجلى الهدوء الهش على الجبهة الجنوبية مع قطاع غزة في ظل جهود حماس لتخفيف الضغط ورفع الحصار عن القطاع، والسعي للتأثير على شروط التسوية والتهدئة مع إسرائيل.
 
وتتطور هذه العوامل والتحديات والتهديدات الإقليمية وسط الأزمة السياسية المستمرة بإسرائيل، الأمر الذي يصعب ويحول دون وضع إستراتيجية محدثة وجديدة لمنافسة ومواجهة إستراتيجيات القوى العظمى وضمنها إيران، الأمر الذي يشكل صعوبات على إسرائيل في العمل مع النظام الدولي.
 
انسجام واحتمال
من جانبه، يستبعد الباحث والمختص بالشأن الإسرائيلي د. صالح لطفي إمكانية التهويل من خلال السيناريوهات والتقديرات والتوصيات التي وضعها معهد أبحاث الأمن القومي، والذي وظف اغتيال سليماني في سياق التقديرات السيناريوهات المتوقعة. علما بأنها تنسجم مع تقديرات وتقارير سابقة للمؤسسة الأمنية والعسكرية حول إسرائيل ومستقبل وجودها بالشرق الأوسط.
 
ويضاف اغتيال سليماني -يقول لطفي للجزيرة نت- "إلى السيناريوهات والتقييمات ويجعلها أكثر واقعية، مما يعزز التقييمات والتقديرات لاحتمال التصعيد والمواجهة العسكرية الشاملة على الجبهة الشمالية، بما ينسجم مع تقديرات المؤسسة العسكرية التي عمدت إلى إدخال تغييرات بالجيش تتعلق بالوحدات القتالية والسايبر وإدخال الفتيات لوحدة المدرعات".
 
هذه السيناريوهات كما يضيف الباحث بالشأن الإسرائيلي "تؤكد الحاجة المحلة إلى صياغة إستراتيجية إسرائيلية جديدة، والتوصيات بالحفاظ على تماسك النسيج الأمني القومي والاجتماعي الإسرائيلي الداخلي". علما بأن حادث الاغتيال وتداعياته خلف سياقا جديدا ويحمل إمكانية حدوث تحول إستراتيجي بالشرق الأوسط.
 
اعتراف وتطبيع
ويرى لطفي أن إسرائيل لربما نجحت من تأخير بعض جهود التموضع العسكري الإيراني بالشرق الأوسط، وأن اغتيال سليماني قد يكثف ويعزز هذا الاتجاه، كما أنها حققت بالعقد الأخير نجاحات بالدبلوماسية والتطبيع مع العالمين العربي والإسلامي، لافتا إلى أنها ستسعى للحفاظ على هذه المنجزات التي قد تواجه تحديات وصعوبات عقب اغتيال سليماني.
 
وخلص للقول "لقد عززت تل أبيب التعاون والتطبيع مع الدول العربية البراغماتية في الوقت الذي تنجح في إدارة الصراع والتحكم بالقضية الفلسطينية، بحيث أن أهم شيء يشير إليه التقرير اعتراف العالم العربي بإسرائيل وحقها بالوجود بالشرق الأوسط، وأيضا بوادر الاعتراف والقبول على المستوى الشعبي بالعالمين العربي والإسلامي".
 
المصدر : الجزيرة